المتحدث باسم الحكومة المغربية: لا نتوفر على عناصر تربط بين ما وقع في الدار البيضاء والجزائر

نبيل بن عبد الله: الشبكات الإرهابية مغربية * انتحاري يفجر نفسه أمام الملأ ويصيب 19

TT

قال محمد نبيل بن عبد الله ، وزير الاتصال (الاعلام)، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، ان ما عرفه المغرب اول من امس، ويوم 11 مارس (اذار) الماضي، من احداث ارهابية، وما عرفته الجزائر أمس من تفجيرات ارهابية، كلها اشياء تصب في مسألة تصاعد الخطر الارهابي، مشيرا الى ان سلطات بلاده سبق لها ان اكدت وجود هذا الخطر قبل اسابيع حينما طلبت الرفع من مستوى اليقظة والحذر والترقب، وضرورة التصدي له بقوة وعزيمة كبيرتين.

واوضح الوزير بن عبد الله، الذي كان يتحدث امس، في مؤتمر صحافي، ردا على سؤال لـ«الشرق الاوسط»، ان المعلومات التي تتوفر عليها السلطات المغربية حتى الآن بشأن احداث اول من امس في حي الفرح بالدار البيضاء، تبين ان ما وقع ناتج عن ملاحقة الأجهزة الامنية لنفس المجموعة، التي كانت وراء تفجير مقهى الانترنت في حي سيدي مومن الهامشي في 11 مارس الماضي.

واردف الوزير بن عبد الله قائلا: «يقيننا اليوم ان هذه الشبكات هي مغربية ـ مغربية، ولا نتوفر على عناصر تربط بين ما وقع في الدار البيضاء والجزائر العاصمة».

وكان انتحاري آخر قد فجر نفسه الليلة قبل الماضية في حي الفرح بمقاطعة الفداء بالدار البيضاء، ليرتفع بذلك عدد الانتحاريين الذين لقوا حتفهم إلى 4 ، واحد منهم توفي جراء اصابته برصاص الشرطة.

وقال شهود عيان ان الانتحاري الرابع فاجأ الجميع، مواطنين ورجال امن، حينما خرج حوالي الساعة السابعة مساء من بين الحشود التي كانت تتابع عملية محاصرة قوات الأمن لمبنى يعتقد انه كان مخبأ لأحد اعضاء الخلية الارهابية، وقام بدفع حاجز حديدي، وأخذ يكبر قائلا: الله اكبر «قبل أن يضغط على زر حوله الى أشلاء، صدم منظرها الحاضرين.

والانتحاري الرابع، الذي فجر نفسه اسمه سعيد بلواد، وهو من مواليد الدار البيضاء سنة 1976.

وقال شهود عيان ان الانتحاري ظل مختلطا بالناس مدة طويلة قبل أن يتوجه نحو مجموعة من رجال الأمن ضمنهم ضابط كبير، وعضو في مجلس بلدية المدينة، ويفجر نفسه وسطهم.

ونجا من هذا الحادث، الذي يبدو أنه كان يستهدف كبار المسؤولين الأمنيين، والي أمن الدار البيضاء أحمد عبروق، والمحافظ مدير الشؤون العامة في محافظة الدار البيضاء، المختار القاسمي البقالي.

وقال المختار كابوس، شاهد عيان، لـ«الشرق الأوسط» إن الانتحاري كان يقف وراءه متفرجا، مثل غيره من الناس، على رجال الأمن، وهم يتنقلون من سطح إلى آخر بحثا عن ارهابيين. وأضاف كابوس «ما لفت انتباهي هو الرائحة النتنة التي كانت تنبعث منه، الأمر الذي دفعني الى الابتعاد عنه، وما هي الا لحظات قليلة حتى لمحته يهرول خارج الحشود متوجها نحو مجموعة من رجال الأمن ليفجر نفسه وسطهم».

وخلف هذا الانتحاري اصابة 19 شخصا ضمنهم الرائد الصالحي، قائد أمن محافظة الحي الحسني، وسائقه، وعضو منتخب في مجلس بلدية المدينة.

وأسفرت تفجيرات اول من أمس عن سقوط 5 قتلى بينهم 4 إنتحاريين، ومفتش شرطة محمد زندبة، وإصابة 33 شخصا جلهم من المدنيين 7 منهم أصيبوا بجروح بليغة.

