مسؤول جزائري: رفضنا شروطا أميركية لتسلم معتقلين في غوانتانامو

عائلة جزائري معتقل تناشد الحكومة قبول تسلمه من أميركا

TT

أفاد مسؤول حكومي جزائري بأن الجزائر «رفضت شروطا أميركية تتعارض مع سيادتنا» مقابل تسلم معتقلين في سجن غوانتانامو، فيما ناشدت عائلة جزائري موقوف في المعسكر الاميركي بكوبا الحكومة الجزائرية قبول تسلمه وعدم اعتقاله.

وقال المسؤول الحكومي لـ«الشرق الأوسط» إن الأخبار التي راجت حول رفض الحكومة تسلم مفرج عنهم من غوانتانامو «غير صحيحة»؛ في إشارة إلى ما نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية الأحد الماضي، بخصوص رفض بعض الدول استقبال رعاياها المعتقلين، من بينها الجزائر واليمن. وأوضح ذات المصدر أن «الجزائر ترحب بكل جزائري معتقل في الخارج، يبدي رغبة في العودة إلى بلده طواعية»، مشيرا إلى أن الجزائر «ترفض شروطا أميركية لأنها تتعارض مع سيادتنا ونحن غيورون على سيادتنا».

ولم يحدد المسؤول الحكومي هذه الشروط، لكن مصدراً قضائيا رجح أن الأميركيين اشترطوا ضمانات مكتوبة بعدم اعتقال المرحلين المفترضين، بينما ذكرت مصادر أخرى أن الأميركيين طلبوا من الحكومة الجزائرية الموافقة على إيفاد بعثات قضائية للتأكد من حسن معاملة المرحلين المحتملين ومن استفادتهم من شروط محاكمة عادلة، في حال متابعتهم قضائياً.

وكان نفس الموضوع محل أزمة بين الحكومتين الجزائرية والبريطانية، حيث طلبت الثانية من الأولى في نهاية العام الماضي، الموافقة على «مراقبة قضائية لاحقة» لأوضاع جزائريين معتقلين ببريطانيا معنيين بالترحيل، قالت الحكومة إنهم يشكلون خطرا على الأمن القومي البريطاني.

وأشار مقال «واشنطن بوست» الى اسم أحد المعنيين بالترحيل من غوانتانامو، يدعى أحمد بلباشا الذي التقت «الشرق الأوسط» بشقيقه إبراهيم أمس بالعاصمة وشقيق أحمد، إن رجال الأمن زاروا بيت الأسرة بالعاصمة الأربعاء الماضي لاستكمال التحقيق حول المعتقل. وأوضح أن الزيارة تندرج في إطار ترقب عودة «سيد أحمد»، كما يناديه أفراد الأسرة، إلى الجزائر بعد تلقي الحكومة الجزائرية خبرا من نظيرتها الأميركية أن بلباشا، مؤهل للاستفادة من الإفراج. وأوضحت الصحيفة الأميركية نقلا عن محاميه، أن بريطانيا رفضت تسلمه بدعوى أنه لا يحمل الجنسية البريطانية. وكان بلباشا يعمل نادلا بأحد الفنادق ببريطانيا في 2001 ومقيما بطريقة غير شرعية. وسافر إلى باكستان في نفس العام، واعتقل مطلع العام التالي من قبل الأمن الباكستاني الذي سلمه إلى القوات الأميركية بعد اجتياحها أفغانستان نهاية 2001. ويذكر شقيق أحمد بلباشا، 38 سنة، أن العائلة تجهل سبب سفره إلى باكستان، وقال إن أخباره انقطعت منذ أن كان في بريطانيا. أما وزارة الدفاع الأميركة فتتهمه بالتدريب على السلاح بأفغانستان وتقول إنه التقى زعيم القاعدة أسامة بن لادن مرتين. ويذكر شقيقه في الموضوع: «لقد نقل محاموه عنه أنه اضطر تحت التعذيب إلى القول إنه التقى بن لادن وتلقى تدريبا على السلاح في مراكز بأفغانستان».

وناشد نفس المصدر، الحكومة الجزائرية الموافقة على تسلم أحمد «لأنه جزائري، ولأن الدولة مسؤولة عن كل رعاياها في الداخل والخارج». ودعا إلى عدم اعتقاله «لأن شقيقي لا ضلع له في الإرهاب، كما زعم الأميركيون، وإلا لما قرروا إطلاق سراحه».