نصر الله: أبواب الحلول أقفلت ولنحتكم للاستفتاء أو الانتخابات

اتهم فريق الأكثرية بالمراهنة على حرب أميركية ضد إيران

TT

اقترح الامين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله «الاحتكام الى الشعب لحل الأزمة السياسية بالاستفتاء او الانتخابات المبكرة»، معتبرا أن أبواب الحلول السياسية أقفلت، وانه لم يعد هناك من امكانية للوصول الى نتائج من خلال الحوار. لكنه نفى إمكانية قيام المعارضة بأي تصعيد شعبي «لأنها لا تريد الحرب الأهلية وتفضل بقاء الوضع على ما هو عليه بدلا منها»، رغم اعترافه ان ما يحصل هو على «حساب البلد».

وهاجم نصر الله فريق الاكثرية النيابية بشدة، متهما اياه بتلقي الأوامر من الأميركيين والمراهنة على ضربة أميركية لإيران، محذرا هؤلاء من ان اية تسوية بين واشنطن وطهران ستأتي على حسابهم، وان الفشل الأميركي في المنطقة سيعني ان هناك «حسابات أخرى ومعادلات أخرى وبلدا آخر في لبنان».

واستهل نصر الله احتفالا أقامه حزب الله أمس لتخريج 1734 طالبا جامعيا من أعضائه نالوا إجازات جامعية هذا العام بتوجيه التحية لعائلات الجامعيين من عناصره الذين قضوا في الحرب الاخيرة مع إسرائيل، قائلا لأهاليهم ان هؤلاء «الشهداء سيكونون عونا لهم في الآخرة». وتحدث نصر الله مطولا عن القضايا اللبنانية فيما كانت طلقات الرصاص تدوي في امكنة مختلفة من بيروت وضاحيتها الجنوبية احتفاء باطلالته. فذكر الحضور بأن هذا العام يصادف الذكرى الـ25 لانطلاقة «حزب الله». مشددا على انه منذ البداية «كان مطبوعا في جبين هذه الفئة النصر» قائلا: «لذلك خلال 25 عاما لم نواجه اية هزيمة على الاطلاق، وفي مواجهة كل التداعيات المحلية والاقليمية والدولية والتحولات لن نهزم في يوم من الايام ان شاء الله». مشيرا الى «ان الحزب واجه الكثير من الضغوط العسكرية والسياسية والاقتصادية، وانه الآن اقوى من اي حرب نفسية او حصار او تخويف». وقال :«منذ 25 سنة لم تكن تمر سنة او سنتان إلا ويقال انها ستشهد نهاية حزب الله، لكننا كنا نخرج اقوى وأشد عودا وأمضى سيوفا».

وسخر نصر الله من مقولة ان الحزب هو «دولة ضمن الدولة»، قائلا:

«قولوا عنا ما شئتم فهذا لن يغير شيئا». وتوجه الى فريق الاكثرية بنبرة تحد: «عندما تصبحون دولة تعالوا وطالبونا ألا نكون دولة في داخل الدولة»، وأردف: «الدولة التي تسمح باجتياح لبنان واحتلال عاصمته ليست دولة، الدولة التي لا تستطيع ان تبسط سلطتها على كامل أرضها –كما يقال ـ إلا بمساعدة عدوها، ليست دولة. والدولة التي تتواطأ على شعبها وأهلها وأشرف مقاومة ليست دولة، والدولة التي لا تدافع عن شعبها في حرب يوليو(تموز) والتي تقبض أموال المساعدات من الدول المانحة وتخزنها في صناديقها وتبقي بيوت الناس مهدمة، ليست دولة وليست جديرة بان تكون دولة». وقال: « عليكم أن تيأسوا من التحريض على المقاومة ومحاربتها، والحل الوحيد ان تكون هناك دولة قوية وجيش قوي يستطيع ان يواجه اي عدوان اسرائيلي على لبنان». وأضاف: «نحن لا نطلب المعجزات من الجيش اللبناني وتحرير القرى السبع أو بيت المقدس، لكننا نريد منه ان يحمي لبنان».

