تركي الفيصل: الدبلوماسية الشعبية في عالم اليوم أجدى من الهمس في أذن زعيم دولة أجنبية

قال إن اللوبي الصهيوني يدفع أعضاء بالكونغرس لاتخاذ مواقف معادية

TT

شدد الأمير تركي الفيصل، السفير السعودي السابق في واشنطن، على ضرورة الاعتماد على الدبلوماسية الشعبية لتحسين بعض الصورة النمطية الخاطئة عن بلاده في كافة دول العالم. بينما اشار الى ان اللوبي الصهيوني يدفع عددا من اعضاء الكونغرس الى اتخاذ مواقف عدائية ضد السعودية ليتحول الى بؤرة استعداء ضد بلاده.

وقال الفيصل، الذي كان يتحدث أول من أمس في آخر جلسات المنتدى الإعلامي السعودي الرابع، إن أفضل طريقة للتأثير على رجالات الكونغرس هي التأثير على الشعب الأميركي، وهو الأمر الذي قال إنه لا يلغي أن يكون هناك تواصل مباشر مع بعض أعضاء الكونغرس.

واشار تركي الفيصل الى ان استطلاعات للرأي العام الأميركي اظهرت ارتفاعا في نسبة من يعتبرون بلاده دولة عدوة لأميركا، حتى وصلت النسبة لقرابة الـ60 في المائة خلال العامين 2005 و2006، أي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بـ3 سنوات.

وكان 20 في المائة فقط من المشاركين في استطلاعات الرأي العام الأميركي، التي أجريت قبيل أحداث 11 سبتمبر، قد ذهبت آراؤهم بأن السعودية بلد عدو لواشنطن، إلا أن الآية ـ وفقا للفيصل ـ انعكست بعد هجمات سبتمبر، وهو ما عده نتاجا للتوتر الشعبي بين البلدين، بعيد تلك الأحداث.

ورأى تركي الفيصل، الذي يتولى حاليا رئاسة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، أن أزمة الثقة بين الشعبين السعودي والأميركي، التي نتجت بعد أحداث سبتمبر، ستمتد لسنوات مقبلة، لافتا إلى أن العلاقة بين الشعبين لا يزال يكتسيها شعور من الشك والريبة وعدم الثقة، على الرغم من تحسن العلاقات بين البلدين على الصعيد الرسمي، معتبرا أن ما أصاب العلاقات الرسمية بين بلاده وواشنطن، لا تعدو كونها «هزة» نتجت على خلفية تلك الأحداث.

وشدد الأمير تركي الفيصل، الذي تقاعد من عمله الدبلوماسي في العام المنصرم، على ضرورة الاعتماد على الدبلوماسية الشعبية لتحسين الصورة النمطية الخاطئة عن بلاده في كافة دول العالم.

وقال إن التصريحات الإعلامية والمؤتمرات الصحافية لم تعد كافية لإيصال الرسالة المبتغاة، مؤكدا اهمية الاتصال الشعبي مع البلد المضيف، والذي قال إنه أمر ضروري لإنجاح مهمة البعثة الدبلوماسية.

ولفت الأمير تركي الفيصل إلى أن التحصن خلف أسوار الدبلوماسية لم يعد كافيا في عالم اليوم، مقللا من جدوى «الهمس في أذن زعيم الدولة التي تمارس فيه البعثة الدبلوماسية السعودية أعمالها»، فيما رأى بالمهرجانات الشعبية طريقة مثلى لتأسيس أرضية مشتركة مع الشعوب الغربية في ظل التحولات الاجتماعية السريعة التي تتطلب التخلص من الانغلاق على الذات.

وشدد الفيصل على أهمية عدم إغماض الأعين عن النظرة السلبية التي ينظر بها الغرب إلى السعودية، مؤكدا أهمية تحويل الفئات الشعبية المعادية للرياض إلى أقليات في بلدانهم، عبر الانفتاح والوضوح، والبعد عن التضليل، الذي قال إنه «خطر غير مبرر، يؤدي إلى تصعيد الأزمات». ورأى الأمير تركي الفيصل أن من سبل نجاح الدبلوماسية الشعبية في الدول الغربية تمتع رئيس البعثة الدبلوماسية بحسن الإلقاء، والقدرة على المناظرة والجدل والحوار.

وفي موضوع آخر، وجه الأمير تركي الفيصل انتقادات شديدة اللهجة لمنظمة العفو الدولية، التي قال إن لديها نزعة تحقيرية في انتقاداتها تجاه الآخرين، خلافا لمنظمة «هيومين رايتس ووتش» وهي منظمة أميركية حقوقية مستقلة.

وأعلن الفيصل عن صدور موافقة مبدئية من بلاده لاستقبال وفد من منظمة العفو الدولية، فيما ترددت أنباء أن زيارة المنظمة الدولية ستكون خلال العام الجاري. وأكد الأمير تركي الفيصل على أهمية التواصل مع المنظمات الحقوقية في العالم، وخصوصا منظمة العفو الدولية. وقال «التواصل مع هذه المنظمة أمر مهم، وفي حال لم يأتوا، ليس هناك مانع من أن يذهب وفد من الحقوقيين السعوديين إليهم لمحاججتهم في تقاريرهم حول الوضع الحقوقي في المملكة».

وقال الفيصل «لا يجب أن نخجل أن لدينا من مآخذ على وضعنا، كمثل دول أخرى، طالما تشدقت بالحفاظ على حقوق الإنسان»، مؤكدا أنه ليس هناك دولة إلا وتوجد بها مثالب وقصور في كثير من الأمور، معولا على الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية «أن تعمل قريبا على إصدار تقارير حقوقية حول الوضع الإنساني في العالم، يكون وفقا لمنظورنا نحن».