مفتي السعودية يدعو الجمعيات الخيرية لإيداع مواردها تحت إشراف «الشؤون الإسلامية»

آل الشيخ: الهجوم على جمعيات تحفيظ القرآن يفضي إلى مفاسد كثيرة

TT

طالب الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، مفتي عام السعودية، مسؤولي الجمعيات الخيرية وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم، بوضع موارد الجمعيات تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية، لرصد حجم التبرعات، ومعرفة مصادرها، والحفاظ عليها في وقت عدم حاجتها.

وبيّن آل الشيخ في الملتقى الثالث للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أول من أمس، أن هناك العديد من مديري ومسؤولي الجمعيات الخيرية، وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم، طالبوا بإقامة وقف للجمعيات الخيرية خاصة بها، لمساعدة هذه الجمعيات رغبة منهم بفعل الخير والمشاركة فيه، وقال «هذا الأمر يسر ويدل على وجود أهل الخير، وقصدهم الخير ويريدون الخير، ويحبون من يساعدهم ويشجعهم ويؤيدهم، وييسر الطريق لهم ليوصلوا هذه التبرعات إلى أهلها، لكن يتساءل البعض: هذه الموارد التي تصل إلى الجمعية هل هي مسجلة في وزارة الأوقاف؟ وهل الوزارة تعرف بهذه التبرعات؟، فهي تحمل اسم الجمعية، لذلك يجب أن تكون الجمعيات خاضعة لمكتب خاص بالوزارة تسجل فيها أوقاف وتبرعات كل جمعية وما يأتي منها، لان هذه الاشياء تحتاج إلى رعاية، ومحافظة عليها».

وأكد المفتي أن بعضا من مديري ورؤساء الجمعيات، يطلبون أن تدفع الزكاة في جمعية معينة، فيجب أن يعلموا أن الزكاة لها مصادر خاصة، فهي تعطى إلى الفقير التقي المحسن المستحق، وقال «إننا للأسف الشديد نجد كثيرا من هذه التبرعات تديرها بعض الجمعيات وبعض أئمة المساجد، ما يوقعهم في حرج عظيم، فبعض الجمعيات وأئمة المساجد التزموا في رمضان بأنهم مستعدون لتوزيع زكاة الفطر على المستحقين، وفي ليلة العيد وقع الحق عليهم، فاتصل بنا البعض وقالوا ماذا نعمل، جاء العيد ولم نستطع أن نوزع إلا نصف ما جمعناه، وبيّنا لهم أن عليهم محاولة إرجاع المبالغ إلى أهلها، أو محاولة توزيع المبلغ على الفقراء بسرعة».

وذكر آل الشيخ أن هناك شخصا ابلغه أنه جمع مبلغا لشراء الاضاحي لذبحها خارج البلاد، وأقدم عليه اليوم الثامن من الحج، ولم يستطع أن يعطي الامور حقها. كما جاء آخر يسأل عن موقفه، حيث قال إنه جمع مبلغا من المال ممن يحبون أن يقوم غيرهم عنهم بذبح الاضاحي، فعملنا على شراء الهدي، وجزء وزعناه وجزء بعناه على الجزارين والمطاعم.

وأضاف آل الشيخ أن من واجب كل جمعية تقوى الله والإخلاص في هذا العمل، واختيار المنهج الجيد، إضافة إلى أن يكون هدفها هو نشر كتاب الله وتعليمه وإصلاح الناشئين واحتواؤهم من أن تمتد إليهم أيدي العابثين، مؤكدا أن العبد يتشرف بالعلم الذي يحمله، والقرآن الكريم أساس كل شيء.

إلى ذلك أكد الدكتور صالح آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، أن هناك من هاجم جمعيات تحفيظ القرآن والعاملين فيها، بلا أي بينة أو استبيان، مع عدم تحققهم من حقيقة أعمال هذه الجمعيات وأداء العاملين فيها، وذكر «هذا الهجوم غير مقبول ويفضي إلى مفاسد كثيرة».

وبيّن أن هذه الجمعيات هي ولية الاهتمام بالقرآن الكريم، ولها الفضل على الأمة، مطالبا الجمعيات بعدم التخلي عن القرآن الكريم تطبيقا وتعلما وتعليما.