ورأى نصر الله ان ما يجري في لبنان اليوم «مصيري»، متهما الآخرين بخوض «صراع لتغيير الهوية والموقع»، وقال: «ان موضوع 19-11 (حكومة الوحدة الوطنية) هي ظاهر الموضوع». معتبرا ان فريق الاكثرية المدعوم دوليا وضع مشروعا للسيطرة على مؤسسات الدولة في لبنان بعد اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، ونقل لبنان بالكامل الى الموقع الاميركي، متحدثا عن التزامات حيال اسرائيل، في موضوع المقاومة والتوطين. واعتبر ان فريق «14 آذار» حصل على الغالبية النيابية في انتخابات استعمل فيها الخداع؛ في اشارة الى التحالف الذي اقامته هذه القوى مع الحزب وحركة أمل ـ وفقا لقانون انتخاب ظالم، لكنه قال ان هذا المخطط فشل لأنه لم يستطع ان يتجاوزهما في انتخاب رئيس مجلس النواب، فأوصلت التسوية الرئيس نبيه بري فأصبح في رئاسة المجلس ضمانة لعدم تجاوز الدستور. وأشاد بـ«صمود» رئيس الجمهورية اميل لحود. مشددا على انه باق حتى آخر يوم من رئاسته، والسبب انه «رجل بكل معنى الكلمة».

وقال نصر الله إن فريق الاكثرية يضغط على الجيش لاستخدامه ضد المعارضة، لكنه أكد ان هذا الجيش «الذي يتعرض للضغوط والتشهير في كل يوم، يرفض الزج به في صراع مع المقاومة». ساخرا من المساعدات الاميركية القليلة للجيش، معتبرا انه لم تقدم له أية مساعدة لأنه يعمل لكي يكون جيشا وطنيا ويرفض الخضوع لدولة زعماء الميليشيات الذين طالما قاتلوا هذا الجيش وعملوا على تقسيمه وتفتيته، جازما بأن الجيش لن يكون في غير موقعه الوطني، قائلا ان «أهم ضمانة هي وجود قادة وضباط وطنيين ورتباء وجنود من أبناء هذا الشعب»، واتهم نصر الله فريق الأكثرية بالمراهنة على حرب أميركية ضد ايران قائلا: «إذا لم تحدث الحرب وذهبت الأمور نحو التسوية فهي على حسابكم، وإذا بقيت الامور على حالها فهذا يعني المزيد من الاستنزاف لداعمكم الأميركي. اما اذا وقعت الحرب فها انتم تحسمون نتائج الحرب؟». واشار الى ان هزيمة الاميركيين ستعني تخطي مسألة الـ19-11 وستعني «حسابات اخرى وتصنيفات اخرى وجوا آخر وبلدا آخر ومعادلات أخرى» وقال: «من يراهن على الخارج لا يستطيع ان يحكم البلد».

وقال نصر الله ان الحوار وصل الى طريق مسدود وتعطل. مشيرا الى اقتراح الرئيس بري إجراء مفاوضات في السعودية، ورفض فريق 14 آذار لها، وكذلك الرفض السعودي. قائلا: «هذا حق المملكة ولا نعتب عليها لأن اي دولة عربية او اسلامية صديقة حقها ألا تقبل، لأن هناك جزءا من الذين سيأتون اليها ليسوا أصحاب قرار ولأن هذا التفاوض قد يفشل. ونحن نتفهم الموقف السعودي». لكن نصر الله اكد ان انسداد أفق الحوار لا يعني اي شكل من اشكال الحرب الأهلية. وقال: «نحن لسنا مسرورين ببقاء الوضع على حاله، لأنه على حساب البلد، لكن إذا خيرنا بين الحرب الأهلية وبقاء هذا الوضع لمدة زمنية معينة، فليبق الوضع على حاله ولا أحد يحرق بلده لوجود اختلاف سياسي».

وشدد نصر الله على ان المخرج الوحيد هو الاحتكام الى الشعب. وقال:

«الحوار الوطني فشل وأي حوار آخر بنفس الذهنية سيفشل. والحل هو باللجوء الى الشعب لأن الامور أقفلت ولا يوجد إمكانية لحل سياسي. هناك صيغتان قانونيتان معتمدتان في العالم، اما صيغة الاستفتاء واما الانتخابات النيابية المبكرة. ولنخضع جميعنا لهذا الشعب. ونحن جاهزون لأي من الأمرين، القرار الشجاع اليوم هو الخضوع لهذا الشعب». معلنا رفضه لصيغة الـ19-11 «لأننا لا نريد أن نشحذ منهم وزراء وقد باخت وهزلت».