الاشتراكي العمالي الإسباني يعلن قبوله حكما ذاتيا كاملا في الصحراء لحل الأزمة

طالب جبهة البوليساريو بالقيام بمجهود وخطوات على غرار المغرب

TT

حدد الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني الحاكم، موقفه بوضوح أكثر، من مشروع الحكم الذاتي، الذي يقترحه المغرب للمحافظات الصحراوية الجنوبية، كبديل لإنهاء نزاع دام أكثر من ثلاثة عقود. فقد قالت إلينا فالينثيانو، مسؤولة العلاقات الخارجية في الاشتراكي الاسباني، ان حزبها يقبل ما سمته «حكما ذاتيا كاملا» للصحراء كحل للأزمة، ويناشد جبهة البوليساريو ان يقوم ببذل مجهود في هذا السبيل.

وأضافت المسؤولة الحزبية في حديث أجرته معها وكالة «أوروبا بيرس»، وبثته امس، إن صيغة الحكم الذاتي التام، يمكن ان تشكل حلا لأزمة يتواجه بسببها المغرب والجزائر وجبهة البوليساريو، مؤكدة أن على هذه الأخيرة واجب القيام بمجهود وخطوات على غرار ما أقدم عليه المغرب، مشيرة إلى ان جبهة البوليساريو، تتمسك حتى الآن بموقف متصلب (مغلق) بشأن العرض المغربي الذي يمكن أن يعتبر بمثابة حكم ذاتي للمنطقة، على الرغم من انه لا يزال في صيغته العامة، مع الاشارة الى انه يستبعد في جميع الأحوال استقلال الصحراء. وكشفت فاليثيانو، التي خلفت في ذات المنصب ترينيداد خيمنث، التي عينت أخيرا كاتبة دولة في وزارة الخارجية مكلفة العلاقات مع أميركا الجنوبية، ان الاشتراكي العمالي، سيوفد بعد انتهاء أيام عطلة الفصح، بعثة إلى مخيمات تندوف (جنوب غربي الجزائر) سيرأسها على الأرجح، بيدرو ثيرولو، المسؤول عن الحركات الاجتماعية والعلاقات مع المنظمات غير الحكومية، لإجراء مباحثات مع مسؤولي جبهة البوليساريو بغاية التوصل إلى صيغة اتفاق ما، بينها وبين المغرب.

وأوضحت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاشتراكي العمالي الحاكم، ان حزبها يهمه ان يفهم البوليساريو، ان الأزمة طالت أكثر من اللازم، وبالتالي فان معالجتها تتطلب أدوات جديدة للتفاوض.

وأعربت فالينثيانو، عن يقينها بأن الحزب الاشتراكي، لمس في الجانب المغربي تطورا واستعدادا للتوجه نحو حل، من خلال المباحثات الجارية، للاستماع لوجهة النظر المخالفة، وهو ما يشكل من وجهة نظرها، انفتاحا كبيرا من جانب الرباط.

وبخصوص موقف حكومة بلادها من النزاع، وهل يعني دفاعها عن مبدأ تقرير المصير للشعب الصحراوي، انها (الحكومة) تفكر فقط في خيار الحكم الذاتي أو احتمال الاستقلال، أوضحت فالينثيانو بهذا الخصوص ان حكومة بلادها لا تساند «صيغة» دون غيرها، وإنما تدفع في اتجاه اتفاق بين الأطراف المعنية يمكن أن يفضي إلى ما سمته «مصيرا حرا»، مضيفة انه بالنسبة لحزبها الذي يعرف جيدا تجربة الحكم الذاتي المطبقة في المناطق الاسبانية، فانه يعتقد ان الحكم الذاتي التام، يمكن ان يكون حلا، بشرط ان يقبله الصحراويون على حد قولها.

وحددت المسؤولة الحزبية الاسبانية مهمة الجهود الدبلوماسية المبذولة، في السعي نحو تقريب وجهات النظر والمواقف المتباينة، ذلك ان الوضع يتطلب من وجهة نظرها المرور بمرحلة انتقالية، بين الوضع الحالي في الصحراء، وذلك الذي يطمح إليه الصحراويون والمتمثل في الحكم باستقلال تام. ونفت فالينثيانو، وجود أي تناقض او خطاب مزدوج من نزاع الصحراء، حينما ساند رئيس الوزراء خوصي لويس ثاباطيرو، في الرباط المشروع المغربي للحكم الذاتي ووصفه بأنه «مجرى» يمكن ان تصب فيه المفاوضات بين الاطراف المعنية في اطار الأمم المتحدة، بينما اعلن الملك خوان كارلوس بعد أسبوع في الجزائر، انه يشاطر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في رفض أي مقترح احادي الجانب، مبرزة أن حكومة مدريد لم تساند المشروع المغربي مطلقا، بل اعتبرته مبادرة كفيلة بان تشكل «بداية اتفاق»، مضيفة ان المغرب لا يزال مطالبا بفعل أشياء أخرى من قبيل التفكير في ان تكون للمحافظات الصحراوية حكومة خاصة بها. وختمت المسؤولة في الحزب الاشتراكي العمالي تصريحاتها بالقول إن بلادها ساهمت الى جانب دول أخرى ومنظمات، وخاصة الامم المتحدة، في تليين الموقف المغربي، دون ان يصل الحد بإسبانيا الى القول إنها تقدمت باقتراح او مبادرة لحل النزاع.

يذكر ان المرة الأولى التي تتحدث فيها مسؤولة العلاقات الخارجية في الاشتراكي العمالي بتفصيل عن نزاع الصحراء، على مسافة زمنية قصيرة من تسليم المغرب الى مجلس الأمن في غضون الأيام القليلة المقبلة.

الى ذلك، لم يتسن بعد معرفة رد فعل جبهة البوليساريو الصريح الذي أعربت عنه المسؤولة الحزبية الإسبانية، والذي يعارض تماما ما تصر عليه الجبهة الانفصالية. وفي سياق ذي صلة، تجنب الرئيس الموريتاني الجديد، سيدي ولد الشيخ، التحدث عن موقفه من قضية النزاع في الصحراء. واكتفى بالقول، خلال مقابلة صحافية نشرتها صحيفة «الخبر» الجزائرية أمس، ان «موقفي يراعي المصلحة الوطنية التي تملي علينا اقامة علاقات تعاون أخوية جيدة مع الجزائر والمغرب. سنكون مستعدين لتعزيز علاقاتنا مع الجميع».