خطف 22 من رعاة الغنم في كربلاء ومقتل 11 عاملا في كركوك

نجاة قائد شرطة نينوى من محاولة اغتيال أثناء تطبيق خطة «فرض القانون» في الموصل

TT

في تحول نوعي لأعمال العنف في العراق، خطف مسلحون يرتدون بزات الشرطة 22 راعيا مع أغنامهم في منطقة الرفيع شمال مدينة كربلاء، جنوب بغداد، بينما قتل 11 عاملا في محطة للكهرباء بمدينة كركوك إثر كمين نصبه لهم مسلحون مجهولون، بين القتلى 4 أشقاء. ونجاة قائد شرطة محافظة نينوى من محاولة اغتيال.

وقال مصدر في الشرطة العراقية في مدينة كربلاء، إن شقيق احد الرعاة اكد في شكوى للشرطة أن «مسلحين يستقلون ثلاث سيارات يرتدون زي الشرطة حاصروا الرعاة في منطقة الرفيع الريفية وجردوهم من أسلحتهم».

وأوضح أن المسلحين «اقتادوا الرعاة مع ماشيتهم باتجاه عامرية الفلوجة (50 كلم غرب بغداد) عبر الصحراء التي تربط بين محافظة كربلاء ومحافظة الأنبار». وأكد رحمن مشاوي المتحدث الإعلامي باسم شرطة كربلاء، أن «هذه العملية إرهابية منظمة لا علاقة لعناصر شرطة كربلاء فيها». وأضاف «حذرنا المواطنين مرارا في وقت سابق من التعاون مع شرطة لا تحمل سياراتها علامات خاصة».

وفي بداية الأسبوع الماضي خطف مسلحون مجهولون 21 من العمال الشيعة في بعقوبة أثناء عودتهم الى منازلهم في بغداد. وقد عثر عليهم مقتولين في اليوم التالي في محافظة ديالى (60 كلم شمال شرقي بغداد). ولم يتم التأكد من مصير تسعة عمال شيعة خطفوا أيضا في ظروف مماثلة في محافظة ديالى الأحد الماضي. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إنها لا تزال تجهل مصير موظفها العراقي صلاح جالي الغراوي بعد مضي عام تقريبا على خطفه في بغداد على يد مسلحين مجهولين. ولم تتلق الوكالة ولا عائلته حتى اليوم أي إعلان يتبنى عملية خطف صلاح الغراوي. وكان الغراوي، وهو المسؤول الإداري في مكتب الوكالة في بغداد، قد خطف في الرابع من أبريل (نيسان) في وسط العاصمة العراقية على أيدي مسلحين ملثمين، حسب الشرطة العراقية.

من جانب آخر، قالت الشرطة العراقية إن مسلحين قتلوا 11 من العاملين في محطة للكهرباء، أمس، في كمين نصبوه لسيارتهم قرب مدينة كركوك بشمال العراق. ونفذ المسلحون الذين كانوا يستقلون سيارة هجومهم أثناء توجه العاملين الى العمل. ونصب الكمين قرب بلدة الحويجة على بعد نحو 70 كيلومترا جنوب غربي كركوك. وقالت الشرطة إنه يبدو ان المسلحين أوقفوا أولا سيارة عمال محطة الكهرباء ثم فتحوا النار على الرجال بداخلها. وقتل سبعة منهم على الفور بينما أصيب أربعة آخرون بجروح خطيرة وتوفوا في المستشفى في وقت لاحق. ولم يتضح ما اذا كان الهجوم مرتبطا بكمين نصب في المنطقة نفسها يوم السبت عندما قتل مسلحون بالرصاص ثمانية موظفين مدنيين يعملون في قاعدة عسكرية عراقية. وكان أربعة أشقاء من بين القتلى في ذلك الهجوم.

وفي بغداد أعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل شرطي ومدني وإصابة سبعة آخرين على الأقل في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مركزا للتنسيق المشترك للجيش الاميركي والشرطة العراقية قرب مدينة الصدر (شرق بغداد). وأوضحت المصادر أن «انتحاريا يستقل سيارة مفخخة حاول اقتحام المركز الأمني المشترك والذي كان يعرف سابقا بمركز شرطة الجزائر، لكنه انفجر عند الحواجز الاسمنتية قرب المركز». وأضاف أن «شرطيا ومدنيا آخر قتلا بالانفجار وأصيب سبعة أشخاص آخرين بجروح»، مؤكدا أن هذه الحصيلة «أولية».

وكان مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى قد أعلن في الثاني من الشهر الماضي أن القوات الاميركية ستبدأ للمرة الاولى بإقامة موطئ قدم لها في مدينة الصدر. وأعلن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر دعمه لخطة أمن بغداد التي بدأ تطبيقها في الرابع عشر من فبراير (شباط) الماضي بمشاركة نحو تسعين ألف جندي عراقي وأميركي. لكنه رفض إنشاء قاعدة اميركية في «أرض مدينة الصدر»، مطالبا «بتفعيل دور الشرطة والجيش للاضطلاع بالمهمات الأمنية». الى ذلك، نجا اللواء الركن واثق الحمداني قائد شرطة محافظة نينوى شمال بغداد من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة استهدفت موكبه جنوب شرقي مدينة الموصل مركز المحافظة صباح أمس، فيما أصيب أربعة من أفراد حمايته بجروح. وقال الحمداني في تصريح لمراسل وكالة الأنباء الإسبانية «انفجرت عبوة ناسفة أثناء قيامي بجولة تفقدية للوحدات المشاركة في تنفيذ خطة فرض القانون بمدينة الموصل» صباح امس. وكان دريد كشمولة محافظ نينوى قد أعلن، أمس، أن قوات الأمن في المحافظة بدأت بتنفيذ خطة «فرض القانون» في المدينة. وقال كشمولة «إن الخطة التي بدأت قوات الأمن العراقية بتطبيقها في أحياء مدينة الموصل مركز المحافظة، ستكون على غرار خطة أمن بغداد وستستمر لعدة أيام». مضيفا أن الخطة ستشمل تفتيش مناطق متفرقة من مدينة الموصل والقبض على المسلحين الموجودين داخل أوكارهم، وكذلك فرض الأمن في المناطق الساخنة.

وانتشرت قوات في الطرقات، وتم إغلاق بعض الأحياء لاسيما في المناطق التي توصف بالساخنة ومنع الدخول والخروج منها وإليها. وقامت تلك القوات بعمليات دهم وتفتيش صاحبتها اعتقالات، وتم نصب المفارز الوقتية عند مفارق الطرق وبدايات الجسور الخمسة التي تربط جانبي المدينة المطلة على نهر دجلة.

من جهته، قال اللواء واثق عبد القادر الحمداني قائد شرطة نينوى لـ«الشرق الاوسط» إن قوات الشرطة اعتقلت 20 مطلوبا و30 مشتبها به، وعثرت على كميات من الاسلحة والذخائر والأعتدة.

وأوضح مسؤول في الفرقة الثانية التابعة للجيش العراقي والمتمركزة في الموصل، رفض الكشف عن اسمه، ان قوات الجيش ألقت القبض على 33 مطلوبا.