رئيس المحاكم الإسلامية يناشد خادم الحرمين التدخل لوقف نزف الدم في الصومال

قذائف تهز مقديشو والجثث تتحلل في الشوارع

TT

تدخل المواجهات بين المسلحين الصوماليين والقوات الإثيوبية في مقديشو يومها الخامس، موقعة عشرات القتلى والمصابين في صفوف الجانبين. وقال سكان ان جثثا متعفنة تناثرت في الشوارع، وان انفجارا أسفر عن سقوط أكثر من 200 قتيل.

ويقول كثيرون إن الانقسامات الإقليمية الواضحة هي السبب وراء تصاعد الحرب، اذ انسحبت اريتريا من المنظمة الحكومة للتنمية (ايقاد) بعد خلاف مع إثيوبيا بشأن الصومال. ويتبادل البلدان الاتهامات بالتسبب في اشعال الصراع.

وفي موجة من النزوح الجماعي، يقول البعض انها تصل الى نصف مليون شخص، خرج مئات آخرون من مقديشو امس، وهم يسحبون أو يحملون متعلقاتهم في أيديهم.

وفي نفس الوقت، ناشد الشيخ حسن طاهر عويس رئيس تنظيم المحاكم الإسلامية في الصومال، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، باعتباره رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، التدخل لوقف نزف الدم بالصومال، ومنع القوات الإثيوبية من ارتكاب ما سماه المزيد من المجازر الوحشية ضد المدنيين العزل في مقديشو، معتبرا أن الوضع هناك يتدهور على نحو خطير ينذر باندلاع حرب إقليمية في منطقة القرن الأفريقي بين إثيوبيا واريتريا.

وقال الشيخ عويس، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، «لا بد لإخواننا أن يتدخلوا في هذه القضية، لأن العدو يقاتل إخوانهم، ولا بد أن الملك عبد الله ان يتدخل، خاصة أن هناك علاقات للسعودية مع إثيوبيا، معتبرا أن الملك عبد الله له دور حيوي، يمكن أن يساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في الصومال.

وأعرب عويس عن ترحيبه بالمبادرة السعودية لتحقيق المصالحة الوطنية الصومالية، معتبرا أن إتمام المصالحة بين مختلف الفرقاء الصوماليين «أمر سهل جدا لو خرجت القوات الإثيوبية من الأراضي الصومالية». وقال «نرحب بالمبادرة السعودية، رغم أنها تأخرت بعض الشيء». من جهة أخرى، اعتبر عويس أن ما يحدث في الصومال ليس حربا أهلية، وإنما حرب إبادة تشنها إثيوبيا ضد المدنيين العزل، وقال «من حق شعبنا أن يقاوم هذا العمل الجبان بكل ما يمتلك من وسائل».

وأعرب عن دهشته من حالة الصمت، التي تلف العالم العربي إزاء ما يجري في مقديشو.. وتساءل قائلا «كيف لتاريخ العروبة أن ينتهي من قضية الصومال هكذا، ولماذا لا يتكلم أشقاؤنا العرب فى هذه القضية، ولا في هذه الأحداث العنيفة، ولا ندرى ماذا نقول لهم».

وأضاف الشيخ عويس «ما يحدث في مقديشو انتقام ثلاثي الأبعاد، من الرئيس الصومالي عبد الله يوسف، الذي يريد تحويل القضية إلى خلاف بين الصوماليين، ويجعل العداء بينهم وإثيوبيا التي تنتقم من الشعب الصومالي، وخاصة الإسلاميين لما حدث لها عام 1977، وأخيرا أميركا التي تنتقم مما حدث لها من هزيمة مع أمير الحرب السابق عيديد في التسعينات».

واتهم الشيخ عويس، الرئيس الصومالي عبد الله يوسف بالعمالة لإثيوبيا، وقال «بعد أيام فقط من تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة  العام الماضي، ذهب إلى أديس أبابا، وطلب منها 20 ألف جندي».

وانتقد الشيخ عويس مواقف المجتمع الدولي والعالم الغربي مما يحدث في بلاده، وقال «يهددون السودان بالعقوبات، ولا يتكلمون عن إثيوبيا التي تبيد الشعب الصومالي بأكمله»، مطالبا الغرب بتغيير هذه السياسة، حتى لا تكون عارا على دوله وحكوماته وشعوبه.

ودعا عويس الى إنشاء كيان سياسي تلتئم تحته جميع الجماعات المعارضة للوجود العسكري الإثيوبي المحاكم والوزراء والبرلمانيين المنشقين عن السلطة الانتقالية لطرد الاحتلال.