4 بنوك شمالية تنسحب من الجنوب بعد رفض عملها بالنظام الإسلامي

متقاعدون من الجيش يقفلون جسر «كوستي» الذي يربط وسط السودان بغربه

TT

قررت أربعة بنوك شمالية الانسحاب من جنوب السودان بعد ان رفض مجلس وزراء حكومة الجنوب السماح لها بالعمل بالنظام الإسلامي المتبع في الشمال. وقال وزير الإعلام بحكومة الجنوب، سامسون كواجي، في بيان صحافي ان حكومة الجنوب رفضت الضغوط التي تمارسها البنوك الشمالية على فرع المصرف المركزي لجنوب السودان للعمل بنظام مختلط يدمج بين النظام التقليدي والنظام الإسلامي. وأضاف كواجي ان السماح بذلك يتعارض مع اتفاق السلام الشامل. وقال إن أربعة بنوك شمالية تعمل في الجنوب هي بنك أم درمان الوطني، وبنك الخرطوم، وبنك فيصل الإسلامي، وبنك المزارع، التي لها أفرع في جوبا ومدن أخرى أبلغتنا أنها قررت الانسحاب من الجنوب بعد رفض طلباتها. وفي نفس الوقت، أعلنت مجموعة من القيادات الجنوبية عن عزمها تسليم مذكرة احتجاج شديدة اللهجة لحكومة الجنوب ورئيسها الفريق سلفا كير بسبب ما سموه محاولات البعض لاستغلال حملة النائب الأول لرئيس الجمهورية لمحاربة الفساد أسوأ استغلال لمصالح جهوية وليست قانونية. وحاولت المذكرة المذيلة بتوقيعات عقيد جون مورويل مجاك من القوات المسلحة السودانية، لفت نظر سلفا كير للانتباه الى ما سماه مجموعة تريد استخدام سلطة محاربتها للفساد المالي واستغلالها لمصالح جهوية. ومن جهة أخرى، قام أكثر من 1400 فرد يرجح بأنهم متقاعدين ينتمون للقوات النظامية في السودان أمس بإغلاق اكبر جسر في السودان يربط وسط السودان بغربه عند مدينة «كوستي» لمدة 8 ساعات «أمام حركة الناس والسيارات احتجاجا على تأخير صرف استحقاقات مالية تخصهم، ولم تصدر عن السلطات حتى الخامسة مساء تفاصيل حول الحادثة التي تعتبر نادرة». ونجم عن الإغلاق تكدس غير مسبوق لحركة السيارات في الاتجاهين، كما شلت الحياة في مدينتي «كوستي« و«ربك» اللتين يربطهما الجسر فوق نهر النيل الأبيض أكبر الأنهر المكونة لنهر النيل الشهير في البلاد. وقال شهود عيان إن مجموعات ترتدي الزي الرسمي، يرجح أنها من المتقاعدين الذين ينتمون للقوات النظامية في البلاد، انتشرت في التاسعة من صباح أمس على جانبي الجسر وأغلقته تماما أمام حركة الناس والسيارات إلا الحالات الطارئة. وأضافت أنهم ابلغوا الناس المتكدسين بأنهم قاموا بالخطوة احتجاجا على عدم صرف استحقاقات تكافلية تخصهم منذ يوليو (تموز) لعام 2006 .

وقال شهود العيان إنهم رصدوا مفاوضات جرت مع المجموعة على مدى الساعات أسفرت في الخامسة مساء عن تنحي المجموعة عن الجسر، وأضافت أن الإغلاق نجم عنه تكدس على جانبي الجسر بصورة شلت الحركة في المنطقة بل في المدينتين، ولاحظ شهود عيان ان السيارات المكدسة امتدت على طرفي الجسر لعدة كيلومترات، وخلق التكدس احتكاكات بين أصحاب السيارات، خاصة الجرارات الكبيرة وحوادث سير.

ويعتبر جسر«كوستي ربك» بمثابة الشريان الذي يغذي طرفي السودان (غرب ووسط)، وعبره تسير الناقلات التي تنقل البضائع من ميناء بور سودان في أقصى الشرق على البحر الأحمر الى كل مدن غرب السودان، كما تمر عبر الجسر معظم السيارات بكل الأحجام والأغراض من غرب السودان الى العاصمة الخرطوم ومدن الوسط الأخرى، والعكس.