عراقيون: جاءونا بشعارات الديمقراطية وما حصلنا عليه هو الخراب

بعد 4 أعوام على الغزو الأميركي للعراق

TT

بعد اربعة اعوام من الإطاحة بالنظام العراقي السابق، تباينت ردود فعل العراقيين في مدينتي الموصل وكركوك شمال العراق إزاء الغزو الاميركي للبلاد، وما آلت اليه الاوضاع في البلاد اثر تدهور الوضع الأمني وضعف الخدمات وهجرة أعداد كبيرة من العراقيين خارج البلاد. وألقى البعض باللائمة على القوات الاميركية، بينما حمل آخرون الحكومة العراقية ما يحصل.

ووصف ماهر العبيدي، إعلامي من الموصل ما يعيشه العراقيون الآن بـ«أزمات فقط». وقال إن أوضاع العراق والعراقيين هي من سيئ إلى أسوأ؛ فكل سنة وضع العراق يرجع إلى الوراء، لم نلمس شيئا يوحي بتقدم أو تطور، بل هي مجموعة وحصيلة من المشاكل والأزمات»، وأضاف «الديمقراطية التي نادت بها أميركا هي ديمقراطية مزيفة، فقد ادعوا قبل غزو العراق بأنهم سيحققون الديمقراطية فيه وما شاهدناه كان شعارا فقط خدعوا به العالم لتبرير غزو العراق».

اما ضياء يونس، مدرس ثانوي، فيقول انه في السابق كانت جميع الطوائف تعيش بشكل منسجم، أما الآن فقد خلق الاحتلال فوارق بين هذه الانتماءات؛ فهذا عربي والآخر كردي وهؤلاء مسيحيون، «كنا في السابق نعيش في حي واحد وكأننا أهل فنتبادل الزيارات والأكلات، الآن بدأنا نرى الآخرين بمنظار الانتماء». وأضاف «تصرفات بعض القوى السياسية وقوات الاحتلال خلقت نوعا من البرودة في العلاقات».

إلا ان سعيد حسن، موظف في دائرة الزراعة في الموصل، خالفه الرأي قائلا «بعدما شاهدنا ما حصل في محافظات أخرى ازدادت العلاقات بين العوائل الموصلية، بغض النظر عن الانتماء بهدف الحفاظ على الكيان الاجتماعي للمدينة».

ويقول سالم بكر، 54 عاما، صاحب متجر للألبسة في منطقة (السرجخانة) وسط المدينة، ان التغيرات التي طرأت على معالم الموصل كانت أهم ما حدث خلال تلك الاعوام «إغلاق الكثير من الطرق وعدم السماح لنا بالدخول فيها سواء بالسيارات أو حتى سيرا على الأقدام منعنا من أن نشعر بالحرية في الموصل بل وكأننا نعيش في سجن كبير؛ فهذا الطريق مغلق لأنه يحوي دائرة للشرطة والآخر يمر من أمام مبنى المحافظة والآخر يضم مقرا لحزب ما والرابع اختصت به قوات الاحتلال، وخامس أغلق للسيطرة على حركة المسلحين في الأحياء، وهكذا فان الكثير من الطرق الرئيسية في المدينة تم إغلاقها وبقي على المواطن أن يتقن الشوارع الفرعية والسير بعكس الاتجاه للوصول إلى ضالته بعد رسم خارطة جديدة لمعالم مدينة الموصل».

اما في مدينة كركوك التي تشهد صراعا سياسيا بين العرب والاكراد والتركمان، فلا يرى العديد من سكانها في الأفق أية ملامح للتحسن. وأكد محمد خليل الجبورى، العضو في مجلس المحافظة، سوء الأوضاع في المحافظة، وطالب الحكومة العراقية بأن تغير من سياستها إذا أرادت ان تحسن هذه الأوضاع. وأضاف «مع الأسف نقول ان الوضع تحول من سيئ الى أسوأ ونشاهد هذا الشيء يوما بعد يوم وبدأت جذور الطائفية تتخندق خلف هذا المسمى الذي أدى بالعراق الى هذه النتيجة، والحكومة عليها ان تنتبه الى نفسها وأن تغير من سياستها لكي لا تعطي شرعية كاملة لهذا التخندق الطائفي، ويجب ان تظهر على الملأ بصبغة وطنية كاملة ومخلصة من أجل العراق».