المغرب يسلم مقترح الحكم الذاتي إلى كي مون.. والبوليساريو ترد بمشروع مضاد

مراقبون: رد فعل الجبهة انتصار دبلوماسي أولي للرباط

TT

سلم المغرب امس الى الامم المتحدة مشروع الحكم الذاتي الموسع في الصحراء، الذي يروم وضع حد للنزاع، الذي طال امده بين الرباط وجبهة البوليساريو، التي تدعمها الجزائر.

وقام بتسليم المشروع، الذي حمل اسم «المبادرة المغربية للتفاوض بشأن الحكم الذاتي بالصحراء المغربية»، الى بان كي مون، المصطفى ساهل، سفير المغرب لدى الامم المتحدة.

وبالموازاة مع ذلك، سلمت جبهة البوليساريو امس الى كي مون، مقترحها لحل النزاع تشبها بالخطوة التي قامت بها الرباط .

ووصف محمد عبد العزيز، أمين عام البوليساريو، المشروع بالبناء والمرن، طبقا لما صرح به لوكالة اروبا برس الاسبانية، مضيفا أنه يضمن ما أسماه «الحقوق الوطنية للشعب الصحراوي». ولم يعط عبد العزيز تفاصيل أكثر عن المشروع، الذي قدم إلى كي مون، على اعتبار أن الجهة التي سلم إليها ستتولى الإفصاح عن مضمونه.

وفي سياق ذلك، قال محمد نبيل بن عبد الله، وزير الاتصال (الاعلام) المغربي، ان بلاده لا تعلم أي شيء عن مقترح البوليساريو، الذي يروم التمويه والتشويش على المشروع المغربي، الذي لقي تجاوبا دوليا كبيرا.

ووصف الوزير بن عبد الله المقترح المغربي بانه قابل للتفاوض ومفتوح، تبغي بلاده من خلاله، ايجاد حل نهائي لنزاع الصحراء المفتعل. وشكلت جاكرتا المحطة الاخيرة ضمن جولات الموفدين المغاربة لشرح الخطوط العريضة للمقترح المغربي، فقد حل وزير الخارجية، محمد بن عيسى، اول من امس بها، حيث سلم رسالة حول الموضوع من الملك محمد السادس الى رئيس اندونيسيا، العضو غير الدائم في مجلس الأمن منذ يناير (كانون الثاني) الماضي.

ولوحظ ان حديث جبهة البوليساريو، عن مشروعها يتضمن عبارات ونعوتا تشبه ما وصف به المشروع المغربي من طرف عدد من الدول، التي زارها الموفدون المغاربة. فالجبهة تقول إن مشروعها مفتوح للتعاون وإقامة علاقات جوار مع المغرب ومجموع دول المنطقة. وبالإضافة إلى التنصيص على مبدأ تقرير المصير، تتضمن الوثيقة المعروضة من قبل البوليساريو عناصر أخرى من قبيل الإشارة إلى إمكانية قيام علاقات اقتصادية وتجارية وحتى أمنية مع المغرب. وبرأي الملاحظين، فإن التقليد الشكلي للمغرب في خطوته الدبلوماسية من قبل البوليساريو، يعكس بوضوح الحرج الذي شعرت به الجبهة التي حاصرها الاستقبال الإيجابي الذي قوبل به المقترح المغربي في المحافل الدولية، على اعتبار أنه إطار جدي يتسم بصفة الإجرائية والقابلية للتطبيق، كما أنه لا يظهر المغرب بصفة المنتصر الظافر، بقدر ما هو متسامح مع الذين رفعوا السلاح في وجه أبنائه.

ويعتقد المتتبعون لتطورات نزاع الصحراء، أن رد فعل البوليساريو، يعد انتصارا دبلوماسيا أوليا للمغرب، إذ ما دامت الجبهة قد قدمت بدورها مشروعا،كيفما كان مضمونه.