مجلس الشورى السعودي يدعو الجميع إلى مجابهة الأفكار المنحرفة والثقافات العدائية

أشاد بإنجاز رجال الأمن في إطاحة الخلايا الإرهابية السبع

TT

أشاد مجلس الشورى خلال جلسته التي عُقدت أمس، بالإنجاز الأمني الباهر الذي حققته وزارة الداخلية الأسبوع الماضي ونجاحها من خلال رجالها في إطاحة سبع خلايا إرهابية تضم 172 شخصاً ممن اعتنقوا الفكر التخريبي الضال في عمليات أمنية استباقية موسعة أحبطت مخططات تلك الخلايا قبل تنفيذها.

واستنكر المجلس في بيانه، الذي تلاه الدكتور صالح بن حميد رئيس مجلس الشورى بشدة، التصرفات والنوايا الدنيئة والشريرة التي بيّتها هؤلاء ممن غرر بهم تجاه أمن واستقرار هذا الوطن ومكتسباته ومواطنيه.

وشدد على أهمية تكامل الجهود بين كل المؤسسات والجهات الحكومية، وجميع المواطنين في مجابهة هذا الفكر المنحرف والثقافة العدائية الدموية الضالة عن كل فهم سليم لشريعة الدين الحنيف، والخارجة على كل عرف إنساني، وفي ما يلي نص البيان:

«في مستهل هذه الجلسة الحادية عشرة من السنة الثالثة لدورة المجلس الرابعة، وفي هذا اليوم الأحد (أمس) الثاني عشر من شهر ربيع الآخر لعام 1428 هـ، وتزامنا مع الإنجاز الأمني الاستباقي الباهر الذي حققته وزارة الداخلية الأسبوع الماضي، في الإطاحة بـ172 شخصاً ينتمون إلى سبع خلايا إرهابية. فإن مجلس الشورى ليرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وإلى مقام سمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز حفظهما الله، وإلى صاحب السمو الملكي وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز، وإلى كافة منسوبي وأفراد وزارة الداخلية والقطاعات العسكرية، نظير ما تم وتحقق على يد رجال أمن هذا الوطن البواسل من نجاح منقطع النظير في ضبط وإيقاف مجموعة كبيرة، تمثل عدداً من الخلايا الإرهابية ضمت 172 عنصراً اعتنقوا الفكر التخريبي الضال بحملة أمنية موسعة وناجحة برع في تنفيذها حماة هذا البلد، مستبقين قيام تلك الخلايا وعناصرها، بما كانت تستهدف من تصرفات خبيثة ومسالك آثمة قصدها زعزعة أمن هذا البلد واستقراره والعبث بمكتسباته وثرواته وترويع الآمنين فيه من مواطنين ومقيمين.

ومجلس الشورى، إذ يستنكر كل تلك التصرفات العبثية التخريبية التي جهّز لها هؤلاء ممن غُرر بهم تجاه وطنهم وأهلهم، ليقدر غالياً كل الجهود الأمنية الكبيرة التي بذلها وما زال يبذلها رجال الأمن بوزارة الداخلية والقطاعات العسكرية في مجابهتهم لأعداء وحدة هذا المجتمع ولحمته واستقراره، ممن يمثلون ظاهرة الإرهاب والفكر العبثي الأسود، كما يثمن المجلس كل السياسات والإجراءات الأمنية الصارمة التي تتخذ من قبل الجهات المختصة لاستئصال شأفة هذا الفكر، الذي يخالف الشرع والعقل والمنطق، وما هذا الإنجاز الأمني الكبير إلا امتداد لإنجازات أمنية تحققت على يد رجال الأمن في مبادرات استباقية على صعيد مكافحة الإرهاب نتج عنها إحباط هذه المخططات العبثية الإرهابية الشريرة، تجاه استقرار وأمن هذا البلد وأهله والمقيمين فيه.

إن المجلس ليشدد على أن مجابهة هذا الفكر المنحرف ومواجهة هذه الثقافة العدائية الدموية الضالة عن كل فهم سليم لشريعة ديننا الحنيف والخارجة على كل عرف إنساني، لا تتوقف عند اتخاذ الإجراءات والتدابير الأمنية وبسالة رجال الأمن فحسب، بل إن دحض هذه الظاهرة المتعددة الأشكال والجوانب مهمة تستلزم تكامل الجهود وتعددها بين كل المؤسسات والجهات الحكومية، بجانب وقوف جميع أفراد المجتمع في هذا البلد صفاً واحداً ضد هذه الأعمال الإجرامية الشريرة الدنيئة التي تأسست وانطلقت بواعثها من فكر خُطط له ليخادع ضعاف النفوس ويغرر بسفهاء الأحلام بفئة من أبناء هذا الوطن الذين انساقوا خلف الهدم والتخريب، فالتدين والوحدة الوطنية لحمة لا تنفصل والتماسك الاجتماعي المستند إلى منهج إيماني صحيح وثابت، هو أنجع وأمثل الوسائل لتصدي المجتمع أمام كل ما يبيت له الحاقدون والمناوئون.

نجاح متميز لرجال صدقوا فيما عاهدوا ووفوا بما التزموا أمام ربهم ثم أمام ولاة أمرهم وشعبهم ووطنهم وحماة مقدساتهم أنهم يقدمون الأنموذج العالي المتميّز في حماية دينهم ووطنهم والوقوف برجولة وشجاعة منقطعة النظير على ثرى هذا الوطن وثغوره، والتصدي والصمود لكل من تسول له نفسه المساس به عمليات ومتابعات ناجحة ولله الحمد، بكل المقاييس إنها بفضل الله الجاهزية الكاملة بقيادة هذا الرجل الشامخ رجل الأمن وصانع القرار صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، ومعه نائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز، ومن خلفهما رجال الأمن البواسل.

وبما أن الفئة الضالة من الإرهابيين، قد راهنت وهي تقوم بإنفاذ عملياتها الإجرامية بتعليمات رموزها القابعة في كهوفها، فإنها تيقنت أنها تصطدم بصخرة التلاحم الصلبة التي تجمع المواطن بقيادته، ولقد خسرت رهانها أمام لحمة وطنية متينة، كان فيها المواطن رجل أمن متميز.

ومجلس الشورى من هذا المنطلق ليجدد دعوته لكل المواطنين في عدم التساهل مع مثل هؤلاء بإبداء التعاون والمساهمة عملا بقوله تعالى «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الإثم والعدوان». هنا تأتي المسؤولية المشتركة، عيون المواطن وحسن تصرفه والتحامه مع قيادته وولاة أمره والمسؤولين كافة خدمة لديننا ووطننا وأجهزة أمننا. الدين والوطنية لا تتجزأ، فهذه المسالك المدمرة من الفئة الضالة إخلال بالدين والإنسان والأرض والمال والاقتصاد وكل مقومات الحياة المسجد والبيت والمدرسة والجامعة والمعهد والسوق والرياضة وكل الأماكن والمناشط والفعاليات، يجب توظيفها واستثمارها يقظة وعملاً وتعاوناً وحواراً والمواطن يجب أن يظل يقظاً بأعلى درجات التنبه والحذر من كل سلوك مريب أو تصرف مشبوه لا يتعاطف أو يتستر أو يتهاون يقظة وحزم ونباهة لا يستغفلها حسن نية أو براءة ظاهرة. بارك الله في الجهود، وسدد الله الخطى، وزاد رجال أمننا قوةً وسداداً وتوثيقاً ونجاحاً وأحسن مثوبتهم».