الحكومة تلغي «عطلة» بريمر.. وتحظر التجول في ذكرى الحرب

«التوافق»: السنوات الأربع الماضية عجاف.. «العراقية»: غير منضبطة.. «الائتلاف»: للصورة وجهان

TT

وسط مشاعر متناقضة بين ساخط وغاضب، ومتفائل، تحل على العراقيين اليوم، ذكرى، الإطاحة بنظام الرئيس السابق صدام حسين، حيث اجتاحت قوات اميركية مدينة بغداد في التاسع من ابريل (نيسان) 2003، وقامت بإنزال تمثاله من أكبر ساحة في وسط بغداد معلنة نهايته.

لكن الحكومة العراقية قررت أمس إلغاء العطلة الرسمية التي تعودت الحكومة منحها في هذا اليوم، واعتبرت ان اليوم سيكون يوم عمل رسمي في جميع الوزارات ودوائر الدولة. وسبق لمجلس الحكم الانتقالي الذي شكله بول بريمر الحاكم الأميركي السابق للعراق عام 2003، أن اعتبر التاسع من أبريل من كل عام عطلة رسمية، إلا أن هذا القرار جوبه برفض شعبي، مما أدى إلى إلغائها امس. ويعتبر قرار الحكومة استجابة للضغوط من قبل جهات سياسية عراقية عديدة، التي طالبت بإلغاء العطلة حتى لا تكون «بمثابة احتفاء بالاحتلال».

وفرضت الحكومة حظرا على سير المركبات والدراجات لمدة 24 ساعة في بغداد اعتبارا من اليوم. ويتوافد الآلاف من انصار التيار الصدري الى النجف استعدادا للتظاهرة التي دعا اليها الزعيم الشيعي الشاب المتواري عن الانظار مقتدى الصدر «ضد الاحتلال» بمناسبة الذكرى الرابعة لسقوط النظام السابق.

وصفت كيانات سياسية بارزة السنوات التي اعقبت الغزو الاميركي للعراق والإطاحة بالنظام العراقي السابق، بـ«السنوات العجاف»، بينما عدتها كتل أخرى بأنها «إجراءات ثمن الحرية». ووصفتها جهات سياسية أخرى بأنها «مرحلة الديمقراطية المتعسفة». وقال القاضي وائل عبد اللطيف عضو مجلس النواب العراقي عن القائمة العراقية، إن العراق أنهى أعتى دكتاتورية في العالم بتاريخ 9 ابريل(نيسان) 2003. وأكد عبد اللطيف في حديث خاص لـ«الشرق الاوسط»، أن ما حدث بعد هذا التاريخ هو ممارسة للديمقراطية بأوسع أطرها «وبالتالي ممارسة ديمقراطية متعسفة ليست لها ضوابط اصابت الدولة العراقية في العديد من مرافقها». واضاف «ان ما تحقق شيء كبير في التجربة، وان الحرية لا تأتي بدون ثمن والمنغصات التي حصلت هي ثمن الحرية».

ووصف ظافر العاني، عضو مجلس النواب العراقي عن قائمة التوافق العراقية، السنوات الاربع الماضية بـ«السنوات العجاف»، مبينا انه ليس هنالك مظهر من مظاهر الحياة في العراق خلال هذه السنوات.

وقال العاني لـ«الشرق الاوسط»، ان المساوئ في السنوات الاربع التي مرت على العراقيين لا تحصى ولا تعد، ومنها ما يتعلق بحقوق الانسان، إذ ان اكبر عدد من المعتقلين حاليا في العراق لدى السلطات الحكومية وقوات الاحتلال، واضخم ملف في الفساد الاداري والمالي، وظهور احزاب سياسية تدفع الى الاقتتال الطائفي، وهجرة جماعية من العراق. واكد العاني انه «لو امتلك العراقيون ارادة حرة فانهم سيلقون السياسيين بالبحر من خلال الانتخابات القادمة»، واضاف « ليس الاحتلال وحده يتحمل المسؤولية، لكن النخب السياسية العراقية تتحمل مسؤولية اكبر، إذ انه لم ينتظر احد من المحتل غير ذلك، لكن الاحزاب (العراقية) لها تأثير كبير».

وقال عباس البياتي، عضو مجلس النواب العراقي عن الائتلاف العراقي الموحد، «علينا ان نتعامل مع يوم 9 ابريل (نيسان) بموضوعية وتوازن، لانه يمثل صفحتين، الاولى تمثلت بالتخلص من النظام السابق في العراق، وهو مطلب وطني للعراقيين، سالت من اجله الكثير من الدماء، والصفحة الثانية ان التغيير لم يتم الا عن طريق تدخل خارجي، وكانت لهذا التدخل مضاعفات». وذكر البياتي لـ«الشرق الاوسط»، انه «علينا الا نترك المساحة البيضاء ونركز على التداعيات بعد 9 ابريل 2007، فقد تحققت ثلاثة جوانب بعد هذا التاريخ، اولها تحرير ارادة العراقيين، وثانيهما ايجاد مسار سياسي جديد في العراق، وثالثهما تمثل في مؤسسات دولة تعتمد على الشعب عبر انتخابات حرة».

واضاف البياتي: «علينا ان نعترف بأن الصورة ليست وردية».