باكستان: فيديو لطفل يذبح «جاسوساً أميركياً» يثير انتقادات واسعة

وسائل الإعلام تعتبر الشريط جريمة حرب

TT

أدانت وسائل الاعلام في باكستان امس تداول شريط فيديو يظهر مقاتلين من طالبان يشجعون صبياً في الثانية عشرة من عمره تقريبا وهو يذبح باكستانيا يُتهم بأنه «جاسوس اميركي». وثار جدل واسع بين الاصوليين في المواقع القريبة من تنظيم «القاعدة» على الانترنت حول جدوى استخدام الاطفال في مشاهد الذبح. وقال «مجاهد في الله»، وهو اسم مستعار لأصولي: «لا أرى داعيا لنشر صور الذبح هذه للعالم، فضررها أكبر من نفعها». فيما قال أصولي آخر: «لا ينبغي تربية الأطفال على هذا، فالأطفال لا يُميزون. وإذا تربوا بهذا الشكل على الدماء مِنْ صغرهم وقع لهم انحراف وفساد تربوي وتصوري خطير جدا، ومالوا إلى الاستهانة بأمر الدماء. وهذه نصيحة مهمة من كلام أهل العلم والحكمة فاسمعوها». فيما أشاد آخرون بصور الاعدام تحت شعارات «الدم الدم.. الهدم الهدم». من جهتها، قالت صحيفة «ذي نيوز» الباكستانية «إن الطبيعة المروِّعة والبربرية لهذا الاعدام بالذات تشير بوضوح الى ان من يدعون قيامهم بهذه الامور دفاعا عن دينهم يشاركون بانفسهم من دون تردد في امور مضللة وكاذبة». وأضافت أن الاستخدام غير المسبوق لطفل في الدعاية التي نشرها المتطرفون «قد تعد جريمة حرب في حد ذاتها». وصور الفيلم في مكان غير معروف، واظهر أغانيَّ جهادية وتحيات الى زعماء طالبان، بالاضافة الى ظهور رجل في الدقائق الاخيرة من الشريط وصف بأنه خائن لطالبان، وأنه قدم معلومات الى القوات الاميركية أسفرت فيما بعد عن مقتل احد ابرز زعماء طالبان، وهو اختر محمد عثماني، في غارة جوية في افغانستان في ديسمبر (كانون الاول) الماضي. وظهر الرجل في الشريط، مَعصوب العينين، وهو يعترف، طالبا الرحمة، قبل ان يأتي طفل ويصفه بأنه جاسوس ويقطع رأسه باستخدام سكين وسط صيحات من الرجال قائلين «الله اكبر». وأعدم الرجل كتحذير لباقي الجواسيس. ولكن موقعا تابعا لطالبان على الانترنت لم يذكر الحادث، ولم يتسن الوصول الى متحدث باسم الجماعة للتعليق.