انقسام في مجلس الأمن حول كوسوفو.. مع ميلان نحو تأييد الاستقلال

بلغراد تدعو لتغيير المبعوث الدولي والألبان يتحدثون عن فرصة «تاريخية»

TT

شهد مجلس الأمن الدولي الليلة قبل الماضية انقسامات بشأن قضية وضع كوسوفو، لكن مع ميلان نحو تأييد الاستقلال. ففي حين جددت روسيا معارضتها لخطة الوسيط الدولي مارتي اهتيساري لمنح الاقليم استقلالا تحت اشراف دولي، تحدث رئيس المجلس عن «تأييد كبير» داخل المجلس لمنح الاقليم الاستقلال لكنه قال ان من غير المرجح إجراء تصويت في وقت قريب.

وجرى الاستماع تباعا لكل من المبعوث الدولي اهتيساري، ثم رئيس الوزراء الصربي فويسلاف كوشتونيتسا، ثم رئيس الادارة الدولية التابعة للامم المتحدة يواكيم ريكير. كما اجتمع سفراء الدول الخمسة عشر الاعضاء في مجلس الامن برئيس كوسوفو فاطمير سيدو.

وقال اهتيساري في كلمته أمام مجلس الأمن إنه «لا توجد أي دواع لتغيير أي بند من بنود الخطة التي تم إعدادها بعد أكثر من 15 جولة من المحادثات التي تمت على مدى العام الماضي والشهور القليلة الماضية من سنة 2007». وأكد أن «أي محادثات جديدة لن تسفر عن شيء جديد، وما تجدونه في الخطة هو نتيجة قراءات متأنية للأحداث في كوسوفو، وما تمخضت عنه اللقاءات السابقة، وهي بالتالي الحل الأمثل والأفضل لكوسوفو والمنطقة».

من جهته، جدد رئيس وزراء صربيا فويسلاف كوشتونيتسا، رفض بلاده لخطة اهتيساري، وقال: «ما قدمه مارتي اهتيساري لا يعبر سوى عن موقف جهة واحدة، وهي ألبان كوسوفو، ولا تعبر عن موقف الطرفين، ولذلك ترفض صربيا الخطة». ثم طالب بإقالة مارتي اهتيساري، وبدء محادثات جديدة بين بلغراد و بريشتينا، قائلاً: «في هذه الظروف يجب أن نكون متفائلين، ولذلك نطالب بتعيين مبعوث جديد بدل اهتيساري وبدء محادثات جديدة حول كوسوفو».

من جهته، طالب رئيس كوسوفو فاطمير سيدو مجلس الأمن «بالإسراع في المصادقة على خطة مارتي اهتيساري وإصدار قرار باستقلال كوسوفو لتجنب تطورات على الساحة قد تهدد الأمن والاستقرار». وجدد رفضه استئناف المحادثات مع بلغراد، معتبرا ان اجتماع مجلس الأمن «يوم تاريخي من أيام كوسوفو الخالدة، ولا يمكن العودة للوراء». ووصف حكم صربيا لكوسوفو بمثابة «حكم الرومان أو الاتراك فنحن السكان الاصليون باعتراف الجميع».

وشدد السفير البريطاني ايمير جونز بيري الذي ترأس بلاده مجلس الامن منذ الاول من أبريل (نيسان) الجاري، على أهمية دعم خطة المبعوث الدولي، من الناحية الاستراتيجية، وانعكاساتها الايجابية على الامن والاستقرار، فقال «ان خطة مارتي اهتيساري جيدة لكلا الطرفين صربيا وكوسوفو وطريقهما نحو الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الأطلسي».

وأبلغ بيري الصحافيين ان حكومات بريطانيا وفرنسا وألمانيا وايطاليا والولايات المتحدة وروسيا ستبدأ على الارجح في صياغة قرار قد يصدره المجلس الشهر الحالي. وقال بيري للصحافيين: «هناك تأييد كبير بين الدول الاعضاء لمقترحات اهتيساري»، مضيفا ان المجلس سيتخذ قرارا ايضا في الايام القادمة بشأن القيام بزيارة لكوسوفو. وعبر عن توقعه بإجراء مزيد من المناقشات في المجلس الشهر الحالي، مستبعداً تقديم قرار الى مجلس الامن «في وقت مبكر».

أما السفير الروسي فيتالي تشوركين فجدد موقف بلاده الداعي للتوصل لاتفاق بين بلغراد وبريشتينا، فقال «المشكلة الاولى لدى روسيا هي أن خطة اهتيساري لم يوافق عليها الطرفان». وطالب السفير الروسي الامم المتحدة بإيجاد حل لمسألة التباين في المواقف، وقال: «روسيا لن توافق على الخطة ما لم يقبل بها الصرب والالبان». كما طالب بمواصلة المحادثات بين بريشتينا وبلغراد، لكنه أكد على أن «خطة اهتيساري تمثل أساسا للمحادثات ولا يمكن رفضها بالكامل».

وأكد سفير فرنسا جان مارك دي لا سابليير ان خطة اهتيساري «لا تشكل حلا متوازنا فحسب بل هي الخيار الواقعي الوحيد نظرا لمواقف الاطراف والوضع على الارض». واضاف «بدون وضع جديد لا يمكننا دعم التنمية السياسية والاقتصادية لكوسوفو وتقاربها مع الاتحاد الاوروبي»، مؤكدا على تأثير هذه القضية على «استقرار اوروبا». وعبر المندوب الفرنسي عن امله في اقرار خطة اهتيساري في قرار لمجلس الامن.