قالت مصادر يمنية أمس إن أجهزة الأمن في صنعاء اعتقلت خلية من الحوثيين، في الوقت الذي تشتد درجة الصراع المسلح بين قوات الجيش والمتطوعين من القبائل، وبين الحوثيين، في عدد من المديريات في محافظة صعدة، التي تقع على بعد 242 كيلومترا شمال العاصمة اليمنية. وقالت المصادر إن الأمن اعتقل خلية إرهابية تابعة للتمرد، الذي يقوده عبد الملك الحوثي منذ عدة أسابيع، وتتكون من 7 أشخاص قبضت عليهم أجهزة الأمن في منزل يقع بحي الجراف شمال العاصمة.
وأشارت المصادر إلى ان هذه الخلية قد تقود إلى كشف العديد من الخلايا التابعة تنظيميا للحوثيين. وقالت المصادر إن التحقيقات الأولية التي أجريت مع المعتقلين، كشفت كذلك عن نشاط للعديد من العناصر الموالية والتابعة للحوثيين في العاصمة.
وتأتي هذه المعلومات، في الوقت الذي أعلن مجلس الدفاع الوطني، الذي يرأسه الرئيس علي عبد الله صالح حصول السلطات اليمنية على معلومات تمخضت عن نتائج لتحقيقات أجريت مع عدد من الحوثيين. وقالت المصادر الرسمية بهذا الخصوص، إن مجلس الدفاع الوطني اطلع على نتائج التحقيقات والاعترافات الخطيرة، التي أدلى بها بعض المقبوض عليهم من تلك العناصر الإرهابية، والتي كشفت حقيقة الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها تلك العناصر من خلال أعمالها الإجرامية بحق الوطن والمواطنين، وفي مقدمة تلك الأهداف الانقلاب على النظام الجمهوري. ونقلت المصادر الرسمية عن اجتماع مجلس الدفاع اليمني، أن تلك النتائج للتحقيقات التي تمت مع المعتقلين من الحوثيين كشفت أن الشعار الذي يرفعه الحوثيون «الموت لأميركا الموت لإسرائيل»، ليس سوى ذريعة لخداع البسطاء من الذين يتم التغرير بهم وتضليلهم، لإخفاء الأهداف الحقيقية والتآمرية التي تسعى تلك العناصر الإرهابية الظلامية لتحقيقها، من خلال اللجوء إلى حمل السلاح في وجه المؤسسات الدستورية والخروج عن النظام والقانون وارتكاب الجرائم بحق المواطنين وأفراد القوات المسلحة. كما ناقش مجلس الدفاع الوطني اليمني تطورات الأوضاع في محافظة صعدة، في ضوء ما تقوم به القوات المسلحة والأمن من تصد للعناصر الإرهابية، التي أشعلت الفتنة في بعض من مديريات هذه المحافظة، وما ترتكبه تلك العناصر من أعمال تخريبية ضد المواطنين وأفراد القوات المسلحة والمنشآت العامة. بينما لم تستبعد المصادر، بشأن القبض على الخلية الحوثية في صنعاء، من أن يكون أغلب العناصر من الخلايا النائمة ينشطون فكريا وإعلاميا. وكان الأمن في صنعاء قد اعتقل خلية من الحوثيين تتكون من 36 عنصرا في نهاية التمرد الثاني في أبريل (نيسان) 2005، الذي تتهم السلطات الشيخ بدر الدين الحوثي الأب بقيادة ذلك التمرد وتمت محاكمتهم من قبل محكمة البدايات المتخصصة، وحكمت على المتهمين بعقوبات تفاوتت بين الإعدام لمن تعتقد إنه زعيم هذه الخلية وبين السجن لسنوات مختلفة لباقي القائمة.