الجنرال كاردويل: سمحنا لعائلات الإيرانيين المعتقلين في العراق بزيارتهم

الناطق باسم قوات التحالف قال لـ«الشرق الاوسط» إن القرار اتخذ قبل يومين

TT

بعد أشهر من اعتقالهم، قررت واشنطن السماح لعائلات المعتقلين الايرانيين في العراق بزيارتهم. وأعلن الناطق باسم القوات المتعددة الجنسية في العراق الميجور جنرال كولدويل في حديث خاص لـ«الشرق الاوسط» أمس ان القرار «اتخذ خلال الـ48 ساعة الماضية، وأبلغت لجنة الصليب الاحمر الدولية به»، مضيفاً انها ستكون مسؤولة عن تنظيم الزيارة. يذكر ان 5 ايرانيين اعتقلوا في اربيل شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، وتقول القوات الاميركية إنهم تابعون للحرس الثوري الايراني ويعملون «ضد العراق»، بينما تقول ايران انهم دبلوماسيون. وشرح كولدويل أن زيارة العائلات للمعتقلين جاءت بناء على طلب من العائلات، ولكنه اكد انهم «لن يحصلوا على معاملة مختلفة عن باقي زوار المعتقلين»، مضيفاً انه لا يعلم اذا كانت عائلات الايرانيين السبعة المعتقلين في العراق قد أبلغت بهذا الخبر.

وتوقع ان تتم الزيارة خلال أسبوعين أو ثلاثة، مؤكداً ان ذلك يعتمد على تنسيق اللجنة الدولية للصليب الاحمر المسؤولة عن تنظيم مثل هذه الزيارات، بالاضافة الى موافقة الحكومة العراقية للعائلات بدخول العراق. ولفت كولدويل الى ان هناك «سبعة مسؤولي استخبارات ايرانيين معتقلين لدينا، وبينما 5 منهم احتجزوا في أربيل، الاثنان الآخران لا نريد الافصاح عن مكان وموعد اعتقالهما»، ممتنعاً عن الافصاح عن المزيد من التفاصيل. من جهة اخرى، أكد كولدويل أن غالبية العنف في العراق اليوم هو من السيارات المفخخة التي «يقودها في غالبية الاحيان أجانب وليسوا عراقيين». وأضاف في حديث لـ«الشرق الاوسط» خلال زيارة قصيرة الى دبي: «بين 70 و 80 في المائة من الذين ينفذون التفجيرات الانتحارية بالسيارات المفخخة هم من الأجانب». وتابع: «لو استطعنا وقف عمليات السيارات المفخخة لتوقفت الكثير من الاعمال»، مشيراً الى ان سوق الشورجة في بغداد الآن مغلق للسيارات، وقد انتعش مجدداً بعد استهدافه مرات عدة من خلال سيارات مفخخة.

