مصادر فرنسية: شيراك دعم ساركوزي مقابل صفقة تحميه من الملاحقة

مرشح اليمين للانتخابات يقود حملة «أكثر فاعلية» من رويال

TT

أفادت صحيفة فرنسية أمس، بأن الرئيس الفرنسي جاك شيراك قدم دعمه لمرشح اليمين للانتخابات الرئاسية المقبلة، نيكولا ساركوزي، مقابل تعهد قدمه هذا الأخير بسن قانون يحمي شيراك من أية ملاحقة قانونية مستقبلية، في حال انتخابه. ونقلت صحيفة لوكانار انشينيه الاسبوعية عن مصدر «مقرب» من شيراك إن ساركوزي وعد بسن قانون يتضمن عفوا عن شيراك، في يوليو (تموز) المقبل في إطار إصلاح قانون جنح الأحداث الصادر عام 1945. وكان شيراك أعلن الشهر الماضي تأييده لساركوزي.

وفي حال سن هذا القانون فإنه سيتم تبرئة شيراك من كافة المخالفات التي ارتكبها عندما كان يشغل منصب عمدة باريس في الفترة من 1977 إلى 1995. وكان حكم بالسجن لمدة 14 شهرا مع وقف التنفيذ قد صدر بحق رئيس الوزراء الاسبق آلن جوبيه، والذي كان مساعداً لشيراك في بلدية باريس، بسبب ضلوعه في تلك المخالفات. وكان شيراك خلال توليه منصبه الرئاسي قد خضع للتحقيق القضائي عدة مرات بشبهة اللتورط في تمويل حزبه بصورة غير قانونية من خلال مشروعات التوظيف الوهمية. غير أنه أنكر بشدة ارتكابه أي مخالفة وساعدته حصانته الرئاسية على عدم مثوله أمام القضاء مكتفيا فقط بالادلاء بشهادته. لكن حصانته ستنتهي بعد انتهاء ولايته في السابع عشر من الشهر المقبل.

إلى ذلك، كثف المرشحون لانتخابات الرئاسة جهودهم لإقناع ملايين الناخبين الذين لم يحسموا خيارهم بعد، وذلك قبل 11 يوماً فقط من الدورة الاولى من الانتخابات. وبعد عطلة عيد الفصح، ضاعف المرشحون الـ12 اعتبارا المقابلات والتنقلات سعيا لاجتذاب المترددين، في وقت تشير استطلاعات الرأي الى ان مرشح اليمين ساركوزي يقود الحملة الاكثر فاعلية على خلاف المرشحة الاشتراكية سيغولين رويال. وتثير استراتيجية رويال الانتخابية الكثير من التساؤلات وقد تراجعت نسبة المؤيدين لها الى 22 ـ 26% في استطلاعات الرأي، فيما يبقى ساركوزي زعيم الاتحاد من اجل حركة شعبية في طليعة المرشحين بحصوله على 26 الى 32% من نوايا الاصوات. ويبقى الهدف المشترك للنشاط المكثف الذي يبذله جميع المرشحين اقناع اكبر عدد ممكن من المترددين الذين لم يسبق ان كانوا بهذه الاعداد قبل اسبوعين من استحقاق رئاسي.

ويشير تحقيق نشرت نتائجه الاحد الماضي ان بين الناخبين 18 مليونا من المترددين ما يمثل 42% من الفرنسيين. وعلق الخبير السياسي رولان كيرول من معهد «سي.اس.آ» لاستطلاعات الرأي «ان العديدين سيحسمون امرهم في اللحظة الاخيرة»، مضيفا «لقد دخلنا عصر الناخب المستهلك الذي يتنقل» بين البرامج والطروحات والمرشحين. ولفت الى ظاهرة «جديدة» هي ان بعض الناخبين لم يعودوا يترددون بين مرشحين بارزين بل بين ثلاثة اصحاب توجهات مختلفة هم ساركوزي ورويال ومرشح الوسط فرنسوا بايرو. ورأى كيرول انه اعتبارا من الآن فإن «اي حدث ذي مغزى في الحملة الانتخابية تتناقله وسائل الاعلام الكبرى يمكن ان يقلب النتائج». ويثير ساركوزي منذ بضعة ايام جدلا جديدا بشأن كلام ادلى به حول التعديات الجنسية على الاطفال وانتحار الشباب، بعد ان قال في مقابلة صحافية اجريت معه انه يميل الى الاعتقاد بأن المرء «يولد بنزوة التعدي جنسياً على الأطفال» وان الشبان الذين ينتحرون يعانون من ضعف جيني يجعلهم معرضين للاضطراب.

وتعكس هذه التصريحات رؤية جبرية ينقضها العديد من العلماء البارزين وترفضها الكنيسة. ويبقى ان ساركوزي هو الاكثر إقناعا بنظر الفرنسيين حيث اعتبر 65% منهم ان حملته الانتخابية «متينة» مقابل 45% لبايرو و34% لرويال و30% لمرشح اليمين المتطرف جان ماري لوبن، بحسب استطلاع للرأي نشرت نتائجه اول من امس. كما اعتبر الفرنسيون ان ساركوزي يقود الحملة بطريقة أكثر دقة وحداثة ومصداقية، وطرح أكبر عدد من الأفكار الجديدة، متقدما بفارق كبير على منافسته الاشتراكية من حيث مصداقية حملتها. واعتبر ساركوزي وبايرو الاقرب الى اهتمامات الناخبين. واللافت ان 46% فقط من الناخبين يعتبرون ان حملة سيغولين رويال تحاكي مشاغل الناخبين (مقابل 49% من رأي مخالف)، في حين ان الحزب الاشتراكي اختارها مرشحة عنه لاعتبارها «قريبة» من القاعدة الانتخابية.

وعلى صعيد آخر، فإن مواقف ساركوزي حول إحلال النظام وهيبة السلطة تحاكي تطلعات الفرنسيين في المرحلة الراهنة، وقد حرص المرشح اليميني على «تكريم عمل قوات حفظ النظام» الاثنين الماضي إثر مقتل شرطي عرضاً في مدينة ملاه. وتعرض جميع الشبكات التلفزيونية الرسمية منذ انطلاق الحملة رسمياً الاثنين الماضي الاعلانات الدعائية للمرشحين الـ12 المتنافسين، ويطغى عليها اسلوب كلاسيكي، فيما بدأت الملصقات تنتشر على اللوائح الاعلانية التي نصبت في جوار مراكز التصويت الـ85 ألفا المنتشرة في فرنسا.