حركة تحرير السودان تحذر الاتحاد الأفريقي من تحليق طائراته فوق مناطق سيطرتها

واشنطن تؤجل فرض عقوبات على الخرطوم

TT

حذرت حركة تحرير السودان الرافضة لاتفاق ابوجا لسلام دارفور، قوات الاتحاد الافريقي، التي تراقب اتفاقا هشا بين الحكومة السودانية واحد فصائل حركات دارفور، من تحليق طائراتها فوق الاراضي التي تسيطر عليها الحركة، وان تطلب تصريحا من قادة القطاعات العسكرية في المواقع التي تسيطر عليها، قبل اي تحرك داخل تلك المواقع، والا فانها ستتعامل معها على انها قوات معتدية، وأعلنت تجميدها كافة لجان التنسيق مع بعثة الاتحاد الافريقي في الاقليم.

وقال الناطق الرسمي لحركة تحرير السودان الرافضة لاتفاق ابوجا لسلام دارفور، عصام الحاج لـ«الشرق الاوسط» امس، ان الاتحاد الافريقي فقد حياديته، بعد التصريحات التي ادلى بها رئيس مفوضية الاتحاد الفا عمر كوناري، بتأييده لموقف الحكومة السودانية في رفض نشر قوات دولية في اقليم دارفور، مضيفا «لقد مددنا حبال الصبر وتحملنا اخطاء الاتحاد الافريقي في دارفور وانحيازه الاعمى الى جانب الحكومة». وقال ان الاتحاد الافريقي اصبح في حكم غير الموجود، مشيرا الى ان تنفيذ القرار 1706 الصادر من مجلس الدولي، هو الحد الادنى في تعامل حركته، وقال «لا نقبل أية تسوية في ما يتعلق بقرارات الشرعية الدولية في قضية دارفور».

وفي واشنطن قال المبعوث الاميركي الخاص للسودان أندرو ناتسيوس امس، ان بلاده قررت أن تؤجل لعدة أسابيع فرض عقوبات جديدة على السودان، بسبب أسلوب معالجته لازمة دارفور، لمنح الامم المتحدة مزيدا من الوقت للتفاوض مع الخرطوم.

وقال المبعوث الخاص للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الاميركي، ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون طلب من الولايات المتحدة في نهاية الشهر الماضي الانتظار من أسبوعين الى أربعة أسابيع لتمكينه من التفاوض بشأن نشر القوة المختلطة لحفظ السلام التابعة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور، التي يرفضها السودان حتى الان.

ونقلت رويترز عن ناتسيوس قوله «احتراما للامين العام للامم المتحدة أجلنا». وكانت الولايات المتحدة تستعد في نهاية الشهر الماضي لفرض العقوبات الاشد صرامة. ومن بين العقوبات التي كانت الولايات المتحدة تعتزم فرضها على الخرطوم اضافة 29 شركة سودانية لقائمة حالية تحوي 130 شركة فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليها. وبالإضافة الى ذلك كانت واشنطن تعتزم فرض مزيد من القيود على تحويلات الشركات السودانية بالدولار وفرض حظر للسفر والتعاملات المصرفية على ثلاثة أفراد، من بينهم قائد للمتمردين.

وفي الخرطوم كشفت الحكومة السودانية انها اعترضت على نشر طائرات من طراز الهيلكوبتر مجهزة بأسلحة هجومية فى اقليم دارفور، في اطار اتفاق جرى توقيعه الاثنين الماضي في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا، بينها وبين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي، اقر تفاصيل ما يعرف بـ«حزم الدعم الثقيل» لإقليم دارفور.

وانهى رئيس دولة جنوب افريقيا تامبو مبيكي امس زيارة للسودان استغرقت يومين، امضاهما بين العاصمة الخرطوم، وجوبا عاصمة حكومة جنوب السودان، ابلغته الحكومة السودانية خلالها برغبتها الملحة في تجسير هوة الخلاف بينها وبين المجتمع الدولي بشأن مجمل القضايا.

وقال الدكتور لام اكول وزير الخارجية السوداني، في تصريحات للصحافيين امس، ان الجانبين ناقشا التطورات التي تمت منذ اجتماع مجلس السلم والأمن، الذي انعقد في ابوجا، وعبرا عن سعادتهما بالتقدم الذي حدث، وتحديدا في اجتماع اديس ابابا الاثنين الماضي، الذي اقر طبقا لأكول حزمة الدعم الثقيل، مبينا ان الكرة الآن في ملعب الامم المتحدة لإصدار قرار بتمويل العملية المشتركة في دارفور. وقطع اكول بتطابق رؤى البشير ومبيكي بان العملية السلمية، هي التي تستحق الاسبقية القصوى.

وأعلن الاتحاد الافريقي امس مقتل جندي وإصابة اثنين من افراد قواته بدارفور في هجوم نفذه مسلحون اول من امس.