القذافي يطالب الشعب الإيطالي بالخضوع لتحليل الحامض النووي بحثا عن ليبيين منفيين هناك

قال إن بيرلسكوني من الجبل الأخضر بليبيا وإنه لن يزور روما قبل إغلاق الملف

TT

قال الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي إنه يتعين على كل الشعب الايطالي الخضوع لفحوصات طبية لتحليل الحامض النووي الـ«دي إن أي»، لمعرفة ما إذا كانوا يتحدرون من أصول ليبية أم لا من أجل حل الغموض الذي مازال يكتنف مصير آلاف الليبيين الذين تعرضوا للنفي في ايطاليا إبان فترة احتلالها لليبيا.

وأعلن القذافي في خطاب ألقاه مساء أول من أمس في مدينة سرت الساحلية، بمناسبة إحياء ذكرى مواجهة دامية وقعت بين الاحتلال الإيطالي والشعب الليبي تسمى معركة القرضابية، «أن الحل هو أننا سنتجه إلى إيطاليا أولاً وإلى كل فعاليات إيطاليا وأوروبا ونتجه إلى كل المنظمات الدولية الإنسانية وحتى الأمم المتحدة، ونحن نطلب الشروع في عملية تحليل الحمض النووي».

ولم يصدر من السلطات الإيطالية أي رد فعل تجاه تصريحات القذافى، لكن مصادر دبلوماسية إيطالية في القاهرة قالت في المقابل لـ«الشرق الأوسط» مشترطة عدم تعريفها أن الاقتراح خيالي ولا يمكن تطبيقه، معربة عن قناعتها بأن خطاب العقيد الليبي موجه للاستهلاك المحلي وللتأثير فقط على الرأي العام في بلاده. وتساءل القذافي: ماذا حدث لهم؟ ماذا عملتم بهم؟ من هنا في مثل هذا اليوم رفعتم ألف ليبي من سرت، أين أخذتموهم؟ أين هم؟ وأردف معلقا: هؤلاء المنفيون ليسوا غنماً وليسوا دجاجا وليسوا عُمْلَة.

وأضاف: نطلب أن يتعرض كل «الطليان» الموجودين، لهذا التحليل وإذا بين لنا الحمض النووي أن الشخص ليبي يكون واحداً من أولاد وأحفاد أولاد المنفيين، وبعد أن نوضح له أنه ليبي، نُخيره: إن كان يريد أن يبقى في إيطاليا أو يريد الرجوع إلى بلده فأهلا وسهلا ليأتي.

وأعرب القذافي عن اعتقاده بأن إيطاليا لن تعارض الشروع في هذا البرنامج، مضيفا ان هذه هي التي تحل المشكلة بيننا وبينهم، فما دمتم لا تعرفون أين الليبيون، ونحن أيضاً لا نعرفهم، فلا سبيل إلا أن نلتجئ إلى «العلم».. أي إلى الحمض النووي. وقال إن هذا المشروع سيُقدم إلى إيطاليا الآن، وعلى «الطليان» كلهم رجالاً ونساءً أن يتعرضوا إلى الفحص بالحمض النووي، لكي نعرف من منهم ليبي من المنفيين ومن الأسرى ومن الذي ليس ليبياً وهذا لا يعنينا، والذي يكشف تحليل الحمض النووي أن دمه ليبي هو الذي نبحث عنه لأنه ليبي وهو حر سواء يريد أن يبقى في إيطاليا أو أن يرجع إلى بلاده. وأشار القذافي إلى أن عددا من الموجودين في إيطاليا الآن هم من أصل عربي حيث اختلط الدم العربي بالدم المتوسطي، موضحا أن بيرلسكونى الرئيس السابق للحكومة الإيطالية هو من أصل عربي، وقال «أعتقد أنه من الجبل الأخضر من عائلة حليمة أو من عائلة بن حليم أو حليمة «داليما». وأعلن القذافي أنه لن يزور إيطاليا إلى أن يتم طي صفحة الماضي وإغلاق ملف التعويضات التي ستدفعها لبلاده عن فترة احتلالها لها ورد الاعتبار لليبيين. ولفت إلى أن إيطاليا اليوم اعتذرت عن حقبة استعمارها لليبيا وأن قادتها اليوم لو كانوا قادة الأمس لما تم غزو ليبيا ولما سقط الشهداء بالمئات ولما قتل آلاف الإيطاليين.

وأضاف أن إيطاليا أدركت أن وضع ليبيا بعد الثورة وضع مخلص وواع ومسالم إلا أنه لا يخضع ولا يقبل الرشوة، مشيرا إلى أن أميركا أدركت ذلك أيضا فبعد أن أرسلت عام 1986 حوالي 170 طائرة لقصف بيته غيرت واشنطن سياستها تجاه ليبيا الثورة ولجأت إلى نفوذها السياسي بعد أن اقتنعت أن القوة لا تنفع أمام المقاومة الوطنية.

وقال القذافي إن الوضع الآن جيد بين ليبيا وأعلن استعداده لتوقيع معاهدة صداقة وحسن جوار معها وإلى التعاون بين ضفتي المتوسط وبين الاتحادين الأفريقي والأوروبي ومن أجل السلام العالمي مشددا أنه يجب على الإيطاليين تطبيق كل ما جاء في الإعلان الليبي الإيطالي المشترك الذي اعتذرت فيه روما عن حقبة استعمارها لليبيا».

وتعهد القذافي بالحفاظ على الجبهة الداخلية في ليبيا قوية ومتراصة وقال إنه سيقضي بلا رحمة على الخيانة والطامعين وضعاف النفوس لأن الخونة هم الذين أتوا بالاحتلال الإيطالي إلى ليبيا، وبقوات الاحتلال الاميركي والبريطاني إلى العراق، وبقوات حلف شمال الأطلنطي (الناتو) لأفغانستان.