الخيام.. تمنى الموت للفوز بـ72 من حور الجنة.. وأمين نشأ يطارد الفتيات

محاكمة المجموعة البريطانية المدانة بتنفيذ تفجيرات تثير تساؤلات

TT

تصاعدت موجة احتجاجات وقلق في الأوساط البريطانية، بعد يوم واحد من انتهاء أطول محاكمة ارهاب في بريطانيا، أدين فيها 5 بريطانيين مسلمين بالتخطيط لتنفيذ تفجيرات تستهدف مجمعات تجارية وملاه ليلية ومحطات قطارات. وسبب القلق هو تكشف وجود صلات بين بعض اعضاء المجموعة واثنين من مرتكبي اعتداءات السابع من يوليو (تموز) 2005 الانتحارية، التي اوقعت 56 قتيلا بينهم منفذوها الأربعة وطرحت تساؤلات حول ما إذا كان في الامكان تفادي تلك التفجيرات خاصة أن أجهزة المخابرات كانت على علم بتلك الأتصالات. وطالبت جهات سياسية معارضة اجراء تحقيق مستقل، في اعتداءات السابع من يوليو، بعد ان شككت جهات في وجود تقصير من رجال المخابرات الداخلية البريطانية، مشيرة الى امكانية تفادي تلك العملية. لكن الحكومة البريطانية رفضت هذه الدعوة، وقالت انها «تحويل للطاقات والجهود». وكشفت الشرطة البريطانية، عن أن زعيم المجموعة عمر الخيام التقى 4 مرات على الأقل في بريطانيا زعيم اعتداءات السابع من يوليو محمد صديق خان ومساعده شاهزاد، مما أثار حفيظة المعارضة، فيما كان من الممكن تفادي هجمات السابع من يوليو. ودافع جهاز المخابرات البريطانية «ام.آي.5» في بيان نشر على موقعه على الانترنت، عن موقفه، مؤكدا ان رجاله لم يتهاونوا في القضية. وحسب معلومات تسربت في الصحف البريطانية أمس، فإن عمر الخيام، 35 عاما، هو زعيم المجموعة التي كانت تخطط للهجمات.. كان دائما يعلن استعداده للموت من اجل القضية حتى يفوز بـ«72 من حور الجنة». كما قام بترتيب معسكر للتدريب على الحدود بين باكستان وافغانستان لشركائه في العمليات، الذين قاموا بشراء وتخزين مواد تستخدم لصنع المتفجرات من بينها سماد نترات الامونيوم.

وأشارت التقارير الى ان الخيام مع اثنين من أصغر إخوته جاءوا الى كرولي باسكس مع والدتهم، بعد ان غادر والدهم الذي يمتلك مصنع نسيج، منزل الأسرة، وكان عمر الخيام وقتها 10 اعوام. وحسب اقوال الخيام فإن اسرته لم تدفعه للاهتمام بعلوم الدين، لكنه تعلم القرآن في سن مبكرة بين 5 ـ 11 باللغة العربية. وفي سن 17 تعرف على جماعة اصولية متطرفة اظهروا له انهم يعدون مقاتلين مسلمين للقتال في البوسنة والشيشان. وتقول الشرطة البريطانية ان الخيام التقى اربع مرات على الأقل في بريطانيا، زعيم اعتداءات السابع من يوليو 2005 محمد صديق خان ومساعده شاهزاد تنوير، في الوقت الذي كان يخضع فيه لمراقبة الشرطة. وكانت اعتداءات لندن الانتحارية أوقعت 56 قتيلا بينهم منفذوها الأربعة. كما كانت للخيام روابط مع عبد الهادي أحد قياديي القاعدة، بحسب المصدر ذاته. وعبد الهادي العراقي، 46 عاما، الذي يعد الرجل الثالث في القاعدة، أعلنت الولايات المتحدة عن اعتقاله يوم الجمعة الماضي.

أما المدان الثاني وهو وحيد محمود، 35 عاما، فهو المرشد الروحي للمجموعة، حسب التقارير التي نشرت أمس، وكان كثيرا ما يجمع في منزله في غوجار خان في باكستان بعض اعضاء المجموعة لمناقشة موضوعات دينية، وفيه تمت الخطة الاولية للهجمات في بريطانيا. وعمل متعاقدا مع شركة ترانسكو للغاز، مما سمح له الحصول على الاقراص المدمجة لنظام امدادات الغاز، وهي واحدة من اهداف المجموعة. وكان محمود الذي اقترح مهاجمة مجمع «بلو ووتر» للتسوق في كينت.

وعن صلاح الدين أمين، 32 عاما، أكدت المعلومات انه غادر بريطانيا بعد 11 سبتمبر، وبدأ في عملية جمع الاموال والمعدات للمقاتلين في افغانستان. ويقال انه عمل كوسيط بين اطراف شاركوا في هجمات السابع من يوليو بين مدينتي «لوتن وبدفوردشير». والتقى كلا من الخيام ومحمد خان المشتبه بأنه قاد خلية 7 يوليو، في المطار، وعندما وصلوا الى باكستان. وطلب الخيام من أمين ارسال معلومات عن المتفجرات التي ستستخدم في العمليات بالبريد الالكتروني، مما مكن المخابرات البريطانية الى القبض على المجموعة لاحقا. وأمين من مواليد هندن، شمال لندن، وعاش في باكستان عندما كان عمره بين 4 الى 16، قبل ان يعود الى لوتن بانجلترا لإكمال تعليمه. وبين في اقواله، انه ترعرع مثل كل مراهق يطارد الفتيات، ويشرب الكحول، ويميل الى الدخول في معارك مع الآخرين، مما عرضه للاعتقال. وتخرج أمين من جامعة هيرتفوردشير وعمره 26 عاما، لكنه انخرط مع الجمعات الأصولية في مسجد فينسبوري بارك، حيث التقى ابو حمزة.

اما انتوني غارسيا عاما، 24، فإن اسمه الحقيقي عبد الرحمن بن عويس، وهو جزائري ويعتبر «جوكر» المجموعة.. ويعد نفسه رجلا نموذجيا. وكان عنصرا أساسيا لجمع الأموال للمجموعة. جاء الى بريطانيا في سن الخامسة وترعرع مع والده، وهو صاحب مقهى. ووالدته المقعدة، تقيم في «ايلفورد اسكس»، مع ثلاث من اخواته وشقيقين. بعد المدرسة، كان يعمل في مصنع للملابس، وكحارس في مجمع تجاري في سوميرفييلد. وثم انضم لمجموعة ابو قتادة حيث كان حارس أمن. أما المدان الأخير فهو جواد اكبر، 23 عاما، كان صديقا للخيام وزميل دراسته، لعب معه كرة القدم وشاركه في كثير من طفولته. اكبر عاش في باكستان حتى سن الثامنة عندما انتقلت اسرته الى ايطاليا لسنتين، ثم الى بلدة كرولي، حيث يعمل والده مديرا لشركة خدمات المطاعم. كان طالبا في السنة الثالثة في جامعة برونيل في غرب لندن، حيث انضم الى مجموعة رادكالية قال انها «ترسل اشخاصا للقتال». وتم انشاء مدرسة الاحد في مسجد بلانغلي في كرولي مع محمود، وطلب من أصدقائه أن يطلقوا عليه «الفتى الذهبي النقي». وأكبر هو صاحب اقتراح مهاجمة إحدى الوزارات.