انجامينا تتهم الحكومة السودانية بتحريك «الجنجويد» لحرق قرى تشادية

الخرطوم: عناصر في النظام التشادي وراء تدهور العلاقات

TT

تجدد تبادل الاتهامات بين السودان وتشاد في تحميل كل طرف الآخر مسؤولية خرق اتفاق هش بين البلدين تم توقيعه في العاصمة الليبية طرابلس في فبراير (شباط) الماضي بوقف دعم كل من البلدين لمعارضي الآخر، واعتبرت انجامينا ان اتفاق طرابلس فشل تماما في التطبيق وحملت الحكومة السودانية مسؤولية تدهور الأوضاع لقصفها بالطيران وتحريك الجنجويد لحرق قرى في تشاد فيما رفضت الخرطوم اتهامات جارتها وطالبت بتقديم الأدلة للآلية التي تم الاتفاق عليها لكنها اعتبرت ان هناك مجموعة في طاقم النظام التشادي تقف وراء تدهور العلاقات بين البلدين. وقال مدير الإعلام في القصر الرئاسي التشادي، عمر يحي، لـ«الشرق الأوسط»، في اتصال هاتفي من انجامينا امس، ان الحكومة السودانية تقدمت بشكوى الى حكومته بأن الجيش التشادي خرق اتفاق طرابلس بالاعتداء علي قرى سودانية، واصفا الاتهامات بأنها «غير صحيحة وسنسلم ردا الى الخرطوم»، مشيرا الى ان الرئيس التشادي ادريس ديبي ابلغ رئيس الاتحاد الأفريقي ألفا عمر كوناري لدى زيارته انجامينا اول من امس بخروقات الحكومة السودانية للاتفاق الذي تم توقيعه برعاية الزعيم الليبي معمر القذافي. وتابع «لقد أبلغت حكومتنا الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والمنظمات الدولية باعتداءات السودان»، مشددا على ان بلاده تملك الأدلة على ادانة الحكومة السودانية والتي تتمثل في قصف الطيران السوداني وحرق الجنجويد القادمين وبدعم من السودان للعديد من القرى التشادية. وأكد «من حقنا الرد على تلك الاعتداءات لكننا ابلغنا الدول المعنية للعمل من اجل وقف اعتداءات الحكومة السودانية»، معتبرا ان اتفاق طرابلس فشل «وندعو الخرطوم ان تعود الى رشدها وتنفيذ الاتفاقية».

غير ان الناطق باسم الخارجية السودانية علي الصادق ابلغ «الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من الخرطوم أمس، ان اطرافا في النظام التشادي تعمل على عرقلة تطوير العلاقات وقال «من جانبنا نحن ملتزمون بتنفيذ اتفاق طرابلس وتطبيع العلاقات». وأضاف «ان تشاد دولة جارة لنا الى حين قيام الساعة، وأية مشكلة تطرأ يمكن حلها بالتعاون والحوار» مطالبا انجامينا بتقديم الأدلة على ما تدعيه من اتهامات. وقال «هناك آلية يمكن ان يقدم اي طرف ادعاءاته اليها للتحقق من صحتها». وأوضح ان «كلمة جنجويد فضفاضة ولا يمكن اتهام السودان عندما تقوم مجموعة بالاعتداء علي الحدود التشادية بأنهم من السودان خاصة ان هناك معارضة تشادية».

وأشار الصادق الى ان مفوض الاتحاد الأفريقي ألفا عمر كوناري في زيارته الحالية للخرطوم ولقاءاته مع المسؤولين، لم يتطرق الى وجود اتهامات من تشاد للحكومة السودانية، لكنه قال ان الزيارة لم تنته ومن السابق التطرق الى هذا الأمر قبل انتهاء لقاءاته، معتبرا ان كوناري مهتم بتفعيل العملية السياسية لحل مشكلة دارفور وتنفيذ الحزم الثلاثة المقدمة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، مشيرا الى ان تزايد الاتهامات ضد السودان «يصب في خانة الضغوط على بلاده لتقديم تنازلات»، وقال «هذا لن يحدث لأن لدينا مرجعيات متفقا عليها مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، وإذا رفعت الدول الأجنبية يدها من القضية فإن السودان يمكنه الوصول الى اتفاقات مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بسهولة».