قلق لندني متزايد من تصاعد أعمال القتل في الشوارع

TT

اصيب المارة من امام محل لبيع الهواتف النقالة في منطقة «نايتسبريج» التجارية الراقية، غرب لندن، قبل يومين، بالدهشة والذهول للمشهد الذي اخذ يتشكل فجأة امامهم: ضابط شرطة بريطاني مسلح يهدد ثلاثة شبان، تبين لاحقا انهم مشتبهون بعمليات سطو وحيازة سلاح، ثم يقوم باعتقالهم، ويتعاون مع زميل آخر له، في تكبيل ايديهم وشدها خلف ظهورهم.

كان الحادث دراميا والمشهد غير المتوقع، غير تقليدي ايضا، لرجال شرطة اعتادوا استخدام الهراوة في عمليات كهذه، وتنفيذ العملية بما يشبه رقصة صيد قبلية قديمة حول «الطريدة» قبل الامساك بها. انتهت عملية الاعتقال الدراماتيكية، وشاهد المارة غير المصدقين، الشبان مستلقين على صدورهم ووجوههم الى الأرض.

لكن هذه الدراما البوليسية، لم تلفت نظر سوى حفنة من المارة في المنطقة التجارية وسط العاصمة لندن، في لحظة عابرة في يوم طويل. فمجتمع لندن بأكمله، كان مشغولا بقلقه المتزايد بعيدا عن منطقة «نايتسبريج» والسطو، الذي ربما لم يتجاوز المخطط، باحثا عن اجابة للسؤال الأكثر طرحا وتداولا الآن: من يوقف مسلسل القتل في الشوارع، الذي ارتفعت حصيلته منذ نهاية شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، الى سبعة قتلى، تراوحت اعمارهم ما بين الرابعة عشرة والثامنة عشرة، أي بمعدل قتيل كل اسبوعين، بينما سجل القاتل «الأخير» رقما قياسيا في اعمار مرتكبي الجريمة من المراهقين. الصبي الذي لم يكشف عن اسمه لأسباب قانونية، لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، وقد مثل امام المحكمة اول من امس (الثلاثاء) يواجه تهمة قتل الفتى، بول ارهاهون (14 سنة)، طعنا بسكين امام منزله في منطقة ليتونستون شرق العاصمة البريطانية، ومحاولة قتل صديقه ستيفن مافولامبومي وإصابته بجراح بليغة، في عز نهار يوم الجمعة الماضي 6 ابريل (نيسان) «الجمعة الحزينة» ووضوحه. وبينما كان العديد من سكان لندن يستمتعون بيوم ربيعي دافئ في يوم ديني «حزين»، كان بول وصديقه ستيفن يأخذان صبيا في الثانية عشرة من عمره الى بيت ذويه ساعة وقوع الحادث، الذي انتهى بالشابين يركضان في الشارع غارقين في دمهما قبل ان ينقلا الى المستشفى حيث توفى بول.

الحادث هو الثاني في حياة الصديقين بول وستيفن، فقد تعرض الاثنان لمحاولة اعتداء بالضرب من قبل عصابة يستخدم افرادها مضارب البيسبول قبل عام.

بول، الضحية السابعة في «حرب العصابات» الصغيرة، الذي قتل منذ يناير(كانون الثاني) الماضي، التحق بمدرسة كينغزفورد في منطقة بيكتون، في الوقت الذي كان فيه آدم ريجيز (15 سنة) في المدرسة عينها. يذكر ان آدم كان قد لقي حتفه طعنا بسكين حتى الموت، في منطقة «بلاستاو» الشهر الماضي مارس(آذار).

عصابات الشبان المسلحين بالسكاكين، وحديثا بأسلحة رشاشة ظهرت في عدد من حوادث القتل الأخيرة مما وقع قبل شهور، ليست جديدة، بل هي مشكلة لم يزل يعاني منها المجتمع البريطاني منذ خمسينات القرن الماضي، غير ان مستوى الوحشية الذي نشهده في جرائم عصابات اليوم غير مسبوق على الإطلاق، كما كتبت صحيفة «ذي لندن بيبر» المسائية بتاريخ 10 ابريل الحالي.

* ستيفن بوتشي، 17 عاما، طعن بسكين في الساعة الخامسة من بعد ظهر رأس السنة.

* جيفون هنري، 18 عاما، طعن بسكين في قلبه في منطقة سان جونز وود، في 24 يناير.

* جيمس سمارت ـ فورد، 16 عاما، قتل بالرصاص في 3 فبراير (شباط).

* مايكل دوزونمو، 15 عاما، قتل في فراشه بطلقات رشاش، في منطقة بيكام في 6 فبراير 2007.

* بيلي كوكس، 15 عاما، قتل بالرصاص في 14 فبراير في منطقة كلابام.

* كوجو يينغا، 16 عاما، ضرب وطعن بالسكين في منطقة هامرسميث في 14 مارس.

* آدام ريجيز، 15 عاما، طعن في منطقة بلاستاو في 17 مارس.