المسيحيون الفلسطينيون يحتفلون بعيد الفصح في ظل إجراءات قاسية

الجيش الإسرائيلي يقيم الحواجز ويمنع حركة المرور

TT

احتفل المسيحيون الفلسطينيون من الطوائف الشرقية والغربية أمس، بعيد الفصح المجيد، في ظل اجراءات إسرائيلية قاسية شبيهة بالاجراءات التي تعرقل احتفالات الفلسطينيين المسلمين بأعيادهم. فقد انتشرت القوات الإسرائيلية على مداخل مدينة القدس وبواباتها وشوارعها. وشكا أهالي بلدة الزبابدة، وهي أكبر تجمع للطائفة العربية المسيحية الفلسطينية في شمال الضفة الغربية، من تنكيل الجيش الإسرائيلي على الحواجز التي يقيمها على مداخل البلدة، ويمنع بها حركة المرور إلا بصعوبة بالغة، وبعد تنكيل وتفتيش بحق المواطنين الفلسطينيين من كافة القرى والبلدات المختلفة المحيطة بالبلدة.

وقال المواطن باسل أبو سحلية، انه يشعر بفرحته بالعيد، لكنه يؤكد أنها فرحة منقوصة بسبب إجراءات الجيش الإسرائيلي. فقد جاء الى القدس لاستقبال النور القادم من كنيسة القيامة، لكن رحلته تحولت الى عذاب بسبب الحواجز.

وقال سلامة أبو ليل، وهو من أبناء الطوائف المسيحية في مدينة طوباس، انه قدم إلى الزبابدة للمشاركة في استقبال النور القادم من القدس، رغم انه سيضطر للانتظار طويلا حتى العودة إلى مدينته، بسبب الحواجز الاحتلالية المنتشرة ما بين طوباس والزبابدة، ولكنه أكد انه لن تمنعه إجراءات الاحتلال من المشاركة في هذه الاحتفالات. بدوره قال عيسى حنا أبو حنا أحد أعمدة الكنيسة الأرثوذكسية في الزبابدة، وهو في سعادة بالغة، انه ينتظر النور القادم من القدس، حيث كان يحاول تنظيم طريقة معينة للاحتفال بالضيف القادم لهم، عبر إرسال مركبات المواطنين لمواكبة السيارة التي تحمل النور بداخلها كمظهر من مظاهر الاستقبال على مدخل البلدة، للتعبير عن الفرحة والاحتفال بهذا العيد.

يذكر أن الجيش الإسرائيلي يشن حملة توغلات مستمرة في داخل أحياء البلدة بشكل استفزازي، ويقوم بإطلاق الأعيرة النارية بشكل عشوائي بين الفينة والأخرى من دون سبب، من اجل بث الرعب والخوف في صفوف المواطنين.

وكانت شرطة القدس الاسرائيلية قد منعت البطريرك الأرثوذكسي ايرينيوس الأول، وهو البطريرك المعترف به رسميا في اسرائيل، من ادارة الطقوس الاحتفالية بالعيد، وفرضت عليه البقاء في منزله وأتاحت للبطريرك الذي قاد الانقلاب عليه، ثيوفولوس الثالث، والذي يعتبر في اسرائيل مطرانا، بإدارة هذه الطقوس، وسط سخط غالبية قادة الطائفة الأرثوذكسية.

واعتبر المسيحيون هذا الإجراء من الشرطة الاسرائيلية، على انه استمرار للضغط على البطريكية حتى تفرط في عقاراتها لصالح الشركات الاستيطانية. فالمعروف ان ايرينيوس يدير معركة قضائية ضد الشركات الاستيطانية اليهودية، لأنها عقدت صفقة غير شرعية للاستيلاء على عقارات عديدة في منطقة باب الخليل في البلدة القديمة من القدس.