مظاهرات في العالم لحث المجتمع الدولي لوقف «الفظائع» في دارفور

السودان يرفض التعاون مع محكمة لاهاي بعدم تسليم المتهمين بجرائم حرب

TT

عمت المظاهرات أجزاء مختلفة من العالم امس، احتجاجا على الموقف في دارفور غرب السودان، ومن أجل حث المجتمع الدولي على التدخل لحل الأزمة. ويقول منظمو حملة «اليوم العالمي من أجل دارفور»، ان الاحتجاجات ستنظم في 35 عاصمة في أنحاء العالم بمناسبة الذكرى الرابعة لاندلاع النزاع. وقد وقع بعض المشاهير المشاركين في الفعاليات، من أمثال ميك جاغر وجورج كلوني، بيانا اتهموا فيه العالم باللامبالاة. وفي لندن توجه المتظاهرون وهم 3500، حسب المنظمين، الى مقر رئيس الوزراء البريطاني، حيث سلموا رسالة طالبوا فيها باستمرار الضغوط على الحكومة السودانية. كما قلبوا ساعة رملية طولها متران مليئة بسائل احمر يرمز الى الدم، في اشارة الى بداية النزاع قبل اربعة اعوام والحاجة الماسة الى تدخل دولي في الاقليم.

وكتب المتظاهرون في الرسالة، التي سلمت الى رئيس الوزراء توني بلير، «الوقت ملح بالنسبة للناس في دارفور، وندعوكم الى مواصلة الضغوط على حكومة السودان الى ان تتدخل ميدانيا قوة دولية فعالة لحفظ السلام لحماية المدنيين».

واضافوا «نرحب بجهودكم وجهود حكومتكم، لكن لا تزال هناك حاجة ماسة للقيام بالمزيد». ويطالب المتظاهرون ايضا بفرض «عقوبات محددة»، لارغام الاطراف على احترام وقف اطلاق النار.

وجرت مظاهرات مماثلة في اكثر من 35 عاصمة في العالم، لاحياء هذا اليوم، حسب «كوكب من اجل دارفور»، وهو شبكة عالمية تضم نحو 12 منظمة، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ومن جهة اخرى، دعا فنانون اميركيون وبريطانيون، بينهم جورج كلوني وهيو غرانت وميك جاغر الاسرة الدولية الى القيام بتحرك حاسم لوضع حد للفظائع في اقليم دارفور غرب السودان. وقال موقعو هذا النداء ان «الاسرة الدولية يجب ان تكف عن الجمود وان تتخذ اجراءات حاسمة»، مؤكدين انه «يجب وقف الذين يرتكبون هذه الفظائع». وبين موقعي هذا النداء، الذي اطلق بمناسبة اليوم العالمي من اجل دارفور، التون جون وبوب غيلدوف وميا فارو.

وفي الوقت نفسه، قالت الحكومة السودانية إن موقفها الرافض للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ثابت، ولن تسلم مطلوبا للمحكمة بلاهاي، في تجاهل لرسالة من مدعي محكمة لاهاي يطالب فيها الخرطوم برد واضح في موعد أقصاه اليوم في شأن السماح بتسليم وزير الدولة للشؤون الإنسانية أحمد هارون والقيادي في ميليشيا الجنجويد علي كوشيب المتهمين بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية في دارفور، الى المحكمة، او ان المحكمة ستصدر مذكرات توقيف في حقهما.

ووصف وزير العدل السوداني محمد علي المرضي موقف مدعي لاهاي بانه سياسي ولا يعتبر فيه شيئاً جديداً يستدعي الحكومة لتغيير موقفها الثابت والمعلن من المحكمة الجنائية الدولية، وقال المرضي ان موقف الخرطوم ثابت ومعلن ولن يتغير، ويقوم على ان محكمة لاهاي لا ينعقد لها الاختصاص في هذه القضايا. وذكر المرضي في تصريحات صحافية، ان مدعي المحكمة الدولية يعلم ذلك مسبقاً، لقد «اكدنا موقفنا لهم وفي كل المرات الماضية، التي جاء فيها وفد المحكمة الى البلاد، حيث قلنا لهم وبوضوح شديد: لا تملكون اختصاصاً بمحاكمة اي سوداني ونحن لا نقبل بمحاكمة سودانيين بغير القضاء السوداني».

وقالت مصادر مطلعة ان المدعي العام لويس اوكامبو بعث برسالته للحكومة عبر سفارة السودان في هولندا، وابلغها انه قرأ في الانترنت ان «هارون ليس لديه مانع في ان يسلم نفسه اذا رأت الحكومة ذلك»، واضاف انه «يريد معرفة الرأي الرسمي للحكومة اذا ما قدم طلبا او امر تكليف بتسليم هارون وكوشيب فهل يمكن للحكومة ان تسلمهما».

ومن جهة اخرى، أعلنت حركة جيش تحرير السودان الرافضة لاتفاق ابوجا لسلام دارفور عن إسقاطها طائرة هليوكبتر مقاتلة تابعة للجيش السوداني واعتقال قائدها في تصديها لهجوم قالت ان الحكومة السودانية شنته منذ أول من امس، ومستمر حتى امس شرق كتم بشمال دارفور.

واعتبرت الحركة ان انتقادات الزعيم الليبي معمر القذافي على الحركات المسلحة في دارفور يجافي الحقائق وينحاز الى طرف الخرطوم، مطالبة المجتمع الدولي الى تحمل مسؤوليته في حماية مواطني دارفور.

وابلغ القائد العسكري مندوب حركة جيش تحرير السودان في لجنة وقف اطلاق النار عبده عبد الله إسماعيل «الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من الفاشر، ان مقاتلات حكومية شنت هجوما مكثفا على مناطق جيرة وانكأ ادت الى قتل اعداد من المواشي.

ومن جهته قال رئيس الحركة احمد عبد الشافي لـ«الشرق الاوسط»، في اتصال هاتفي من شمال دارفور، ان قواته استطاعت اسقاط احدى المقاتلات، التي احترقت تماما واسرت قائدها برتبة ملازم واسمه معاوية حسين محمد، الذي قذف نفسه قبيل احتراق الطائرة واصيب بجروح طفيفة نتيجة لذلك. واضاف هو بحالة صحية جيدة وان حركته ستتعامل معه معاملة حسنة مرسلا تطميناته الى أسرته المقيمة في الفاشر.