الصومال: تأجيل مؤتمر المصالحة الوطنية بسبب التدهور الأمني في مقديشو

جيبوتي وإريتريا تنفيان تفهمهما لوجود قوات أوغندية وإثيوبية بالصومال

TT

علمت «الشرق الأوسط» أن الرئيس الصومالي الانتقالي عبد الله يوسف قرر تأجيل مؤتمر المصالحة الوطنية الذي كان مقررا عقده في السادس عشر من الشهر الجاري إلى منتصف الشهر المقبل بسبب تدهور الوضع الأمني الراهن في العاصمة الصومالية مقديشو.

وقال دبلوماسي عربي موثوق به لـ«الشرق الأوسط»، ان إسماعيل هرة وزير الخارجية الصومالي أبلغ الاجتماع الذي عقدته أول من أمس في القاهرة مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بالصومال هذا القرار الذي أرجعه إلى الحاجة لوضع ترتيبات أمنية جدية لتأمين المؤتمر وضمان نجاحه.

ويأتي هذا التأجيل المفاجئ ليعكس حقيقة المخاطر التي تتعرض لها السلطة الانتقالية الصومالية بسبب تصاعد حدة الهجمات التي تتعرض لها من قبل عناصر يعتقد أنها من فلول تنظيم المحاكم الإسلامية باستخدام الصواريخ وقذائف المورتر والهاون.

وأعربت مجموعة الاتصال الدولية المعنية بالصومال عن قلقها البالغ إزاء أعمال العنف واستمرار المعاناة الإنسانية في الصومال داعية جميع الفرقاء الصوماليين إلى الالتزام بالقانون الدولي والإنساني ووقف الأعمال العدائية على الفور ليعقب ذلك اتفاقات وقف إطلاق نار شاملة ودائمة.

وعقد أمس علي محمد جيدي رئيس الوزراء الصومالي سلسلة من الاجتماعات في العاصمة مقديشو مع قيادات من قبيلة الهوية في محاولة لإقناعهم بدعم جهود حكومته في مواجهة الهجمات التي تتعرض لها هذه القوات.

واستبقت قبيلة الهوية اجتماع ممثليها مع جيدي بإطلاق دعوة للمجتمع الدولي من أجل التدخل الفوري في الصومال وإرسال لجنة لتقصي الحقائق، فيما قال مسؤول صومالي لـ«الشرق الأوسط»، انه من دون الحصول على موافقة القبيلة التي تعد من أبرز القبائل الصومالية الرئيسية فانه لا فرصة مطلقا لإعادة الهدوء مجددا إلى العاصمة مقديشو.

إلى ذلك نفى مصدر مقرب من الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر قيلة أن يكون قد أبدى تفهمه للوجود العسكري الإثيوبي المسلح في الصومال، مشيرا إلى أن جيبوتي كانت دائما تعارض إرسال أي قوات إلى الصومال قبل تحقيق المصالحة الوطنية.

وقال المسؤول الجيبوتي الذي طلب عدم تعريفه في اتصال هاتفي من العاصمة السنغالية داكار حيث يرافق قيلة في احتفالات تنصيب الرئيس السنغالي عبد الله واد، إن هذا ينطبق أيضا على قوات حفظ السلام التي يجب أن يكون دورها تاليا لوجود السلام نفسه بدلا من محاولة فرضه بالقوة.

وفي السياق نفسه، نفى مسؤول اريتري رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط»، أن يكون الرئيس الاوغندي يوري موسيفيني نجح في إقناع نظيره الاريتري أسياس أفورقي بدعم خطط الاتحاد الأفريقي الرامية إلى نشر المزيد من قوات حفظ السلام في الصومال بالتزامن مع انسحاب القوات الإثيوبية من هناك.

وأضاف المسؤول الاريتري الذي طلب في اتصال هاتفي من العاصمة الاريترية أسمرة عدم تعريفه، أن موقفنا ما زال كما هو «نحن نعارض بشدة دخول ونشر قوات حفظ السلام الأفريقية بصيغتها الحالية إلى الصومال ونطالب الدول المشاركة في هذه القوات بسحب عناصرها منها».

واعتبر أنه من الخطأ تقديم مكافأة لرئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي عبر إيجاد مخرج للقوات الإثيوبية التي قال إنها تواجه صعوبات جمة في فرض سيطرتها على كامل أنحاء الأراضي الصومالية.

وكانت مصادر رسمية في العاصمة الأوغندية كمبالا قد أعلنت أن موسيفيني حصل على دعم أفورقي لبعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال، مشيرة إلى أن الرئيسين اللذين اجتمعا أخيرا في ميناء مصوع الاريتري قررا اتخاذ خطوات عملية لإحلال السلام في الصومال.

لكن مسؤولا مقربا من الرئيس الاريتري أكد في المقابل لـ«الشرق الأوسط»، أن أفورقي دعا أوغندا إلى سحب قواتها فورا من الصومال وعدم المضي قدما في دعم خطط إثيوبيا للاستعانة بقوات حفظ سلام من دول أفريقية أخرى.

ونقل عن أفورقي القول «من الخطأ تورط بعض الأفارقة في مخططات إثيوبية مشبوهة من شأنها زيادة حدة التوتر في منطقة القرن الأفريقي».