الحكومة الصومالية تعترف بانشقاق نائب رئيس الوزراء وتتهم أسمرة بالتخطيط للإطاحة بها

عيديد التقى أفورقي.. وأبلغ القاهرة رغبته باتخاذها مقرا لمعارضين فرفضت استقباله

TT

في تطور لافت، اعترفت الحكومة الصومالية الانتقالية، امس، بانشقاق محمد حسين عيديد نائب رئيس الوزراء، وزير الأشغال والإسكان، الموجود حاليا في العاصمة الاريترية أسمرة، حيث أبلغ حسين محمد محمود الناطق الرسمي باسم الحكومة الصومالية «الشرق الأوسط»، أن عيديد لا يمثل الحكومة الصومالية في هذه الزيارة، وأنه ليس مكلفا بشكل رسمي بإجراء أي اتصالات مع الحكومة الاريترية.

وقال في اتصال هاتفي من العاصمة الصومالية مقديشو، إن عيديد يمثل نفسه فقط ولا يمثل الحكومة، لكنه رفض الكشف عما إذا كان عيديد قد انشق بشكل نهائي عن الحكومة وانضم إلى رئيس البرلمان المطاح به شريف آدم الموجود أيضا في أسمرة.

وفيما لمحت مصادر صومالية إلى أن عيديد قد استقال من منصبه إثر خلافات مع كل من الرئيس الانتقالي عبد الله يوسف ورئيس وزرائه علي محمد جيدي، على خلفية امتعاض عيديد المستمر من نقله من منصبه السابق كوزير للداخلية، فان معلومات ترددت أمس حول رفض السلطات المصرية استقبال عيديد على أراضيها بعدما أبلغها انشقاقه عن حكومته ورغبته في اتخاذ القاهرة مقرا لتجميع العناصر المناوئة للحكومة الصومالية.

ورفض مسؤولون مصريون على صلة بالملف الصومالي، تأكيد أو نفي هذه المعلومات، واكتفوا بالقول إن السلطات المصرية تنأى بنفسها عن أية خلافات صومالية ـ صومالية، وأنه من الأفضل معالجتها في إطار داخلي.

والتقى عيديد أمس بالرئيس الاريتري أسياس أفورقي في تطور لافت للانتباه، دفع الناطق الرسمي باسم الحكومة الصومالية إلى اتهام أسمرة بتدبير مخطط للإطاحة بالحكومة الصومالية وتنصيب حكومة عميلة موالية لإريتريا بدلا منها.

وقال المسؤول الصومالي لـ«الشرق الأوسط» إن حكومته تشعر بالقلق من التحركات الاريترية في هذا الصدد، مشيرا إلى أن هذه الجبهة تستهدف إعاقة الجهود التي تبذلها حكومته لتحقيق الأمن والاستقرار في الصومال.

وأشار إلى أن اريتريا تسعى إلى لعب دور سلبي في الأزمة الصومالية عبر تبني عناصر لفظها الشارع الصومالي ومتهمة بمحاولة إثارة الفتن وشن حملة دعائية كاذبة ضد السلطة الانتقالية؛ في إشارة إلى استضافتها الشيخ شريف آدم رئيس البرلمان الذي أطيح به من منصبه خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي بدعوى تعاطفه مع الإسلاميين. وكان عيديد قد أثار جدلا داخل الحكومة الصومالية عبر إطلاقه دعوة مفاجئة مؤخرا لتحقيق وحدة اندماجية فورية بين الصومال وإثيوبيا بعد نجاح القوات الإثيوبية في طرد المحاكم الإسلامية من العاصمة الصومالية مقديشو نهاية العام الماضي.

وتوجه عيديد الذي يعتبر من أبرز أمراء الحرب السابقين المحسوبين على رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي وكان من أشد المتحمسين لدخول القوات الإثيوبية إلى بلاده، توجه الأسبوع الماضي بشكل مفاجئ إلى اريتريا، بما يتناقض مع مواقفه العدائية السابقة مع أسمرة.

والتقى عيديد أمس بالرئيس الاريتري أسياس أفورقي في تطور لافت للانتباه، دفع الناطق الرسمي باسم الحكومة الصومالية إلى اتهام أسمرة بتدبير مخطط للإطاحة بالحكومة الصومالية وتنصيب حكومة عميلة موالية لإريتريا بدلا منها.

وقال المسؤول الصومالي لـ«الشرق الأوسط» إن حكومته تشعر بالقلق من التحركات الاريترية في هذا الصدد، مشيرا إلى أن هذه الجبهة تستهدف إعاقة الجهود التي تبذلها حكومته لتحقيق الأمن والاستقرار في الصومال.

وانضم الشيخ شريف شيخ أحمد الرجل الثاني في المحاكم الإسلامية ورئيس مجلسها التنفيذي الذي وصل قبل يومين إلى أسمرة في زيارة مفاجئة أيضا، إلى آدم وعيديد، فيما بدا بمثابة محاولة لتشكيل جبهة ائتلافية مناوئة للسلطة الانتقالية التي يقودها الرئيس عبد الله يوسف وللوجود العسكري الاثيوبي في الصومال.

يشار إلى أن الشيخ شريف أحمد قد اعتقل لفترة في كينيا قبل أن يتوجه إلى اليمن ومنها إلى قطر، فيما رفضت الحكومة الصومالية التعليق على ماذا كانت تحمل مسؤولي البلدين، مسؤولية عودة انخراطه في أنشطة سياسية مناوئة ضدها.

وقالت مصادر اريترية مسؤولة لـ«الشرق الأوسط» إن الثلاثة اجتمعوا لوضع اللمسات الأخيرة على جبهة معارضة تسعى إلى اعتبار تنظيم المحاكم الإسلامية قوة أساسية في أي مصالحة مستقبلية في البلاد.

وستضم هذه الجبهة نحو خمسين عضوا من أعضاء البرلمان الصومالي المتعاطفين مع المحاكم الإسلامية الذين عارضوا استمرار الوجود العسكري الاثيوبي في الصومال.