زيمبابوي: الفرار من جحيم الفقر عبر السياج الحدودي المكهرب

49 ألفا من الشباب يتسللون إلى الجارة الغنية جنوب أفريقيا شهريا

TT

في الذكرى الـ 27 لاستقلال زيمبابوي التي تحل هذا الأسبوع حاول مئات من الشبان التسلل عبر السياج الحدودي المكهرب الذي يمتد بطول 150 كيلومترا بمحاذاة الحدود مع دولة جنوب افريقيا هربا من المعاناة التي خلقها الرئيس روبرت موغابي.

وبينما كان أنصار الحزب الحاكم يستمعون إلى الموسيقى الصاخبة ويشاهدون الاستعراضات العسكرية في هراري كانت مجموعة من المهاجرين تقوم بتهريب مقتنياتها عبر السياج الحدودي في وضح النهار. وكان كيم لودبروك مصور وكالة التصوير الصحافي الاوروبية (إ.ب.أ) واقفا يراقب أربعة من الزيمبابويين وهم يتسللون داخل البلاد وعلى بعد اقل من 200 متر من قاعدة تابعة لجيش جنوب افريقيا.

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية فان ما يقدر بـ 49 الفا من مواطني زيمبابوي معظمهم من الشباب والاصحاء يتسللون إلى الجارة الغنية جنوب افريقيا شهريا. الجوع والفقر منتشران على نطاق واسع جراء البطالة الرهيبة ومعدلات التضخم القياسية التي تجاوزت 1700 في المائة الامر الذي أدى لتحفيز هذا المد البشري جنوبا في رحلة محفوفة بالمخاطر.

ويتعين على المهاجرين أولا عبور نهر ليمبوبو الذي يشكل الحدود الطبيعية بين البلدين والذي يعج بالتماسيح.

وفور تمكنهم من التسلل عبر السياج الحدودي الذي يرتفع لثلاثة امتار يتولى زعماء يدفع لهم اجر أمر العناية بالمهاجرين عبر المزارع إلى الطرق الهادئة حيث تكون بالانتظار سيارات اجرة تعمل خارج القانون لنقلهم تحت جنح الظلام إلى مدينة جوهانسبرج وما بعدها.

وداخل جنوب افريقيا ثمة لصوص يعرفون باسم «اماجوماجوما» غالبا ما يقبعون داخل الاحراش في الانتظار حيث يجردون المهاجرين من كل شيء من النقود وكل ما له قيمة وحتى الحذاء. أما من ليس معه مال فالويل له حيث يتلقي نصيبه من الضرب المبرح.

وبحسب تقديرات فان ما يتراوح بين مليونين وثلاثة ملايين زيمبابوي يعيشون في جنوب افريقيا يعملون في وظائف مثل الخدمة في البيوت أو في الفلاحة أو التجارة.