الجيش الأميركي يدرس طلب إيران زيارة محتجزيها في العراق

نقاشات في واشنطن حول ما إذا كان الأمر يعود إلى وزارة الدفاع أم الخارجية

TT

أكد الجيش الاميركي أمس تسلمه طلباً «غير رسمي» ليزور مسؤول من القنصلية الايرانية خمسة ايرانيين تحتجزتهم القوات الاميركية في العراق منذ يناير (كانون الثاني).

وقال الميجر جنرال وليام كولدويل الناطق باسم القوات الاميركية في العراق للصحافيين في بغداد: «وصل طلب غير رسمي بشأن زيارة قنصلية ويجري دراسته في الوقت الراهن». وتقول الولايات المتحدة ان المحتجزين الخمسة لهم صلة بالحرس الثوري الايراني وانهم يقدمون الدعم للمقاتلين في العراق، بينما تنفي طهران ذلك وتقول إنهم دبلوماسيون.

وكانت وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ارنا) قد قالت ان ممثل ايران سيلتقي مع المعتقلين الخمسة. وقال العراق انه سلم طلبا بخصوص هذا الاجتماع الى السفارة الاميركية في بغداد قبل نحو اسبوعين. ولم يصدر تأكيد فوري للتقرير من جانب مسؤولين أميركيين.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن «مصدر موثوق به» قوله: «مع تواصل جهود السفارة الايرانية في العراق وتعاون المسؤولين العراقيين وبمساعدة ممثل الامم المتحدة من المفترض أن يلتقي ممثل ايران مع دبلوماسيي بلادنا». ويقول بعض المحللين ان الحرس الثوري الايراني الذي احتجز 15 من البحارة وأفراد مشاة البحرية البريطانية يوم 23 مارس (اذار) على حدود المياه الاقليمية الايرانية والعراقية، ربما كان من دوافع تصرفه بعث رسالة بأن طهران لن تقف عاجزة، في الوقت الذي يحتجز فيه مواطنون ايرانيون في العراق. وينفي مسؤولون ايرانيون وبريطانيون واميركيون أي صلة بين قضية البحارة البريطانيين والايرانيين الخمسة المحتجزين في العراق. وأكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري انه سلم طلب ايران للقاء المحتجزين الى السفارة الاميركية قبل نحو اسبوعين وانه قال حينها ان ذلك سيكون شيئا جيدا اذا حدث.

وقال المصدر الايراني: «رفض القوات الاميركية طوال الشهرين الماضيين (السماح) باجتماع ممثل ايران وقنصلية الجمهورية الاسلامية الايرانية بالدبلوماسيين الايرانيين يتعارض مع المعاهدات الدولية». وصرح لو فينتور الناطق باسم السفارة الاميركية في بغداد بأنه لا يستطيع ان يعلق بشكل مباشر على التقرير لكنه كرر ان الحكومة العراقية طلبت من الجيش الاميركي «تسريع تحقيقنا في الاعتقال». وردا على سؤال حول ما اذا كانت هناك علاقة بين قرار السماح بلقاء الايرانيين الذين تعتقلهم القوات الاميركية في العراق منذ 11 يناير (كانون الثاني) والافراج عن البحارة البريطانيين، قال الناطق باسم الخارجية الاميركية توم كيسي: «ليست هناك اية علاقة مطلقا. حسب علمي لم نربط كما لم تربط بريطانيا بين المسألتين». واضاف كيسي «أنا ببساطة لا اعلم ولا اعتقد ان احدا يعلم باستثناء الايرانيين».

وأكد مصدر في الخارجية الاميركية ان الدوائر الرسمية الاميركية «لم تحدد بعد من يتعامل مع هذه القضية». وأضاف المصدر الذي طلب من «الشرق الاوسط» عدم الافصاح عن هويته: «ما زلنا ننظر في القضية، اذ هناك مسائل قانونية تتعلق بقطع العلاقات الدبلوماسية بيننا وبين الايرانيين والحاجة الى وسيط سويسري». وبينما تحدد الجهات الاميركية اذا كانت هذه مسألة تخص الخارجية أم الدفاع، قال المصدر ان الموافقة لزيارة الايرانيين للمحتجزين لم تصدر بعد.

ومن جهة اخرى، انضمت فرنسا الى الدول التي تجد مواطنيها عالقين في التجاذب السياسي حول ايران. وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن إيران أجبرت أكاديميا فرنسيا على البقاء في اير ان خلال الشهرين الماضيين.