الشيخ إبراهيم بن محمد.. وذاكرة التأسيس للقضاء الشرعي

TT

يعتبر الشيخ ابراهيم بن محمد آل الشيخ، من الرعيل الأول لرجالات العلم الديني الذين غادروا آخر عهد التعليم الديني التقليدي، ودخلوا كأول دفعة في كلية الشريعة بالرياض.

الشيخ ابراهيم الذي توفي أول من أمس، هو الابن الثاني للزعيم الديني السعودي الشهير الشيخ محمد بن ابراهيم، الذي جمع في يده الوظائف الدينية والقضائية منذ أواخر عهد الملك عبد العزيز، باستثناء رئاسة القضاء في القطاع الغربي السعودي، الذي كان يشرف عليه ابن عمه الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ الى ان توفي الأخير في عام 1379هـ، ليصدر الملك سعود قراره بتوحيد رئاستي القضاء تحت اشراف الشيخ محمد بن ابراهيم، مفتي الديار السعودية، ووالد الشيخ ابراهيم وزير العدل السابق الذي انتقل الى الرفيق الاعلى أول من أمس.

الشيخ ابراهيم الذي غادر الحياة عن عمر يناهز الـ88 عاما، كان من تلاميذ والده في مسجده الشهير في دخنة، مركز التعليم السلفي في الرياض القديمة، حيث صاحب والده طويلا، حتى انشئ المعهد العلمي فدخله الشيخ ابراهيم ومعه مجموعة من طلبة الشيخ محمد، ومنهم من تسنم مناصب عالية في السلك الديني لاحقا من أمثال: الشيخ علي الضالع، والشيخ زيد بن فياض والشيخ محمد بن دخيل والشيخ إبراهيم بن محمد والشيخ علي الرومي والاديب الشاعر المعروف عبد الله بن إدريس والشيخ محمد الشاوي كاتب العدل والشيخ عبدالله الغديان، عضو هيئة كبار العلماء، والشيخ عبدالعزيز بن عبد المنعم، والشيخ إبراهيم بن عثمان، والشيخ سعد بن اسحاق والشيخ علي بن سليمان الرومي، والشيخ الراحل حمود العقلا. ثم دخل الطلبة الاوائل للشيخ محمد بن ابراهيم الى كلية الشريعة، واصبحوا هم المشرفين على حقول القضاء والكليات الدينية والدعوة.

والشيخ ابراهيم تولى رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، عام 1391هـ، ليخلفه من بعده الشيخ عبد العزيز بن باز، ويتحول الشيخ ابراهيم سنة 1395 وزيراً للعدل، خلفا للشيخ محمد الحركان، اول وزير عدل في الحكومة السعودية. وقبل ذلك كان الشيخ ابراهيم ملازما لأبيه، وتمثل ذلك في تقلده لمنصب نائب المفتي.

غادر الشيخ ابراهيم الوزارة سنة 1410 هـ، وتولى بعده الشيخ محمد بن جبير. وحسب مراقبين لمسيرة القضاء ووزارة العدل السعودية، فقد تميزت فترة الشيخ ابراهيم بالسكون في عمل الوزارة، وعدم التغيير، وكان الشيخ ابراهيم يثق كثيرا بوكلاء الوزارة ومنهم الشيخ بكر ابوزيد الذي كان معارضا لفكرة التقنين والتدوين في القضاء.

ومما يذكر عن الشيخ ابراهيم تواضعه ودماثة معشره، وقد آثر آخر السنوات من عمره التفرغ للعلم والقراءة، من خلال بعض الجلسات العلمية مع اصدقاء قدماء يتدارسون العلم الشرعي.

يشار الى أن الشيخ ابراهيم كان موضع ثقة القيادة السعودية، حيث تجلى ذلك في كونه احد اعضاء اللجنة التي صاغت النظام الاساسي للحكم.