تحذيرات دولية: الاحتباس الحراري يخدم تنظيم «القاعدة»

TT

استشهدت عدة جهات دولية بالصراع الدائر في اقليم دارفور غرب السودان للتدليل على أن الجفاف ونقص المياه يمكن أن يؤثر على السلام والأمن في مناطق كثيرة من العالم، ويفاقم مشكة الإرهاب بما يخدم منظمة القاعدة ومخططاتها. وتوجهت هذه الجهات ومن بينها الكونغرس الاميركي، والأمم المتحدة، خلال الأسابيع الأخيرة بتحذيرات جادة، توضح المحاذير المحتملة لظاهرة الاحتباس الحراري على السلم والأمن الدوليين، مشيرة إلى مخاطر انفجار صراعات مدمرة في ثلاث قارات على الأقل تخلق بيئة خصبة لحركات متشددة على غرار تنظيم القاعدة.

كما حذرت تلك الجهات من انتشار جماعات ممن يشار إليها بـ«الإرهابية» في آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية، وفي مناطق أخرى مضطربة من العالم.

وفي تقرير صدر أخيراً، قالت لجنة من كبار الضباط المتقاعدين في الجيش الاميركي إن «التغييرات المناخية ستشكل خطراً محدقاً بوجه الاستقرار في أنحاء كثيرة من العالم».

ودعت تلك اللجنة التي شكلت خصيصاً لبحث الأبعاد الأمنية لهذه الظاهرة المناخية إلى المعالجة السريعة للأزمة، مخافة أن يؤدي تجاهلها حالياً إلى مفاقمة الوضع وفقاً للأسوشيتد برس. وشددت اللجنة على التنبيه من دور تلك التغييرات في خلق بؤر مناسبة لنمو التنظيمات المتشددة على غرار القاعدة وجماعات أخرى، معتبرة أن مشاكل الجفاف وانتشار الأوبئة ودمار المحاصيل الزراعية وأثر ارتفاع مستوى البحر على دول مثل بنغلاديش وفيتنام، سيهدد بتقويض الحكومات الهشة في الكثير من الدول النامية.

وفي الأمم المتحدة تم طرح ملف التأثيرات السياسية لظاهرة الاحتباس الحراري على طاولة مجلس الأمن، فيما خصص الكونغرس الاميركي إحدى جلساته لمناقشة الموضوع حيث طالب بعض الشيوخ بالنظر إلى المسألة على أنها جزء من الأمن الوطني.

يذكر أن بعض الخبراء ينظرون في هذا الإطار إلى بعض النزاعات في العالم على أنها نتاج مباشر للظاهرة، كما هو الحال عليه في دارفور حيث يدور الصراع الأساسي بين الرعاة والمزارعين حول مصادر الطعام والمياه.

فيما تتوقع عدة دول أفريقية تقع جنوب الصحراء أن تتراجع كميات محاصيلها الزراعية بمقدار النصف بحلول العام 2020، بينما بدأت باكستان تعاني تأثيرات انخفاض منسوب الأمطار على إنتاجها من القطن.

وكانت اللجنة الدولية للعلماء قد قدمت للأمم المتحدة في شهر مارس(آذار) الماضي، خطة مفصلة لمكافحة التغير المناخي، محذرة من أن الإخفاق في هذا المجال قد يؤدي إلى حدوث اضطرابات مناخية كبيرة في القرن الحادي والعشرين، وقد ينجم عنها انتشار الجفاف والأمراض، واتساع المحيطات وتشريد سكان الشواطئ.

يُذكر أن الاتحاد الأوروبي كان تعهد الشهر الفائت بتقليص انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون بنسبة 20 في المائة أقل من مستويات تسعينات القرن المنصرم، ليرفعها إلى 30 في المائة إذا سارت دول أخرى، خاصة الولايات المتحدة في ركابه.