«معاريف»: بعد تردد.. إسرائيل توافق على إطلاق أسرى فلسطينيين مدانين بقتل يهود

TT

قالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية امس ان الحكومة الإسرائيلية تراجعت عن موقفها المعلن برفض الإفراج عن أي أسير فلسطيني أدين بقتل إسرائيليين، ضمن صفقة تبادل الأسرى لقاء الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شليط. وذكرت الصحيفة أنه خلال جلسة مشاورات عقدها طاقم حكومي برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت اتفق على أن تقبل اسرائيل بالافراج عن بعض الأسرى الفلسطينيين الذين شاركوا في تنفيذ عمليات قتل ضد إسرائيليين، الواردة اسماؤهم في قائمة الاسرى التي نقلها الطرف المصري للجانب الإسرائيلي، غير أن الحكومة الإسرائيلية اتفقت على عدم الافراج عن جميع هؤلاء الاسرى، مشيرة الى أن بعضهم ادين بقتل عشرات الإسرائيليين.

وحول عدد الأسرى الذين من الممكن أن توافق اسرائيل على اطلاق سراحهم، قالت الصحيفة إنه لا يتجاوز 450 اسيرا. ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة قولها ان حماس تعمدت حشو القائمة بعدد كبير من اسماء كبار عناصرها المسؤولين عن قتل العشرات من الإسرائيليين، مشددة على أن اسرائيل «لن تحرر الكثير من القتلة ممن سال دم مدنيين إسرائيليين على ايديهم». واعتبرت المصادر أن حماس بعثت بقائمة «اشكالية» عن قصد، وذلك للشروع في المفاوضات من نقطة بداية عالية قدر الامكان. وجاء في بيان أصدره مكتب اولمرت في ختام المداولات أن اولمرت «عقد مداولات أمنية أولى حول قائمة السجناء التي نقلت الى اسرائيل في اطار الجهود المصرية للمساعدة في تحرير الجندي المخطوف جلعاد شليط. واُعرب خلال هذه المداولات عن خيبة الامل والتحفظ، ازاء قائمة السجناء التي تطالب حماس بتحريرهم. وستواصل اسرائيل اتصالاتها مع مصر في هذا الموضوع. وبودنا أن نشدد على أنه رغم وجود تقدم معين في المفاوضات، الا ان الطريق لاستكمالها لا تزال طويلة». وشارك في هذه المداولات ايضا وزير الدفاع عمير بيرتس، ورئيس المخابرات الداخلية «الشاباك» يوفال ديسكن، ورئيس الموساد مئير دغان، والمفاوض الرئيسي في هذه القضية عوفر ديكل.

وتضم القائمة حسب الصحيفة، حسن سلامة القيادي في «كتائب عزالدين القسام»، الجناح العسكري لحماس المدان بالمسؤولية عن عمليات تفجيرية هزت اسرائيل عام 1996 واسفرت عن مقتل العشرات، مما ادى الى اسقاط حكومة حزب العمل بقيادة شيمعون بيريس وصعود حزب الليكود بزعامة بنيامين نتانياهو.

وزعم وزير الاسكان الإسرائيلي مئير شطريت في تصريحات للاذاعة العبرية الرسمية صباح امس ان اسم الاسير المعتقل مروان البرغوثي امين سر حركة فتح في الضفة الغربية ليس على قائمة الاسرى المطلوب الافراج عنهم، الأمر الذي نفته مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، بالتأكيد على أن البرغوثي على رأس القائمة. يذكر أن صحيفة «جيروسلم بوست» الإسرائيلية زعمت يوم الأحد الماضي أن قيادات فلسطينية اعربت لاسرائيل عن تحفظها عن الإفراج عن البرغوثي ضمن صفقة تبادل الاسرى، على اعتبار أن هذه الخطوة قد تعزز موقف حماس.

من ناحيته قلل يحيى موسى نائب رئيس كتلة حماس البرلمانية من اهمية تحفظ الحكومة الاسرائيلية على قائمة الأسرى، مبدياً ثقته في أنها في النهاية سترضخ للمطالب الفلسطينية. وقال موسى في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «ندرك صعوبة المفاوضات الجارية مع حكومة الاحتلال وأنها ستمر بمحطات وعقبات كثيرة، لكننا متيقنون أن الاحتلال ليس أمامه من خيار لإطلاق سراح الجندي الأسير شليط سوى بالاستجابة لمطالب فصائل المقاومة»، وأضاف «حكومة الاحتلال كانت ترفض في البداية مبدأ تبادل الأسرى والتعامل بتبادلية متزامنة ومعايير متفق عليها، لكنها مع الوقت تراجعت تدريجياً بما يؤشر على خضوعها المؤكد للمطالب الفلسطينية في النهاية». وعبر موسى عن ثقته في جهود الوسيط المصري وما يبذله لإتمام الصفقة، مؤكداً أن توقيت عقد صفقة تبادل الأسرى وإنجازها مرتبط بمواقف حكومة أولمرت.