حملة الصيف تطال ملابس الإيرانيات غير الملتزمات بالزي الرسمي

أولمرت: إيران تشكل أكبر خطر علينا لكن يجب ألا نستسلم للهستيريا

TT

شنت السلطات الايرانية «حملة الصيف» ضد الإيرانيات غير الملتزمات بقواعد اللباس المحتشم طبقا للقواعد المعمول بها في البلاد، كما ذكرت الصحف الإيرانية أمس. وتبدأ الحملة عادة قبل أسابيع قليلة من بدء أشهر الصيف التي تدفع حرارتها الكثير من الإيرانيات الى عدم التقييد بالمعطف الاسود الطويل، او التشادور. ونشرت الصحف في صفحاتها الاولى صور شرطيات يرتدين التشادور وهن يوبخن شابات من سكان طهران يرتدين ملابس زاهية الالوان تبرز تفاصيل الجسد. وذكرت «وكالة فارس« انه يتم في البداية تحذير المخالفات قبل اقتيادهن الى مراكز اصلاح اذا ابدين اعتراضا. وأشارت الوكالة الى نقل 15 امراة على الاقل الى هذا المركز قبل السماح لهن بالمغادرة بعد تسجيل اسمائهن والتوقيع على تعهد بتعديل سلوكهن وتغيير ملابسهن بأخرى جلبها لهن ذووهن. وتشن السلطات عادة هذه الحملات مع حلول الربيع والصيف الذي يحمل العديد من شابات المدن على كشف جزء من شعرهن وارتداء ملابس تبرز تفاصيل اجسادهن.

وتلتزم الكثير من الايرانيات، وفقا للقانون، بارتداء التشادور الاسود الطويل الذي لا يظهر منه سوى الوجه والكفين. ويبدو ان السلطات تركز على الطابع التشجيعي اكثر من العقابي في حملتها الجديدة ولاسيما في العاصمة. لكن هذا الامر لا يبدو سهلا في مدينة تضم اكثر من سبعة ملايين نسمة وتمتد على عشرات الكيلومترات. وقد رحب المحافظون بهذه الحملة التي اعتبرت ضرورية للتصدي لما اعتبروه تسيبا اخلاقيا خطيرا. ونقلت صحيفة «اعتماد« عن محمد تقي رحبار عضو اللجنة الثقافية في البرلمان ان «الوضع الحالي وضع مخز بالنسبة للحكومة الاسلامية«، مضيفا «ان الرجل الذي يرى هؤلاء العارضات في الطريق لا يعود يهتم بزوجته القابعة في المنزل ما يدمر اساس الاسرة«. من جانبها، اعربت صحيفة «كيهان« في مقالها الافتتاحي عن تأييدها للشرطة وقالت «لا تقلقوا الشعب يدعمكم وكذلك الرجل الذين يرى هؤلاء اللاتي يسرقن عفة اسرته يسخرن منه وجه لوجه«.

الى ذلك، اعلن محمد علي حسيني المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ان طهران تستبعد تعليقا لانشطة تخصيب اليورانيوم الحساسة قبل ايام من اجتماع مهم مقرر مع الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا. ويأتي ذلك فيما يناقش وفد ايراني في روسيا تأخر موسكو في بناء مفاعل بوشهر النووي في جنوب ايران. وعلق حسيني على الامر بقوله «اذا لم يف الروس بالتزاماتهم لجهة بدء تشغيل المفاعل النووي فصدقيتهم ستكون على المحك«.

وباشر وفد ايراني في نهاية هذا الاسبوع مفاوضات جديدة حول محطة بوشهر النووية الايرانية مع الشركة الروسية المتخصصة في بناء المحطات النووية في الخارج «اتومستروي اكسبورت«، كما اعلن المكتب الاعلامي للشركة. ونقلت وكالة الانباء الروسية «ايتار تاس« عن المسؤولة الاعلامية في المجموعة الروسية ايرينا اسيبوفا أمس«ان الوفد الايراني وصل الى موسكو السبت وبدأ المحادثات مع ممثلين عن شركتنا. وتتواصل هذه المحادثات اليوم«. وأوضحت اسيبوفا كما نقلت عنها وكالة «ريا نوفوستي« ان «المفاوضات تتمحور حول المشاكل المرتبطة بتمويل بناء« المحطة. وأوضحت الوكالة ان وفدا من الشركة الروسية عاد الى موسكو الاسبوع الماضي بعد مفاوضات في طهران وبوشهر بشان تجهيز المفاعل النووي الاول.

وأوضحت المتحدثة بحسب ما نقلت عنها الوكالة «تناولت المفاوضات في طهران التمويل المستقر للاشغال في المفاعل الاول في حين جرت معالجة المسائل التقنية في بوشهر« والمتعلقة بهذا المفاعل «الذي بات جاهزا بنسبة 95%«. وكان الامين العام لمجلس الامن الروسي ايغور ايفانوف ذكر الثلاثاء بان موعد تسليم المحطة سيتأخر بسبب مشاكل تقنية ومالية. وقال في مؤتمر صحافي «من الواضح انه سيترتب علينا تغيير الموعد. اما الى متى، فلا نعرف«. وأوضح ان «الخبراء يقومون بدراسة المسالة«. وتم ارجاء انجاز بناء محطة بوشهر (جنوب ايران) التي تبنيها شركة «اتومستروي اكسبورت« وتسليم الوقود النووي من قبل روسيا واللذين كانا متوقعين هذه السنة، بسبب مشاكل مالية بحسب موسكو. واتهمت روسيا ايران بعدم تسديد المبالغ المطلوبة بموجب اتفاق سبتمبر (ايلول) 2006 لكن موسكو اكدت في نهاية مارس (آذار) ان طهران أستأنفت الدفع. وابرمت روسيا مع ايران اتفاقا حول بناء محطة بوشهر في 1995، لكن المشروع تأخر وخصوصا بسبب ضغوط واشنطن التي تشتبه في ان طهران تريد امتلاك السلاح النووي. وقد اكد حسيني للصحافيين ان وقف تخصيب اليورانيوم مستبعد. وقال «في مفاوضاتنا لم يطرح ابدا وقف هذه النشاطات«. ويتوقع ان يلتقي سولانا كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي علي لاريجاني في 25 من الجاري في محاولة لاقناع الايرانيين بوقف تخصيب اليورانيوم في مقابل الحصول على تعاون.

وقالت كريستينا غلاش المتحدثة باسم سولانا الجمعة ان مكان اللقاء سيحدد لاحقا مشيرة الى انه لن يعقد «في بروكسل ولا في طهران«. وأضاف حسيني ان «المفاوضات التي تبدأ بنوايا حسنة ستعود بنتائج ايجابية على الجانبين«. ومضى يقول «الاهم هو التأكيد وضمان حق ايران في استخدام التكنولوجيا النووية لاغراض سلمية على اساس القوانين الدولية«.