طالبان تعدم مترجما أفغانيا رافق الصحافي الإيطالي المفرج عنه

الناتو يعلن مقتل جندي في هجوم واستعادة منطقتين

TT

أكد المتحدث باسم الملا داد الله أحد أبرز قادة حركة طالبان، أن الحركة أعدمت أمس المترجم الافغاني للرهينة الايطالية السابقة الصحافي دانييلي ماستروجاكومو، بسبب رفض السلطات الأفغانية التفاوض. وقال شهاب الدين اتال عبر الهاتف «لقد قتلنا أجمل نقشبندي من دون ان يقدم أدلة على الإعدام». وأضاف ان حركة طالبان، قررت قتل أجمل المترجم الافغاني، قبل انقضاء المهلة التي سبق وحددتها والتي تنتهي اليوم، بسبب رفض السلطات الافغانية التفاوض حول اطلاق عدد من معتقلي الحركة، كما سبق وطلبت. وخطف اجمل نقشبندي، 23 عاما، في الخامس من مارس (آذار) في ولاية هلمند في جنوب افغانستان مع مراسل صحيفة لا ريبوبليكا وسائقهما. وافرج عن الصحافي الايطالي في التاسع عشر من مارس، مقابل الافراج عن خمسة معتقلين من طالبان. اما السائق سعيد آغا فجرى اعدامه في وقت سابق. من جهة أخرى في كابل، أعلنت القوات الاطلسية أمس الأحد، انها استعادت السيطرة على كبرى مدن منطقة سانغين من عناصر طالبان، وذلك في اطار هجوم على ولاية هلمند جنوب افغانستان.

وصرحت الناطقة باسم القوة الدولية للمساعدة على إرساء الامن (ايساف) التابعة للحلف الاطلسي اللفتنانت كولونيل ماريا كارل «استعدنا السيطرة على كبرى مدن منطقة سانغين للحكومة الشرعية». واكدت ان «اكثر من الف جندي من قوات الحلف الاطلسي والجيش الافغاني، استعادوا السيطرة» على تلك المنطقة، موضحة ان الجنود «لم يلاقوا مقاومة كبيرة».

وأضافت انه «تم العثور على مخابئ اسلحة في المنطقة».

وقالت ان «ايساف ستسلم في المرحلة القادمة المسؤوليات الأمنية في المنطقة للجيش الافغاني»، مؤكدة أن «500 عنصر من قوات الأمن الافغانية»، وصلوا الى جنوب البلاد. وبدأ ذاك الهجوم في منطقة سانغين التي تعتبر من معاقل طالبان، الاربعاء في اطار عملية «اخيل». ولم تقر ايساف سابقا بأنها فقدت السيطرة على هذه المنطقة ورفضت المتحدثة باسمها ان تقول كم منطقة تسيطر عليها طالبان في ولاية هلمند. وردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، قال قائد شرطة الولاية محمد نبي الملاخيل، ان المتمردين لم يسيطروا ابدا على سانغين. واكد ان «طالبان لم يسيطروا على سانغين وكان للحكومة دائما حضور هناك». من جانبه أعلن الناطق باسم طالبان يوسف أحمدي «لم تقع معارك»، وان طالبان أخفت أسلحة في انتظار رحيل جنود الحلف الاطلسي. أما حاج أحمد خان وهو من سكان سانغين فقال لوكالة الصحافة الفرنسية إنه «لا أحد يرغب في المعارك في هذه الفترة، لأن الجميع منكب على زراعة الخشخاش».

والخشخاش هي النبتة التي يستخرج منها الافيون في افغانستان، وقد انتجت افغانستان السنة الماضية 90% من انتاج الافيون العالمي. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 80% من مزارعي ولاية هلمند يزرعون الخشخاش. الى ذلك قتل أحد جنود حلف شمال الاطلسي امس في معارك في جنوب أفغانستان، حيث تشن القوات الأجنبية هجوما واسعا ضد حركة طالبان. وقال الحلف دونما اسهاب في بيان، ان الجندي قتل في انفجار قنبلة زرعت على جانب أحد الطرق. ورفضت متحدثة باسم الحلف الافصاح عن مكان الحادث، وقالت ان تحديد الاقليم يمكن أن يكشف جنسية الجندي.

