مؤتمر «السنة» بعمان: العراقيون ليسوا إرهابيين

بدأ أعماله أمس ويبحث وثيقة مكة.. ودعا إلى رفض التكفير

TT

وجه علماء دين عراقيون، أمس، رسالة إلى الشعب الأميركي بأن العراقيين ليسوا «إرهابيين»، وأكدوا على رفض التكفير والتكفير المضاد بين الشيعة والسنّة، ودعوا إلى التسامح والتعايش المشترك بين مكونات الشعب العراقي الواحد، ودفن الأحقاد وحقن الدم العراقي ودرء الاحتراب الطائفي.

وقال رئيس الوقف السني أحمد السامرائي في كلمته خلال افتتاح مؤتمر الوقف السني العراقي الخامس الذي التأم في عمان لمدة يومين برعاية العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، ان «المؤتمر يهدف لتدارس أحوال العراقيين في الداخل، وسيتم بحث وثيقة مكة التي استهدفت تحريم الدم العراقي ودحض المبرر الديني للاقتتال بين أتباع المذهبين السني والشيعي، والتأكيد على ما ورد في رسالة عمان التي أطلقها الملك عبد الله الثاني في رمضان 2004 والتي دعت الى نبذ الخلافات وتعظيم الجوامع والوسطية والاعتدال وتحريم دم المسلمين». ويشارك في المؤتمر زهاء 120 عالم دين عراقيا، وحضر مستشار العاهل الاردني لشؤون العشائر الشريف فواز بن الزبن، نيابة عن الملك عبد الله الثاني. وقال السامرائي «لقد آن الأوان لمشايخنا أن يجمعوا الصف ويلموا الشتات ويوحدوا الكلمة وأن يكونوا مفاتيح للخير ومغاليق للشر». وأضاف «علينا ألا ننساق خلف الأهواء والعواطف وألا ننقاد بحبل الجهال والمجانين وألا نغمض عيوننا أمام رماة العواصف، بل علينا ان نجيد فن الانقاذ»، معتبرا ان العراق «غارق في بحار الاحتلال والطائفية ورواد الفتن وقادة الاجرام، لذلك علينا ان ننقذ ابناءه فهم ينظرون إلينا».

من جهته، قال الشيخ نعمان عبد الرزاق السامرائي، انه يعيش في المنفى الاختياري منذ اربعين عاما، مشيرا الى ان «من أعظم مشاكلنا في العراق اليوم هو ان اغلب دعاتنا من الهواة». وأضاف «هذه هي كارثة العراق اليوم»، داعيا أئمة العراق الى «تجنب إصدار الفتاوى من دون وجه حق ودراية، وخصوصا التكفير والتكفير المضاد».

ودعا الشيخ محمد عياش الكبيسي إلى ضرورة دعم المقاومة العراقية كي تغير من أساليبها لتتنقل إلى دور بناء المؤسسات الوطنية، لجهة إفشال المشروع الاميركي في العراق. وأوضح ان حل المشكلة الأمنية يكمن بتكامل جميع الأطراف في العراق، فضلا عن تحليل الأسباب الجدية للانفلات الأمني، لافتاً الى أهمية مساعدة دول الجوار والدول العربية لإنقاذ العراق من المحن التي تعصف به.

وسيصدر بيان ختامي في نهاية أعمال المؤتمر، سيركز على عديد من القضايا التي تهم العراق والعراقيين في مختلف شؤون دينهم ودنياهم. وتحدّث بيان صادر عن الهيئة عن مقتل 260 إماما وخطيبا سنيا، واعتقال نحو 1000 آخرين. كما أشار إلى تدمير 190 مسجدا ومصادرة 40. وجاء في البيان كذلك، أن ضحايا العنف الطائفي في العراق بلغ أكثر من 80 ألف شخص. ويناقش المجتمعون مشروع إنشاء مؤسسة للإفتاء الجماعي، وإنشاء مجمع فقهي عراقي.