العطية: التساؤلات مبررة عن أهداف ونيات إيران من برنامجها النووي

حذر من أن المنطقة ملبدة بغيوم تنذر بعواصف سياسية مقلقة وخطرة

TT

شككت الدول الخليجية أمس، بالنيات الإيرانية من وراء ملفها النووي، والذي قال عنه عبد الرحمن العطية الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، أنه جاء ليطرح تساؤلات «مبررة» عن الأهداف والنيات والمسؤوليات من ورائه الامر الذي جعل المنطقة في حالة عدم يقين.

وحذر العطية في كلمة له، أمام الاجتماع الأول للهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي، من مغبة احتمالية حدوث أي تسرب إشعاعي من أي مفاعل نووي إيراني، لسبب أو لآخر. وقال أن هذا الأمر لن يكون خطرا على إيران وحدها، بل على كافة الدول المحيطة والمجاورة، في إشارة للدول الخليجية الست. وغالبا ما تسعى إيران لطمأنة جاراتها الخليجية الست (السعودية، الإمارات، الكويت، عمان، البحرين، وقطر)، بأن برنامجها سلمي الطابع، وأنها تعمل على ضمانات لمنع أي تسرب إشعاعي منه. إلا أن الدول الخليجية، خرجت أمس، بموقف يترجم القلق المتزايد من البرنامج الإيراني النووي، حيث قللت من شأن الضمانات التي قدمتها طهران إليها. وقال العطية في هذا الإطار، «إن أي دولة نووية في العالم، لم تتمكن من إعطاء أي شكل من أشكال الضمانات المؤكدة التي تحمي البيئة، وتداعيات كارثة (تشيرنوبل) التي مر عليها أكثر من عقدين ما زالت مستمرة».

وأعرب المسؤول الخليجي الأول في أمانة المجلس، عن رفض الدول الخليجية لأي سباق تسلح في المنطقة، على نحو تكون فيه المنطقة الخليجية خالية من كوابيس الهيمنة أو الوصاية لأي طرف، مشيرا إلى التسارع الملحوظ في وتيرة التسلح في المنطقة، والذي قال إنه «يعد الأكبر على مستوى العالم، حتى أصبحت بعد انتهاء الحرب الباردة المنطقة الوحيدة التي تخالف الاتجاه السائد في العالم في خفض النفقات العسكرية». وأكد عبد الرحمن العطية، على ضرورة الضغط على إسرائيل للقبول بتطبيق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، بما يكفل انضمامها لمعاهدة منع الانتشار النووي. وقال «إن المخاطر واحتمالات حدوث السيناريو الأسوأ، هو احتمال جدي، ما دامت هناك دولة مارقة (إسرائيل) لا تحترم معاهدة منع الانتشار»، لافتا إلى أن سياسة الكيل بمكيالين في هذا الشأن، «تزيد الطين بلة»، في إشارة لعدم ممارسة واشنطن دور فاعل في الضغط على إسرائيل للدخول في المعاهدة.

ورأى العطية ضرورة أن تطبق إسرائيل قرارات الشرعية الدولية.وقال في ذات الموضوع «الحرص على سلام كافة شعوب المنطقة، يتطلب انتصار القرار على الهوى، وسقوط السيناريو التشاؤمي الذي يهدد هذه المنطقة بأوخم العواقب».

وعبَر العطية، عن قلق الدول الخليجية من الازمات السياسية المشتعلة في المنطقة، وقال المنطقة لا تزال ملبدة بغيوم منذرة بعواصف سياسية مقلقة وخطرة.

وشخَص أمين عام مجلس التعاون الخليجي، الوضع الإقليمي بأنه لا يزال يعاني من توتر مزمن وغياب للطمأنينة بل والثقة بين أطرافه، في الوقت الذي قال فيه إن منطقة الشرق الأوسط، منطقة التقاء مصالح حيوية، واستراتيجية إقليمية، وأخرى دولية، وأن هناك ارتباطا وثيقا بين استمرار ازدهار الاقتصاد العالمي، وضمان الاستقرار والأمن في هذه المنطقة. وجدد العطية، تأكيده على سلمية المساعي الخليجية في التعاطي مع الأزمات التي تمر بها المنطقة. وقال «سنعمل بكل جهدنا لصون مصالح منطقتنا في مواجهة أي محاولة لإعادة المنطقة إلى بوتقة الصراع». وقلل، من جدوى تحقق الأمن الإقليمي من خلال الإفراط في الإنفاق العسكري، أو التطلع لامتلاك أسلحة نووية أو غير تقليدية، فيما اعتبر أن اعتماد لغة الحوار البناء والشفافية، والالتزام بمبادئ حسن الجوار، والاستثمار الإيجابي للجامع الديني والحضاري بين دول المنطقة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، والوعي بالمصير المشترك، والسعي لحل المشكلات الإقليمية العالقة بالوسائل السلمية، وبناء جسور الثقة المتبادلة بين مختلف دول المنطقة، اعتبر كل هذا هو السبيل الأمثل لتقوية الأمن الإقليمي، بما يسهم في بناء خليج آمن ومستقر.