ويشارك نحو خمسة آلاف من قوات الحلف والقوات الافغانية في هجوم واسع يطلق عليه اسم «عملية أخيل» في اقليم هلمند، التي تعد قلب صناعة الافيون في أفغانستان أكبر منتج له بالعالم.

وشهد العام الماضي أكثر المعارك دموية منذ إطاحة طالبان في عام 2001 وقع أغلبها في اقليمي هلمند وقندهار المجاور له، وهما معقل التمرد بجنوب البلاد. وتشكل القوات البريطانية والكندية أغلب القوات الأجنبية في الجنوب. وذكرت وكالة الأنباء الافغانية الاسلامية ومقرها باكستان، أن ثمانية على الأقل من مقاتلي طالبان قتلوا في معارك بهلمند. من ناحية أخرى، قال مسؤولون إن انتحاريا فجر سيارة مفخخة في قافلة عسكرية بشرق أفغانستان صباح أمس، مما أسفر عن مقتله وإصابة مواطن أجنبي في حين قتل جندي تابع لقوات حلف شمال الأطلسي، وأصيب آخر في حادث منفصل.

وذكر الجيش الأميركي في بيان أن القافلة التي كانت تضم جنودا من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة تعرضت للهجوم اثناء قيامها بدورية بمدينة جلال آباد عاصمة إقليم نانجارهار بشرق البلاد. وذكر البيان أن «جنديا من قوات التحالف أصيب بجروح طفيفة، وعاد لمزوالة مهامه، بينما لحقت أضرار بسيارة تابعة للدورية»، مضيفا أن الشرطة الافغانية فرضت طوقا أمنيا حول المنطقة. وأكدت وزارة الداخلية الافغانية الهجوم الذي جاء بعد يومين من وقوع هجوم انتحاري آخر في العاصمة كابول، أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة أربعة آخرين. من ناحية أخرى، قالت الليفتاننت كولونيل ماريا كارل في مؤتمر صحافي، إن جنديا من القوة قتل اليوم (أمس) وأصيب آخر في انفجار قنبلة على جانب طريق. وقالت إن الحادث وقع بجنوب أفغانستان، لكنها رفضت الكشف عن موقعه على وجه التحديد، أو الاعلان عن هوية الضحايا.

وأشارت إلى أن قوات إيساف والقوات الافغانية تتقدم في منطقة سانغين بإقليم هلمند جنوب البلاد، بعد أن استعادت السيطرة عليها أول من أمس الجمعة.

وقالت كارل إن أكثر من ألف جندي من قوات إيساف والقوات الافغانية، تدعمهم مروحيات وسيارات مصفحة ومشاة، استعادوا السيطرة على مركز المنطقة، ولا يزالون يشتبكون مع مقاتلي طالبان، الذين أظهروا مقاومة معتدلة. وقالت إن القوات المشتركة استولت على مخابئ سلاح كبيرة، بينما فر المتشددون من المنطقة. وقالت كارل، إن قوات إيساف نقلت نحو 500 جندي أفغاني إلى الجنوب لتكثيف عملية التقدم، بهدف طرد رجال طالبان من الأجزاء الشمالية لإقليم هلمند حيث يتحصنون.

وكانت السيطرة على منطقة سانغين أكبر نجاح للقوات الافغانية وقوات إيساف، منذ بدء عملية أخيل في مطلع مارس الماضي. وشارك في الهجوم الذي ركز أساسا على إقليم هلمند نحو 4500 جندي من قوات إيساف، وألف جندي أفغاني في أكبر عملية تشنها إيساف منذ إطاحة نظام طالبان في أواخر عام 2001. وذكر بيان عسكري اليوم، أن الميجور جنرال تون فان لون قائد إيساف بمنطقة الجنوب، زار القوات بوسط سانغين يوم السبت، بينما كانت لا تزال تشتبك مع المتشددين. وقال لون «نواصل إحراز تقدم مستمر بشمال هلمند، ورغم أن مركز منطقة سانغين لا يزال تحت سيطرة حكومة قوات أفغانستان، إلا أن عملية أخيل لم تنته بعد».

ومع استعادة السيطرة على سانغين لا تزال طالبان تبسط سيطرتها على ثلاث مناطق بإقليم هلمند، كما يتبعون تكتيك الكر والفر في مناطق أخرى وبالاقاليم المجاورة الواقعة جنوب البلاد.

كما تتصاعد الهجمات بقيادة متشددي طالبان في مناطق أخرى من البلاد.