70 قتيلا وجريحا في المحمودية والعاصمة.. عشية الذكرى الرابعة لاجتياح بغداد

تدمير مبنى من 3 طوابق ومحلات تجارية بانفجار سيارة مفخخة.. معارك الديوانية مستمرة.. ومقتل 4 جنود أميركيين

TT

عشية الذكرى الرابعة لدخول القوات الاميركية لبغداد، واعلان انتهاء نظام الرئيس السابق صدام حسين، حصدت أعمال العنف امس اكثر من 70 قتيلا وجريحا، فيما استمرت المعارك بين قوات أميركية عراقية مشتركة ضد مليشيا جيش المهدي، الموالي لرجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر المتواري عن الانظار للسيطرة على مدينة الديوانية.

وانفجرت امس سيارة ملغومة في بلدة المحمودية جنوب بغداد، مما أسفر عن مقتل 17 شخصا واصابة نحو 24 آخرين، وقتل خمسة اشخاص واصيب 20 آخرون بتفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدف سوقا شعبيا في حي الاعلام جنوب غربي بغداد، في هجومين؛ هما الاحدث في سلسلة هجمات تقع خارج العاصمة العراقية منذ بدء تنفيذ خطة أمنية جديدة. وقال المتحدث باسم خطة «فرض القانون» الامنية في بغداد، العميد قاسم الموسوي، امس ان قوات الامن قتلت 14 «ارهابيا» واعتقلت 232 آخرين خلال اسبوع.

وقال مؤيد العامري، رئيس بلدية المحمودية، ان سيارة ملغومة استهدفت ورشا صناعية، وأدى انفجارها الى مقتل 17 شخصا وتدمير مبنى من ثلاثة طوابق بالكامل. كما تسبب الانفجار في تسوية الكثير من المحلات الصغيرة بالارض وتدمير عدد من السيارات. وأوضح العامري ان 9 من المصابين في حال خطر.

وقالت مصادر أمنية اخرى ان «انتحارياً يستقل سيارة مفخخة فجر نفسه قرب سوق شعبي عند تقاطع الدرويش في حي الاعلام (جنوب غربي بغداد)، مما اسفر عن مقتل خمسة اشخاص وإصابة عشرين آخرين بجروح». واضافت ان «الانفجار أدى الى إلحاق أضرار مادية بالمحال التجارية».

الى ذلك، استمرت المواجهات العنيفة امس لليوم الثالث على التوالي في الديوانية بين قوات الامن العراقية والاميركية من جهة وميليشيا جيش المهدي.

وقال مصدر في قيادة الفرقة الثامنة للجيش العراقي ان «المعارك ما زالت مستمرة في حيَّي الجلبية والوحدة (جنوب)». واضاف ان «قوات أميركية عراقية مشتركة تواصل دهم منازل بحثا عن الاسلحة واشخاص مشتبه فيهم»، مؤكدا ان دوريات «الشرطة بإسناد القوات المشتركة تجوب شمال المدينة بعد تطهيره من المسلحين». وأكد وجود «مقاومة عنيفة في المناطق الجنوبية حيث تشارك مروحيات ومدرعات في العمليات».

واضاف الضابط العراقي ان «القوات المشتركة اعتقلت اليوم 50 مشتبها فيه خلال عمليات الدهم في احياء العسكري والغربي والنهضة»، مؤكدا ان «العمليات ستستمر حتى القضاء على كافة اشكال التسلح في المدينة».

من جانبه، اكد حميد جعاتي، مدير الصحة في الديوانية، ان «عدد الضحايا في صفوف المدنيين بلغ تسعة قتلى و25 جريحا منذ انطلاق العملية العسكرية».

وقال شهود عيان إن مئات العائلات نزحت من مناطق المواجهات الى اماكن آمنة. وافاد سكان في المدينة ان حظر التجول لا يزال سارياً، كما أن التيار الكهربائي مقطوع في الديوانية (181 كم جنوب بغداد)، كبرى مدن محافظة القادسية.

وكانت قوة من الفرقة الثامنة في الجيش العراقي تدعمها قوات اميركية بدأت عملية «النسر الاسود» فجر الجمعة «ردا على تهديدات من قبل الميليشيات»، وفقا لبيان أميركي. وكان مصدر عسكري عراقي قد اعلن ان «حوالى 1400 جندي من محافظات واسط والنجف وكربلاء وبابل بدعم من قوة اميركية يشاركون في العملية بغرض مداهمة اوكار للمسلحين في احياء المدينة».

وفي شمال بغداد، قال الجيش الاميركي ان أربعة من جنوده قتلوا في انفجار بالقرب من مركبتهم اول من امس. وقال ان الانفجار وقع في محافظة ديالى وهي منطقة اخرى تشهد تصاعدا في وتيرة أعمال العنف منذ بدء الحملة الامنية في بغداد. وقتل اكثر من 3270 جندياً أميركياً في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في مارس (اذار) 2003. كما قتل عشرات الآلاف من العراقيين ايضا.

وقال شهود ان الآلاف من انصار مقتدى الصدر استقلوا حافلات وسيارات وتوجهوا الى مدينة النجف الجنوبية في استجابة لدعوة الصدر بتنظيم احتجاج ضد الولايات المتحدة في المدينة اليوم. وكان الصدر الذي يعتقد الجيش الاميركي انه في ايران قد دعا العراقيين الى التظاهر في النجف في الذكرى السنوية الرابعة لاجتياح القوات الاميركية وسط بغداد عام 2003. ويطالب الصدر برحيل القوات الأميركية عن العراق. وقال شهود في بعض البلدات الجنوبية ان الشرطة العراقية تحاول منع أنصار الصدر من الوصول الى النجف.

وفي كربلاء، اكد مدير الإعلام في دائرة الصحة، سليم كاظم، تسلم «سبع جثث قتل اصحابها بطلقات نارية في الرأس كانوا ضمن 22 شخصا تم خطفهم قبل فترة». وكان 22 من تجار المواشي قد اختطفوا الاربعاء الماضي في منطقة الرفيع قرب الرزازة (غرب كربلاء) من قبل مسلحين مجهولين يستقلون ثلاث شاحنات صغيرة اقتادوهم الى منطقة عامرية الفلوجة (غرب بغداد).