جمعية الهلال الأحمر العراقية: 265 عائلة نزحت من تلعفر

بسبب العنف الطائفي الذي شهدته البلدة مؤخرا

TT

صرح مصدر مسؤول في جمعية الهلال الأحمر العراقي، بأن 265 عائلة من بلدة تلعفر وصلت الى المخيم الذي أقيم لهذا الغرض في مدينة الموصل بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها تلعفر. وقال سعد احمد مسؤول شعبة الاستجابة في جمعية الهلال الأحمر العراقية ومدير مخيم نينوى، ان جمعية الهلال الأحمر العراقية مركز نينوى استقبلت العوائل النازحة من تلعفر في المخيم الذي أنشئ لهذا الغرض في مدينة الموصل خلال الأيام الخمسة الماضية. وقد جاء نزوح تلك العوائل وهي اغلبها سنية إثر هجوم شنته ميليشيات شيعية على أحياء ذات أغلبية سنية وتصفية عدد منهم رميا بالرصاص. وجاء هذا اثر هجوم بشاحنة ملغومة نفذته جماعات سنية متشددة في حي تقطنه أغلبية شيعية، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات منهم. وقال احمد لـ«الشرق الأوسط» انه تم استقبال خلال الأيام الأولى عشرات العوائل والآن يضم المخيم 265 عائلة، بما يعادل 1325 فردا اغلبهم من الأطفال والنساء، وانه «تم تقديم المعونة الغذائية والدوائية والمساعدات الإنسانية والطبية لتلك العوائل من كافة الجوانب، ويتم تقديم ثلاث وجبات طعام يومية من خلال المطبخ الذي أعد لهذا الغرض من خلال فرق متطوعي الهلال الأحمر، وتم إنشاء عيادات طبية خاصة بالنساء والأطفال والرجال، ويتم إحالة الحالات الصعبة إلى المستشفيات».

وأضاف احمد وهو يتابع عمل الجمعية في المخيم «هناك عدد من المتطوعين من أبناء الموصل للعمل في المخيم، وكذلك عدد من أطباء المدينة مثل طبيبة نسائية وطبيب أطفال، فضلا عن الدعم والإسناد من قبل بعض المؤسسات بضمنها دائرة الماء والكهرباء والدفاع المدني، وهناك اهتمام خاص بالشرائح الأكثر تضررا وهي الأطفال والنساء وتم توفير كذلك الأسرة للأطفال الرضع، وبعض الوسائل الترفيهية مثل توفير لعب الأطفال، وتوفير المواد الأساسية والسكن لجميع العوائل».

ورفض مدير مخيم نينوى إعطاء معلومة عن انتماءات العوائل النازحة قائلا «تمت مساعدة العوائل بغض النظر عن انتمائهم، لأن واجبنا إغاثة العوائل فقط بما نستطيع توفيره لهم دون النظر إلى الانتماء». وأوضح مدير مخيم نينوى أن المخيم تم إنشاؤه في موقع عين شمس قرب آثار نينوى في الجانب الأيسر (شرق) مدينة الموصل، مشيرا إلى أن طبيعة الأرض جيدة وهي منطقة جميلة، خاصة الآن في فصل الربيع فضلا عن قربها من الخدمات، حيث تم إنشاء 100 خيمة في اليوم الأول والآن يتم نصب عدد آخر من الخيم لاستقبال العدد المتزايد من العوائل وتم توفير الحماية الأمنية لهم. النازحون في المخيم أوضحوا أنهم هربوا من الانتقام الطائفي الذي جرى بعد التفجير الكبير الذي حصل هناك، مضيفين أن هذه الأعمال كانت تحصل في السابق، لكن، هناك تعتيم إعلامي، وقالوا إن هناك أعدادا أخرى من النازحين لم تأت إلى المخيم، لأنهم اتجهوا نحو القرى المجاورة لتلعفر أو استطاعوا أن يجدوا منازل يستأجرونها في الموصل. وقالت إحدى القاطنات في مخيم الهلال الأحمر أم احمد 43 عاما في حديثها لـ«الشرق الأوسط» خشية الانتقام بعد عودتها الى تلعفر «وصلنا إلى الموصل بعد أن قامت الميليشيات وعناصر من الشرطة عقب التفجير الكبير الذي وقع في تلعفر، بالاعتداء علينا وقتل العشرات من رجالنا فضلا عن اختطاف وإصابة العشرات، ونزحنا من تلعفر بالملابس التي علينا فقط هربا من بطش الميليشيات».

وأضافت وهي توزع الحلوى التي تسلمتها من الهلال الأحمر بين أطفالها الخمسة «لا توجد في تلعفر سنة وشيعة لأن علاقاتنا جيدة، حيث وصلت الى المصاهرة ونسكن بشكل مختلط في الأحياء، إلى حين قامت القوات الأميركية والعراقية بالأعمال العسكرية في عام 2005، حيث بدأت الميليشيات تصل الى تلعفر من مدن اخرى».

واتهمت ام احمد الميليشيات و«قوات الاحتلال الأميركية» بالوقوف وراء الفتنة الطائفية في تلعفر. أما مصطفى التلعفري ويعمل مدرسا في الثانوية الذي يقول إنه نجا بأعجوبة من عمليات إعدام محققة على يد الميليشيات فقال لـ«الشرق الأوسط» «هجرنا تلعفر بعد هجمات الميليشيات، وكانوا قد هاجموا بيتي وأرادوا قتلي، إلا ان وصول الجيش العراقي حال دون ذلك، إذ لاذ عناصر الميليشيات بالفرار وتركوني متوعدين بالعودة للانتقام مني».

وقال التلعفري إن الجماعات المسلحة تقتل الشيعة، غير أن السُنة لهم نصيبهم من القتل أيضا على أيدي الميليشيات.

وأوضح التلعفري أنهم خرجوا ناجين بأنفسهم دون ان يحملوا أي شيء من أمتعتهم «لان الشرطة منعتنا من الخروج، لكننا خرجنا بشكل متخفي حتى سمح لنا الجيش العراقي بمغادرة تلعفر».