وزيرة السياحة الباكستانية: لا أعترف بأي فتوى أصولية ضدي

نيلوفار بختيار لـ«الشرق الأوسط»: الإسلام لا يسمح بالتشهير وقذف الناس.. ومَنْ طالب بإقالتي غير مؤهل شرعاً

TT

قالت وزيرة السياحة الباكستانية، نيلوفار بختيار، انها لا تخاف من تهديدات الاصوليين الذين طالبوا باقالتها بعد ان شاهدوا صورتها وهي تحتضن معلمها المخضرم في فرنسا عند هبوطها للارض بعد القيام بقفزة بالمظلة. وقالت في تصريحات خاصة لـ«الشرق الاوسط» انها لا تخاف من الاصوليين لأن زملاءها في الحكومة والرئيس مشرف والشعب الباكستاني يؤيدها. وجاء ذلك في الوقت الذي فرضت فيه السلطات الباكستانية حراسة مشددة على وزيرة السياحة بختيار. وسعيا لـ«عقاب» بختيار، أكد الاصوليون أن أفعال الوزيرة انتهكت تعاليم الاسلام وخالفت القيم الاجتماعية المتمثلة في الفصل بين الجنسين.

وشكل مديرو المسجد الاحمر محكمتهم الاسلامية الخاصة يوم الجمعة الماضي وأمهلوا الحكومة شهرا كموعد نهائي لتطبيق الشريعة الاسلامية في البلاد. وردت الوزيرة الباكستانية بختيار على طوفان الانتقادات الذي انفجر ضدها من التيار الاصولي القوي «أنا لا أعترف بأي فتوى ضدي، فالمحكمة غير الشرعية لم تتحرَّ الحقائق وأصدرت الفتوى المزعومة دون أي أسس». وقالت ان الذين أصدروا الفتوى ضدها ليس لهم درجات علمية شرعية تؤهلهم لذلك». وتابعت قولها: «الإسلام لا يسمح بالتشهير وقذف الناس. أنا شاركت في عرض مظلي وقفزت من ارتفاع 6000 متر لتأمين صناديق مالية للأطفال الذين تأثروا بزلزال 8 أكتوبر (تشرين الاول) 2005 في منطقة أزاد كشمير». وأضافت: «أنا فعلت ما كان يتوجب عليّ فعله بإخلاص ولا أخاف إلا الله». وتابعت قولها: «لم أفعل شيئًا ضد تعاليم الإسلام، فأنا أفضل تدينًا من هؤلاء الذين ينتقدونني؛ لأنني عانقت رجلاً يبلغ من العمر 71 عامًا». وقالت ان المرأة تحت حكم الرئيس برويز مشرف حققت كثيرا من الانجازات، ولكن هناك بعض فئات المجتمع يريد إرجاع المرأة الى الصفوف الخلفية. وشددت بختيار على أنها ستستمر في تطبيق سياسة الرئيس مشرف «للتحديث المستنير للبلاد»، وقالت: «لن أخاف من هذه الفتاوى غير المعترف بها، بل سأقفز ثانية مع المظليين لو سنحت لي الفرصة مرة أخرى».

ووقعت الأزمة أثناء زيارة الوزيرة بختيار لفرنسا للمشاركة في معرض «زوروا باكستان» السياحي بهدف الترويج للسياحة في البلاد، حيث شاركت الوزيرة على هامش زيارتها في عرض مظلي؛ لجمع تبرعات للمتضررين من زلزال أكتوبر 2005. والطلب الذي جاء في الفتوى الاصولية هو أحدث تحد لحكومة الرئيس مشرف من المسجد الاحمر المؤيد لطالبان.

وقال مولانا عبد العزيز، امام مسجد المسجد الاحمر في اسلام اباد الاثنين الماضي، انه يجب عزلها. وقال عبد العزيز: «تصرفها غير اسلامي ويتعارض مع قواعدنا الاجتماعية. اساءت للاسلام. تجب معاقبتها». ويجب عدم النظر باستخفاف الى مثل هذه النداءات. ففي فبراير (شباط)، قتل مسلم متعصب وزيرة بحكومة اقليم البنجاب بالرصاص لاعتقاده بأن النساء يجب ألا يشتغلن بالسياسة. وحكم على المسلح بالاعدام الشهر الماضي. ونشرت الصحف الباكستانية صورًا لبختيار مرتدية سترة المظليين الملوّنة خلال مشاركتها في قفزة بالمظلة. وظهرت في بعض الصور وهي جالسة بين ساقي مدربها في الطائرة قبل أن تقفز منها، وفي صور أخرى ظهرت وهي تعانق مدربها الفرنسي بعدما نجحت في الهبوط إلى الأرض، مما أثار انتقادات كبيرة من الجماعات الإسلامية وأحزاب سياسية ونواب في البرلمان الباكستاني.