البيت الأبيض يبحث عن «قيصر» للإشراف على الحربين في العراق وأفغانستان

بدرجة مساعد للرئيس.. و3 جنرالات رفضوا العرض بسبب نفوذ «الصقور» في الإدارة الأميركية

TT

يسعى البيت الأبيض إلى تعيين شخصية كبيرة في منصب «قيصر» أو بمعنى «كبير مراقبي» الحرب في العراق وأفغانستان، بدرجة مساعد للرئيس لديه سلطة اصدار التعليمات للبنتاغون ووزارة الخارجية وغيرها من الوكالات، الا انه يجد صعوبة في العثور على أي شخص قادر أو راغب لشغل هذا المنصب، طبقا لأشخاص قريبين من الموقف.

ورفض ثلاثة جنرالات متقاعدين، اتصل بهم البيت الابيض في الاسابيع الأخيرة طرح اسمائهم للمنصب، طبقا لما ذكرته المصادر. مما يؤكد الصعوبات التي تواجهها الادارة في اقناع كبار جنرالاتها بالانضمام الى الفريق بعد خمس سنوات من الحرب. وقال الجنرال البحري جون شيهان الذي كان من كبار قادة حلف الاطلنطي وكان من بين الجنرالات الذين رفضوا المنصب «القضية الاساسية هي، انهم لا يعرفون الى اين يمضون». وأعرب شيهان عن اعتقاده ان نائب الرئيس تشيني وحلفاءه من الصقور لا يزالون اقوياء داخل الادارة اكثر من البراغماتيين الذين يبحثون عن طريق للخروج من العراق. وأضاف شيهان: «لذلك اخترت أن أقول: لا شكرا بدلا من أن أذهب إلى هناك (العراق) وأصاب بقرحة في المعدة».

ولم يكشف البيت الأبيض عن اهتمامه بإنشاء مثل هذا المنصب، ويأمل في العثور على شخصية يمكن للرئيس بوش اختياره وتعيينه فورا. وذكر مسؤولون انهم يدرسون البدائل حول كيفية اعادة تنظيم عملية اختيار هذا الجنرال.

ويرجع اهتمام الادارة بالفكرة من القلق بخصوص تنظيم الجهود العسكرية والمدنية في العراق وافغانستان من أجهزة الحكومة المختلفة. وتتنازع كل من وزارتي الدفاع والخارجية بخصوص ادوارهما ومسؤوليتهما في العراق، مما يدفع البيت الابيض للتدخل. وتجدر الاشارة الى ان صاحب أعلى منصب في البيت الأبيض يتحمل مسؤولية مباشرة عن الحرب هو نائب رئيس مجلس الأمن الوطني ميغان اوسليفان، المسؤول امام مستشار الأمن الوطني ستيفين هارلي وليس لديه سلطات لإصدار اوامر للوكالات الحكومية. والقيصر الجديد سيكون مسؤولا مباشرا امام بوش وسيحمل منصب مساعد الرئيس. ولديه السلطة لإصدار الاوامر متعديا الوكالات الاخرى.

ويبحث البيت الأبيض عن شخص له شخصية قوية وثقة للتعامل مباشرة من كبار الشخصيات في الادارة مثل كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية ووزير الدفاع روبرت غيتس. وذكرت المصادر انه بالاضافة الى شيهان، جس البيت الأبيض نبض الجنرال المتقاعد جاك كين وجنرال الجو المتقاعد جوزيف رالستون، اللذين قالا انهما غير مهتمين. ورفض رالستون التعليق، اما كين فأكد انه رفض العرض قائلا «لقد تمت مناقشته قبل اسابيع».

تجدر الاشارة الى ان الجنرالات الثلاثة الذين رفضوا المنصب يعتبرون من رجال الإدارة. وكان كين نائب رئيس اركان البحرية، وواحدا من المدافعين عن ارسال قوات للعراق، وقدم لبوش خطة لزيادة القوات خلال لقاء في المكتب البيضاوي في ديسمبر (كانون الاول). وقد تبنى الرئيس الخطة في شهر يناير (كانون الثاني).

اما رالستون، الذي شغل منصب نائب رئيس هيئة الاركان المشتركة فقد اختارته رايس في شهر اغسطس (آب) الماضي للعمل كممثل شخصي لها لمواجهة حزب العمال الكردستاني (تركي)، وهي جماعة تعتبرها الولايات المتحدة ارهابية.

وخدم شيهان وهو ضابط في مشاة الاسطول لاكثر من 35 سنة، في مجلس سياسة الدفاع الذي يقدم الاستشارات للبنتاغون في بداية عهد بوش وفي وقت من الاوقات طرح وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد اسمه كرئيس لهيئة الاركان. وهو يعمل الآن مسؤولا تنفيذيا في شركة بكتل غروب لتطوير مشاريع النفط في الشرق الأوسط. وقد رفض غورزدون جوندرو المتحدث بإسم مجلس الامن الوطني مناقشة الاتصالات مع المرشحين، ولكنه اكد ان المسؤولين يدرسون تعيين «قيصر».

* خدمة «واشنطن بوست» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)