وبعث العاهل المغربي الملك محمد السادس برقية تعزية إلى أسرة مفتش الشرطة الراحل. وعبر ملك المغرب في هذه البرقية عن بالغ التأثر وعميق الأسى عقب تلقيه نبأ استشهاده خلال قيامه بواجبه الوطني والمهني.

وبعد أن أدان العاهل المغربي هذا العمل الإرهابي، الذي يستهدف المس بأمن واستقرار البلاد وسلامة المواطنين، ومقدساتها الإسلامية السمحة، وثوابتها الديمقراطية المنافية للإرهاب والعنف، استحضر الملك محمد السادس «بكل إكبار الروح البطولية التي جسدها الفقيد الغالي في سبيل أمن الوطن والمواطنين، حيث سيظل خالدا ومضرب المثل في التضحية في ذاكرتنا، وفي السجل الذهبي للوطنية والمواطنة، مشمولا بالتقدير والتنويه والرحمة والرضوان في القيام بالواجب». كما بعث ملك المغرب برقية مواساة الى الجرحى المدنيين الذين أصيبوا خلال الحادث الإرهابي.

ومن جهته، قال المختار البقالي القاسمي، المحافظ المكلف الشؤون العامة بمحافظة الدار البيضاء، ان العملية تدخل في إطار مطاردة الفرق الأمنية المختصة في مكافحة الإرهاب لمجموعة من الخلايا الإرهابية التي تم التعرف عليها خلال الأشهر الأخيرة. وأوضح البقالي خلال تصريح صحافي ادلى به الليلة قبل الماضية، أن العدد الإجمالي لأفراد الخلايا الارهابية يبلغ 43 شخصا تم اعتقال معظمهم من طرف الاجهزة الأمنية، لكنه لم يكشف عن عدد الارهابيين الذين ما زالوا طلقاء.

وتشير تقارير الشرطة الى أنه تم اعتقال 30 شخصا، تم تقديمهم للمحاكمة في إطار أحداث 11 مارس (اذار) الماضي، وقتل انتحاري واحد خلال تفجيرات 11 مارس، و4 انتحاريين خلال تفجيرات أول من أمس، مما يقلص عدد المطلوبين في هذه القضية إلى 7 انتحاريين.

وأكد البقالي أن الخلية التي تم تفكيكها أول من أمس في حي الفرح كانت على علاقة مع الخلية المسؤولة عن تفجير 11 مارس في حي سيدي مومن، وأضاف «هناك ارتباطات، لا أقول عضوية بين الخليتين، ولكن ارتباطات بواسطة اتصالات وترتيبات مشتركة بينهم من أجل القيام بأعمال إرهابية، وإن كانت الطرق تختلف بين الخلية الأولى والثانية». وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول ما يعنيه باختلاف الطرق بين الخليتين، اكتفى بالقول ان هناك اختلافا في التعامل واختلافا فيما يخص الأهداف المستهدفة من طرف الانتحاريين المنتمين للخليتين.

وأضاف البقالي أن التحريات لم تكشف حتى الآن إن كانت هناك ارتباطات خارجية لهذه الخلايا. وأشار الى أنهم قريبون من التيار التكفيري لجماعة «الصراط المستقيم»، التي تكونت في حي سيدي مومن الهامشي خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي.

ويرجح أن تكون الخلية التي تم تفكيكها أول من أمس بحي الفرح قد انتقلت إلى هذا الحي بعد الحملة التمشيطية التي قامت بها السلطات الأمنية في حي سيدي مومن، الذي يبعد عن حي الفرح بنحو 5 إلى 6 كيلومترات، عقب أحداث 11 مارس بالحي نفسه. وكانت هذه الحملة قد أسفرت على اكتشاف وكر لتركيب الأحزمة الناسفة داخل بيت مستأجر، عثر فيه على 4 بطاقات هوية لمشتبهين فيهم.

وذكر البقالي ان التحريات كشفت أن الخلية الأخيرة لم تستقر بحي سيدي مومن إلا منذ بضعة أسابيع حيث قاموا باستئجار بيت قرب شارع شعيب الدكالي. وقال «يحتمل أن يكونوا قد جاؤوا إلى هذا الحي وهم جاهزين من حيث الأحزمة الناسفة التي يتمنطقون بها».