محكمة أميركية تدرس إعادة محاكمة باكستاني مدان بدعم الإرهاب

بسبب ميول عنصرية ظهرت على سلوك كبير المحلفين

TT

تدرس محكمة فيدرالية أميركية في مدينة ساكرامانتو عاصمة ولاية ولاية كاليفورنيا، احتمال إعادة محاكمة باكستاني ـ أميركي أدين العام الماضي بدعم الإرهاب. وقرر القاضي المفترض أن يحدد سنوات الحكم، أن يتأنى في تحديد سنوات العقوبة بسبب شكوك ظهرت أخيرا حول ميول عنصرية اعترت سلوك كبير المحلفين قبيل صدور حكم الإدانة. وقال المحامي دنيس ريوردان، إن لديه تساؤلات عديدة حول عدالة المحلفين الـ12 في قضية موكله حميد حياة، مطالبا القاضي بعدم إصدار قرار العقوبة والاستعاضة عن ذلك بإعادة محاكمة موكله أمام هيئة محلفين جديدة.

وركز المحامي على سلوك كبير المحلفين ويدعى جوزيف كوت، الذي صدرت عنه تعبيرات وإشارات يدوية تشير إلى رغبته في شنق المتهم، وتغيير ما سماه بـ«قواعد الاشتباك» في الحرب الدائرة على الإرهاب، بعد تفجيرات لندن التي تزامنت معها محاكمة المتهم الباكستاني، وأثرت على مشاعر المحلفين. وذكر المحامي أمام المحكمة، أن المحلف المشار إليه أدلى بتصريحات لمجلة «أتلانتيك ماغازين»، أعرب فيها عن آرائه عن أهمية تشديد العقوبات على المتهمين بالإرهاب، كما صدرت إيماءات لبقية المحلفين عن أمله في صدور حكم بشنق المتهم الذي كان ينظر قضيته. وقال المحامي إن لديه أدلة عن مكالمات هاتفية أجراها المحلف مع أحد زملائه المحلفين يحاول فيها إقناعه بأهمية إدانة المتهم الباكستاني.

وأقر ممثل الحكومة الأميركية بأن سلوك كبير المحلفين لم يكن لائقا، لكنه أشار إلى أن هذا السلوك لم يلعب دورا كبيرا في صدور قرار الإدانة. وكان حياة حميد المقيمي في مدينة لودي التي تقطنها جالية باكستانية كبيرة قد أعتقل في يونيو (حزيران) 2005 وأدين في أبريل (نيسان) 2006 بتهمة تلقي تدريبات في معسكرات للإرهاب في باكستان، كما أدين بتهمة تقديم دعم لمتدربين في تلك المعسكرات. ويواجه حكما بالسجن قد يصل إلى 39 سنة إذا ما قرر القاضي قبول قرار الإدانة، ولم يأمر بإعادة المحاكمة.

وذكرت الصحف الأميركية، أن قرار الإدانة اعتمد في حيثياته على معلومات أدلى بها مخبر في الجالية الباكستانية يدعى نسيم خان. ولمحت بعض الصحف إلى أن معلومات المخبر خان التي قدمها لـ«إف.بي.آي» كانت مغلوطة.

وكان ممثل الإدعاء قد قال مرافعته الختامية قبيل صدور قرار الإدانة، إن المتهم شارك في معسكر لتدريب الإرهابيين «يؤمن بالجهاد واستخدام العنف». وقال روبرت تايس راسكن، ممثل الادعاء الفيدرالي، لهيئة المحلفين المؤلفة من ستة رجال وست نساء ان الحكومة أثبتت خلال محاكمة حميد حياة، التي استمرت سبعة أسابيع إنه ذهب الى باكستان للتدريب على الأعمال الإرهابية وكذب بهذا الشأن على مكتب المباحث الاتحادي، حين عاد الى الولايات المتحدة.

وقال محققون اتحاديون إنهم كشفوا خلية لـ«القاعدة» في لودي بكاليفورنيا جنوب ساكرامنتو، حيث كان يعيش حميد مع والده، 48 عاما، ويدعى عمر وهو سائق شاحنة للآيس كريم. وكلاهما مواطن أميركي. غير أنه لم تقدم أية أدلة خلال المحاكمة تثبت أن أيا من الأب أو الابن له صلات مباشرة بالتنظيم الإرهابي، أو بأي خطط لشن هجوم إرهابي. ووجهت للأب تهمة الكذب على مكتب المباحث الاتحادي بشأن مشاركة ابنه المزعومة في المعسكر، وأعاد ممثل الادعاء عرض أجزاء مصورة من التحقيق، واستعرض نسخة من استجواب، الابن.