مجموعة إسلامية مهمتها تثقيف الخارجية الكندية

«مجموعة العمل الخاصة بالجاليات المسلمة» الكندية تقود جهود التقارب مع العالم الإسلامي

TT

نظمت وحدة «مجموعة العمل الخاصة بالجاليات المسلمة» التابعة لوزارة الخارجية الكندية، زيارة لعدد من الصحافيين من «العالم الاسلامي» الشهر الماضي، في خطوة جديدة من الحكومة الكندية تثبت حرصها على مكافحة التطرف، من خلال الحوار والتواصل مع المجتمعات المسلمة. وتواجه الحكومة الكندية اسئلة مشابهة لتلك التي تطرح في دول غربية فيها نسبة عالية من المهاجرين من العالم الاسلامي، بما في ذلك كيفية مواجهة التطرف بين فئة قليلة من الشباب المسلم والتجانس بين التعاليم الاسلامية والمجتمعات الغربية. ومثل الولايات المتحدة وبريطانيا، وغيرها من الدول الأوروبية، تواجه كندا عقبات عدة في تحديد تعاملها مع قضايا التطرف واندماج الجاليات المسلمة في مجتمعها، أبرزها كيفية عدم معاملة المسلمين بأنهم مختلفون عن باقي الشعب الكندي، منعاً لشعورهم بالعنصرية.

وبينما يدل اسم «مجموعة العمل الخاصة بالجاليات المسلمة» على التواصل مع المسلمين في كندا وخارجها، الا أن الحكومة الكندية اتخذت قراراً بعدم معاملة المسلمين داخل كندا بمعزل عن باقي الاقليات في بلدها. وتهتم وزارة «التراث» الكندية بكافة الشؤون المتعلقة بالمهاجرين في كندا والهوية الكندية منذ انشائها عام 1995. ويقع على عاتق الوزارة «توثيق العلاقات بين مختلف الجاليات في كندا، مع الحرص بعدم التعامل مع فئة معينة بمنظار عرقي أو عنصري، وانما كـ«مواطنين كنديين»، مما جعل «مجموعة العمل الخاصة بالجاليات المسلمة» مهتمة بالجاليات المسلمة خارج كندا والتعلم من تجربة الدول التي لديها اقليات مسلمة.

ويرأس «مجموعة التواصل مع العالم الاسلامي» جيم نيكل، الذي هو في الوقت ذاته رئيس قسم جنوب آسيا في وزارة الخارجية، ويعمل معه أربعة موظفين في المجموعة منذ تأسيسها رسمياً عام 2006. وقال مصدر في الخارجية، طلب عدم ذكر اسمه لأنه ليس مخولاً للحديث مع الصحافيين «كنا واعين منذ البداية بأن العالم الاسلامي مؤسس من مجموعة من الجاليات والمجتمعات والدول، بدلاً من عالم واحد متشابه، ومن هنا جاء اسم الوحدة التي تتعامل مع جاليات مسلمة، بدلاً من المسلمين كمجموعة ذات طبيعة واحدة». وعلى الرغم من عقد «الشرق الأوسط» لقاءات مع مسؤولين من الوحدة، إلا انهم امتنعوا عن الإدلاء بتصريحات حول عملهم، إذ لم يكونوا مخولين بالحديث مع الصحافة.

وجاء تأسيس «مجموعة التواصل مع العالم الاسلامي» نتيجة زيارة لجنة برلمانية كندية لعدد من الدول المسلمة أصدرت من بعدها تقريراً في مارس (آذار) 2004 كشفت نسبة عالية من عدم التواصل معها. وأكد عدد من المسؤولين في الوزارة، ان هذا التقرير كان جوهرياً في تغير سياسة كندا في التعاطي مع العالم الاسلامي. وشرحت مسؤول طلب عدم الكشف عن هويته: «التقرير أظهر أن عدم معرفة الحكومة ووزارة الخارجية بخصوصيات العالم الاسلامي، منعها من ان تصبح جهة فعالة في هذا الجزء المهم من العالم».

وعلى الرغم من اصدار التقرير عام 2004، الذي أوصى بتأسيس المجموعة التي بدأت عملها بشكل غير رسمي عام 2005 لتصبح وحدة مستقلة عام 2006، الا انها ما زالت في المراحل الاولى من انجاز مهمتها في تطوير السياسة الكندية ازاء قضايا المسلمين. يذكر ان أهمية هذه المجموعة أخذت تزداد في الآونة الأخيرة بسبب الدور الكندي في افغانستان ونشر حوالي 2500 جندي ضمن عمليات حلف الشمال الاطلسي (ناتو) هناك. ومن اولويات المجموعة تزويد معلومات للخارجية الكندية حول التطورات في الدول الاسلامية ومجتمعاتها، بالإضافة الى دراسة التطورات في الدول التي لديها اقليات مسلمة وطريقة التعامل مع التعددية الاجتماعية فيها. وقد تم الكثير من التنسيق بين المجوعة هذه و«مجموعة التواصل مع العالم الاسلامي» في وزارة الخارجية البريطانية، التي تعتبر قريبة من نظيرتها الكندية في التطلع والأهداف. وتزامناً مع وصول 8 صحافيين من دول وسائل اعلام لدول مسملة، وصل وفد من «مجموعة التواصل مع العالم الاسلامي» البريطانية الى كندا ليقوم بجولة في كبرى المدن الكندية، ويتواصل مع الجالية المسلمة هناك. وتأتي مثل هذه الزيارات التي تنظمها «مجموعة التواصل مع العالم الاسلامي» في اطار طريقة عمل المجموعة التي تؤمن بالتواصل المباشر والتعلم من تجربة الآخر لتطوير السياسات المتعلقة بالمسلمين داخل كندا والدول الاسلامية على نطاق اوسع.