باكستان: عدد القتلى يرتفع إلى 82 في الهجوم الانتحاري على وزير الداخلية

الاشتباه في أصوليين.. ومشرف يتوعد المنفذين

TT

ارتفع عدد القتلى من التفجير الانتحاري في باكستان الى 28 في الوقت الذي حاول فيه محققون امس تحديد هوية الانتحاري الذي حاول قتل وزير الداخلية في مؤامرة ربما يكون متشددون اسلاميون قد دبروها.

وفجر الانتحاري، الذي قام بالعملية بمفرده، نفسه أمس على بعد ثلاثة أمتار فقط من وزير الداخلية أفتاب أحمد خان شرباو في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي المتاخم لأفغانستان.

وأصيب شرباو الذي كان يجتمع ببعض الناس في ختام اجتماع عام ببلدة تشارسادا بجروح بسيطة في ساقه من الشظايا والطلقات. وتقع تشارسادا على بعد نحو 20 كيلومترا الى الشمال الشرقي من بيشاور عاصمة الاقليم الحدودي الشمالي الغربي. وعثر المحققون على رأس مقطوع وجذع مشتبه به، ويحاولون التعرف على هويته. وقتل أحد مساعدي شرباو الذي قال انه كان هدف الهجوم وعدد من أفراد الامن التابعين له. وقال اصف اقبال دواودزاي وزير الاعلام في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي لرويترز: «انه استمرار لما يجري في منطقة القبائل لدينا وعبر الحدود في أفغانستان». وقال فياض تورو وهو محقق كبير في الشرطة إن الانتحاري كان في الثلاثينات من العمر فيما يبدو. وأضاف: «انه اما أفغاني أو ينتمي الى منطقة القبائل». ومضى يقول: «نمط الهجوم مماثل لهجمات سابقة كلها كانت مرتبطة بمنطقة القبائل لدينا»، مضيفا أن الشرطة كانت تعد رسما تصوريا للمشتبه به للمساعدة على التعرف عليه.

وأردف قائلا إن عدد القتلى ارتفع من 26 الى 28 بعد وفاة اثنين متأثرين بجراحهما. وقال ان نحو 52 شخصا أصيبوا، وان عددا منهم حالاتهم خطيرة. وقال شيرباو لصحيفة «دون» بعد الانفجار الذي وقع مساء اول من أمس «كانت معجزة لا أعرف كيف نجوت». وكان ابنه قريبا من موقع الحادث، لكنه لم يصب ايضا إلا بجروح طفيفة. وأعلنت حالة التأهب الامني القصوى في المدن الرئيسية الباكستانية بعد الحادث. وكان شيرباو قد تلقى تهديدات بالقتل قبل الحادث. وكان شقيقه الاكبر قد قتل في انفجار خلال اجتماع عام بمدينة بيشاور عاصمة إقليم الحدود الشمالية الغربية عام 1975 عندما كان وزيرا للداخلية.

وكان من بين ضحايا الانفجار الذي تشير الارقام الرسمية إلى أنه أوقع 40 مصابا أيضا، عدد من الساسة المنتخبين والمسؤولين الأمنيين. ولم تعلن أية جماعة مسؤوليتها عن الحادث على الفور. وكان شيرباو قد انتهى لتوه من توجيه كلمة لحشد من أنصار فصيل موال للحكومة منشق عن حزب الشعب المعارض، عندما اقترب منه رجل وفجر سترة مفخخة مليئة بالشظايا المعدنية. وهذا الانفجار الانتحاري هو السابع الذي تشهده باكستان خلال العام الحالي. وسارع الرئيس بيرويز مشرف بإدانة انفجار تشارسادا وتعهد بمواصلة محاربة الارهاب. وتعاني باكستان من التفجيرات التي يرتكبها متشددون اسلاميون منذ قرار الرئيس برويز مشرف عام 2001 الانضمام الى الحرب التي تشنها الولايات المتحدة على الارهاب. وظهرت موجة من التفجيرات الانتحارية في وقت سابق من هذا العام؛ بما في ذلك هجوم في العاصمة إسلام آباد. ويأتي هذا الاعتداء في أوج جولة اوروبية يقوم بها الرئيس مشرف الذي قرر، بحسب مسؤولين أتراك، الإبقاء على محادثاته المقررة في تركيا مع الرئيس الافغاني حميد كرزاي. وسيستقبل الرئيس التركي احمد نجدت سزر مساء (امس) المسؤولين الباكستاني والافغاني الى مأدبة عشاء. ثم تعقد الاثنين جلسة محادثات ثنائية رسمية بحسب المكتب الاعلامي للرئاسة التركية. وكان الرئيس مشرف الذي زار البوسنة السبت قد أعلن أنه يريد «العودة» الى باكستان إثر الاعتداء، ملمحا الى احتمال إلغاء قمة أنقرة التي ترمي الى تهدئة التوترات بين إسلام آباد وكابل وتطوير استراتيجية مشتركة ضد طالبان. وتتهم كابل إسلام آباد بعدم القيام بما يكفي لمنع المتطرفين من العبور الى افغانستان من المناطق القبلية الباكستانية الواقعة على الحدود للانضمام الى حركة تمرد طالبان.

وتؤكد إسلام آباد من جهتها، أنها اتخذت الإجراءات الضرورية، وتتهم أفغانستان بإلقاء مسؤولية فشلها في مكافحة طالبان وعمليات تهريب المخدرات المتزايدة وفي مكافحة أعمال أسياد الحرب الافغان، على باكستان.