السنيورة: الطامعون بدويلات في لبنان كثيرون والحديث عنها لا يوصل إلا إلى الانقسام تعليقا على قول نصر الله «عندما تصبحون دولة تحدثوا معنا»

تعليقا على قول نصر الله «عندما تصبحون دولة تحدثوا معنا»

TT

اكد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ان لبنان «لا يزال في حاجة الى تضامن من ابنائه وتعاون اخوته معه» لتنفيذ الاصلاحات المطلوبة. وقال: «ان الطامحين والطامعين بدويلات ونفوذ كثيرون. والمطلوب دعم المؤسسات». وفي رد على كلام الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله الاحد الماضي، اعتبر السنيورة ان قوله «عندما تصبحون دولة تعالوا وتحدثوا معنا» «لن يوصل الا الى طريق الانقسام وتراجع لبنان... وطريق اللادولة والصعوبات».

تحدث السنيورة في افتتاح الاجتماع السنوي للهيئات المالية العربية في بيروت امس. واكد ان «قيام الدولة في لبنان لا يكون بان يتمسك كل طرف بمصالحه، بل بان ندعم قيام المؤسسات وليس محاربتها، وباحترام آليات النظام الديمقراطي وليس تدميرها وتجاوزها».

وقال: «منذ اجتماعكم الاخير في الرباط وقبل سنة من الآن، تعرض لبنان الى اشرسِ هجمة عدوانية عرفها تاريخه من قبل آلة قتل غاشمة فاجرة هدفت الى اعادته عشرين سنة الى الوراء. فقد استهدفت تقطيع شرايينه وأوصاله وطرقه وبناه التحتية وتدمير مؤسساته الرسمية والمدنية والتجارية وبنيته السكانية بهدف تشريد سكانه وضرب استقراره وهز صيغة العيش المشترك بين ابنائه. لكن لبنان الذي صمد في وجه هذه الهجمة الاجرامية الاسرائيلية انما نجح في الصمود وفي رد العدوان بفضل عاملين اثنين: وحدته الوطنية الداخلية وتضامن الاشقاء والأصدقاء معه».

وتابع: «لقد قاوم لبنان العدوان الاسرائيلي وكافح ونجح في منع اسرائيل من الانتصار. وهو يجهد ومعه اللبنانيون في التصدي لآثار العدوان ونتائجه. كما نجحت الحكومة اللبنانية في وقف العدوان ومنعه من ارتكاب المزيد من الدمار لبناه التحتية ومنشآته الاقتصادية وكذلك في دفع اسرائيل الى الانسحاب من الاراضي اللبنانية التي احتلت حديثاً. وهذا ليس بالإنجاز البسيط. كما نجحت الحكومة اللبنانية ايضاً في اقرار الصيغة المعدلة للقرار 1701 وفي نشر الجيش اللبناني على الحدود الدولية الجنوبية للبنان لأول مرة منذ اكثر من 30 سنة. لكنّ لبنان لا يزال امامه الكثير لإنجازه من اجل استعادة كامل حقوقه ومواقعه ومن اهمها: اولا، الوصول إلى تطبيق كامل لوقف النار في الجنوب وذلك بعد وقف الخروق الاسرائيلية اليومية للسيادة اللبنانية براً وجواً. ثانياً، السعي الى تحرير مزارع شبعا بدءًا من وضعها تحت وصاية الامم المتحدة الى ان يتم ترسيم الحدود بين لبنان وسورية. وهذا يعني دفع اسرائيل للانسحاب منها تمهيداً لبسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل اراضيها بقواها الذاتية الشرعية المسلحة. ثالثا، جلاء الحقيقة، حقيقة جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والجرائم الاخرى، وذلك عبر قيام المحكمة ذات الطابع الدولي باعتبارها الرادع الوحيد امام استمرار اعمال الجرائم والاغتيالات التي يتعرض لها لبنان وقادته منذ 30 سنة».

واشار السنيورة الى «ان الصعوبات التي تواجهها الدولة اللبنانية على طريق قيامها وتدعيم مؤسساتها ليست مسألة سهلة. فالطامحون والطامعون بدويلات وسلطات نفوذ كثيرون. وكل طرف منهم يبرر وجوده بغياب او بضعف الدولة بدلاً من ان يسهم في تعزيز قيامها واقدارها على القيام بدورها في حماية وضمان حاضر اللبنانيين ومستقبلهم. لذلك فإننا نعتبر ان قيام الدولة في لبنان لا يكون بان يتمسك كل طرف بمصالحه وما يريد. بل ان قيام الدولة يكون بأن ندعم قيام المؤسسات بالفعل وليس عبر محاربتها، وباحترام آليات النظام الديمقراطي لا تدميرها وتجاوزها. فالدول انما تبنى باحترام ابنائها لمؤسساتها الدستورية. اما القول: عندما تصبحون دولة تعالوا وتحدثوا معنا (كلام نصر الله) فلن يوصل الاّ إلى طريق نعرفه وهو طريق الانقسام وطريق تراجع لبنان وطريق اللادولة، ذلك ان الدولة لا تقوم الا بتعاون جميع اللبنانيين بغض النظر عن الاتجاهات والآراء».

وخلص الى القول: «ان انتصار مفهوم الدولة الديمقراطية والالتزام به ليس في الواقع الا انتصارا لجميع اللبنانيين وتقويضها هو تقويض لمستقبل جميع اللبنانيين، وان الصعوبات التي يمر بها لبنان في هذه الايام ليست الاولى ولن تكون الاخيرة، لكن الاساس في كل ذلك هو ماذا نريد نحن وكيف يمكن ان نواجه هذه الصعوبات. ولذلك فإننا نرى ان الاصرار على السير في طريق المستقبل والبناء والتطوير والوحدة الداخلية بين اللبنانيين هو الطريق الوحيد الذي يستحق سلوكه العناء والكفاح من اجل قَطعه».