وعن الحواجز حول أحياء في بغداد تسكنها غالبية سنية، بما فيها الأعظمية، امتنع كولدويل عن التعليق عليها مباشرة، قائلا: «لقد نصبنا الآلاف من حواجز حماية مؤقتة في بغداد منذ سنوات؛ ففي منطقة الرصافة وحدها هناك حوالي 3200 من تلك الحواجز وواجبها هي الحماية». وأضاف: «سمعنا تصريحات إعلامية من (رئيس الوزراء العراقي نوري) المالكي حول وقف بناء الحواجز، ولكن لم نبلغ رسمياً بذلك والبناء متواصل». وتابع ان الحكومة العراقية والقوات الاجنبية «تريد حماية العراقيين وليس فصلهم عن بعضهم البعض». وعن عزل بعض المناطق مثل الاعظمية، قال: «هناك أماكن دخول وخروج خاصة في هذه المناطق، ولكن حتى الآن لا توجد آلية لإصدار هويات لسكان هذه المناطق»، مضيفاً: «انه أمر مؤقت». ولفت الى ان العشرات من وحدات الحماية المشتركة بين القوات العراقية والمتعددة الجنسية انتشرت في بغداد خلال الـ90 يوماً الماضية، مما يساعد على مواجهة المسلحين بشكل أسرع وأفضل من السابق. ورداً على سؤال حول المخاوف من ان يكون المسلحون وراء فرق الموت في بغداد قد اختاروا الاختفاء خلال عملية حماية أمن بغداد المعروفة بـ«فرض القانون» حتى لا تلاحقهم القوات المتعددة الجنسية، قال كولدويل: «نحن نلاحق قيادات فرق الموت بطريقة منتظمة. وقبل ثلاثة ايام اعتقلنا 8 منهم في مدينة الصدر ومعهم معدات ايرانية جديدة يعود تاريخها الى عام 2006». وأضاف: «ايران تواصل تمويل هذه الجماعات، وهناك تدخلات ايرانية كثيرة من خلال العمل مع عصابات، فهذه الجماعات حقاً عصابات». ولفت الى اعتقال قيس الغزالي وشقيقه ليث الغزالي في البصرة قبل شهر، مضيفاً انهما من قياديي فرق الموت ضمن جيش المهدي، لكنه اضاف انه لا يعلم اذا كان مقتدى الصدر على معرفة بعملياتهما التي تستهدف العراقيين. وأكد ان استجواب قيس الغزالي اكد انه درب في معسكرين في ايران وحصل على دعم منها. وعن خطة أمن بغداد، توقع كولدويل ان يكون شهر سبتمبر (ايلول) المقبل فاصلا في معرفة اذا كانت ستنجح ام لا. وأضاف ان قائد القوات المتعددة الجنسية في العراق بريغادير جنرال ديفيد بترايوس «قال انه بحلول سبتمبر سنعلم ما يمكن انجازه واذا كان زيادة عدد الجنود سيجلب نفعاً أم لا». وأوضح انه ببداية شهر يونيو (حزيران) سيكون هناك 30 ألف جندي اميركي اضافي و36 الف جندي عراقي اضافي في بغداد والمناطق من حولها، في محاولة جديدة لفرض الامن في بغداد. وشدد كولدويل على ان الجيش الاميركي يريد مغادرة العراق بأقرب فرصة ممكنة، موضحاً: «كضابط عسكري، انني مستعداً للعودة الى وطني وليست لدي رغبة في البقاء في العراق اذا لا يساعد وجودي العراقيين، ونحن حقاً نحاول الوصول الى الوضع الذي يسمح لنا بذلك». وعن تفجير جسر الصرافية، قال كولدويل: «من استهدف الجسر اراد استهداف رمز عزيز على العراقيين كلهم، ومنعهم من الأمل بغد أفضل». وأكد ان التحريات تشير الى ان منفذ العملية نفذها من خلال قيادة شاحنة في وسط الجسر وتركها هناك قبل انفجارها. وأضاف: «من قام بهذا العمل جهز نفسه وكان لديه معلومات في الهندسة المدنية، لأن مكان الانفجار هذا بالذات يسمح لهدم الجسر بالكامل، ولو كان في منطقة اخرى لما حصل ذلك». ولفت الى «ان الحكومة الاميركية عرضت إعادة بناء الجسر، ولكن الحكومة العراقية قالت انها ستتكفل به». ورفض فرضية استهداف الجسور في بغداد من أجل فصل جانبي الكرخ والرصافة من اجل فصل أبناء بغداد على نهج طائفي قائلا: «كان ذلك في تحليلنا الاولي، ولكن استهداف الجسر هذا بالذات، وخاصة يوم استهداف البرلمان، كان امراً رمزياً ضد الشعب العراقي». وعن التفجير في مبنى البرلمان في المنطقة الخضراء، قال ان «مكتب التحقيقات الفيدرالي» (اف بي اي) الاميركي يساعد الحكومة العراقية على التأكد من كيفية تنفيذ العملية، لكنه اكد ان التحقيقات الاولية تشير الى انها «كانت عملية داخلية وعلى الارجح من الذين يعملون في الخدمات الغذائية في البرلمان العراقي». وتابع ان اختراق المنطقة الخضراء ليس أمراً مستحيلا، موضحاً: «لو جلست وفكرت ومعي 6 أشخاص مستعدون ان يخسروا حياتهم، بالتأكيد بإمكاني اختراق المنطقة، ولكن نحن نأخذ جميع الخطوات الاحترازية لمنع ذلك». يذكر ان كولدويل تسلم مهامه ناطقاً للقوات المتعددة الجنسية العام الماضي، وينهي مهامه هذا العام ليتولى تدريب كافة القوات الاميركية من قاعدة كانسس العسكرية من شهر يوليو (تموز) المقبل.