أهالي البصرة يخشون أن تصبح مدينتهم ضحية الأزمة الإيرانية ـ البريطانية

يستغربون من صمت الحكومة العراقية

TT

أعرب سكان محافظة البصرة ثاني أكبر المحافظات العراقية، عن مخاوفهم من ان يقعوا ضحية لنزاع بين الغرب وإيران بعد تصاعد الازمة الناجمة عن احتجاز إيران لـ15 بحارا بريطانيا في شط العرب في الثالث والعشرين من مارس (آذار) الماضي، كما أبدوا استغرابهم لعدم اهتمام الحكومة العراقية بما يجري عند تخوم الحدود المائية مع إيران. وتقع مدينة البصرة في أقصى الجنوب العراقي، ووقعت ضحية للحرب العراقية ـ الايرانية لسنوات طويلة؛ اذ طالتها المعارك والقصف المدفعي الايراني طوال فترة الحرب في الثمانينيات.

وأكد بعض سكان تلك المدينة لـ«الشرق الأوسط» أن اكتفاء الحكومة العراقية بإصدار بيان مقتضب وعدم إعلان موقف واضح من الازمة، معززا بنشر وثائق وخرائط للحدود المائية العراقية وطبيعة حمولة الباخرة التي قام البحارة البريطانيون بتفتيشها قبيل احتجازهم، يدلل على ان «الحكومة تعاملت مع الحدث وكأنه واقع في بلد آخر».

وقال عدد منهم، رفضوا الكشف عن اسمائهم لأسباب أمنية، إن الإيرانيين اتخذوا من الحدود المائية لشط العرب غطاء قانونيا لتحقيق أهداف سياسية كبيرة من بينها التأكيد على قوتهم الإقليمية بالمنطقة وتعزيز الحماية للبواخر الناقلة للنفط العراقي المهرب، والتلويح بورقة تبادل لمواطنيها الخمسة المحتجزين لدى القوات الأميركية، وتوجيه «صفعة للقوات البريطانية في الخليج التي حولتها إلى فزاعة لطيور داجنة والمحاولة لإيجاد منفذ للخروج من أزمة تخصيب اليورانيوم». وأعرب يونس عبد الرحمن، وهو من سكان المدينة عن قلقه ازاء جسارة القوة الإيرانية على مداهمة الزوارق البريطانية المسلحة واحتجاز بحارتها، وقال ان هذا التصرف «لا يأتي من فراغ بل هو امتداد لمشاعر التفوق الإيراني الذي تحقق خلال السنوات الخمس الماضية، ومن بينها سقوط خصميها اللدودين نظام طالبان ونظام صدام وفوز حليفتها حماس بالحكومة الفلسطينية، وانتصار حزب الله في الحرب ضد اسرائيل والإمساك بسورية وارتفاع أسعار النفط وما يوفره من فوائض مالية».

ويقول عمار الناهي إن هاجس أهالي البصرة من تطورات الأزمة مشروعة لقرب المدينة من إيران والتي تعرف إحداثياتها بشكل جيد أيام الحرب العراقية الإيرانية، وأضاف أن «أميركا قادرة على حماية دول الخليج العربي التي تقع فيها قواعدها من خلال نشر صواريخ باتريوت». وتساءل «من يحمي أهالي البصرة عند نشوب نزاع عسكري ؟».

ويرى زايد حسن أن على إيران الإسراع بإنهاء أزمة البحارة الإيرانيين، وإلا فأنها أوجدت مبررات «العدوان» عليها، ولاسيما ان لدى إيران «من وجهة نظر الغرب» تراثا كافيا لكي يصدق العالم المزاعم الأميركية؛ فهذا النظام هو الذي اختطف 52 دبلوماسيا أميركا لأشهر طويلة، وهو الذي فجر ثكنة المارينز عام 1983، وهو الذي اختطف العديد من الأميركيين في لبنان، وهو الذي قصف أبراج النفط في الخبر السعودية عام 1996، وهو الذي يزود المتمردين في العراق بالأسلحة والأموال لشن الحرب ضد القوات الأميركية، وهو الساعي لامتلاك الأسلحة النووية وتهديد إسرائيل».

وأضاف علي رحيم، إن تبادل الاتهامات بين إيران وبريطانيا على تجاوز الحدود المائية في شط العرب، هي فرصة تاريخية للدبلوماسية العراقية للتحرك الدولي على إعادة ترسيم الحدود من جديد، على اعتبار عدم وضوحها وتسببها بإثارة المشاكل بين البلدين.