‏الرئيس الأوكراني يتمسك بحل البرلمان.. وأنباء حول احتمال اللجوء للقوة

رئيس المحكمة الدستورية يهدد بالاستقالة .. و«أميرة الثورة البرتقالية» تدعو واشنطن للتدخل

TT

تمسك الرئيس الأوكراني فيكتور يوشينكو بالقرار الذي أصدره أخيراً ويقضي بحل البرلمان وإجراء انتخابات عامة مبكرة، وترددت أنباء حول احتمال قيام الرئيس بدعوة قوات الأمن لاستخدام القوة بهدف تفريق الاعتصامات وإجراء الانتخابات المبكرة.

وأجرى يوشينكو عددا من التغييرات في مجلس الدفاع والأمن القومي، إذ استبعد الكسندر موروز وضم كلا من قائد قوات الامن المركزي الكسندر كيختينكو قائد مركز مكافحة الارهاب فالنتين ناليفايتشينكو في الوقت الذي اعلن فيه كل من محافظي مقاطعات اوكرانيا (عدا كييف وسيفاستوبول والقرم) عن تأييدهم لمرسوم حل البرلمان.

وفيما لم يسفر لقاء يوشينكو الموالي للغرب، وخصمه رئيس الحكومة فيكتور يانوكوفيتش، الموالي لروسيا، والذي استمر أكثر من اربع ساعات الليلة قبل الماضية عن نتيجة ايجابية سوى الاتفاق حول استبعاد خيار القوة، فان ايفان دومبروفسكي رئيس المحكمة الدستورية المنوط بها بحث مشروعية قرار حل البرلمان هدد بالاستقالة بسبب ما سماه تزايد ضغط ممثلي المعارضة من انصار «الثورة البرتقالية».

وأشارت مصادر اوكرانية الى ان غالبية اعضاء المحكمة الدستورية يدينون بالولاء ليانوكوفيتش الذي يواصل اصراره للحيلولة دون اجراء اية انتخابات الا بعد النظر في مشروعية قرار حل البرلمان من قبل المحكمة الدستورية.

وأكد يوشينكو في مقال نشر أمس في صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية انه قرر حل البرلمان، لان الازمة كانت تحتم «ردا حازما وفوريا». وانتقد خصمه رئيس الحكومة، مؤكدا ان ائتلافه الحكومي «تجاوز صلاحيته وحاول احتكار السلطة السياسية عبر انتهاك الدستور وتجاهل رغبات الشعب الاوكراني». وقال يوشينكو انه حاول ان يقنع رئيس الحكومة بان يحكم «بروح من الوحدة الوطنية والمصالحة» لكن «بدلا من ذلك، قام الائتلاف الحكومي بحملة من دون هوادة من اجل الاطاحة بالتوازن الدستوري وبنتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة». وكتب الرئيس الاوكراني «ان الائتلاف الحكومي تصرف باستمرار بنية سيئة. بدلا من احترام اتفاق تقاسم السلطة، حاول تخريبها عبر قضم المزيد منها في كل مناسبة وبكل الوسائل». وفي الوقت الذي يتواصل فيه تدفق الجماهير المؤيدة للجانبين على العاصمة كييف، نقلت مجلة «دي فيلت الالمانية» عن يوليا تيموشينكو الملقبة بـ«اميرة الثورة البرتقالية» قولها: «انها تستنجد بالولايات المتحدة التي هي «أقوى حليف وأقرب صديق»، وأوروبا لكي تكونا في عون أوكرانيا وهي في طريقها إلى الاندماج في أوروبا». ودعت تيموشينكو الولايات المتحدة وأوروبا إلى مساعدة القوى الأوكرانية ذات الاتجاهات الغربية، مشيرة إلى «أن روسيا سوف تبتلعنا إذا أشاح الغرب بوجهه عنا».

وعلى ضوء هذه التصريحات يمكن تناول اسباب اللقاء الذي اجراه الرئيس الاوكراني يوشينكو مع سفراء بلدان مجموعة «الثماني» في الوقت الذي دعا فيه يانوكوفيتش سفراء البلدان الاجنبية المعتمدين لدى اوكرانيا الى اجتماع لتوضيح دقائق الموقف الراهن هناك. وفيما توقفت اجهزة الاعلام الروسية عند مقارنة ما يحدث حالياً في اوكرانيا مع ما سبق وشهدته موسكو من مواجهة بين الرئيس السابق بوريس يلتسين ومجلس السوفيات الأعلى عام 1993 في اعقاب اعلان يلتسين عن مرسومه بحل البرلمان واتخاذ قرار قصفه بالدبابات في الرابع من اكتوبر (تشرين الاول) من نفس العام ردا على تمسك أعضائه برفض قرار اجراء الانتخابات المبكرة، ترددت شائعات في اوكرانيا حول دعوة الرئيس يوشينكو لعدد من القيادات الامنية لبحث احتمالات التدخل لتفريق الاعتصامات وإجراء الانتخابات المبكرة.