رويال قضمت من بايرو أكثر من ساركوزي.. لكنها لا تزال متراجعة

20 مليونا سيشاهدون المناظرة اليوم.. لوبن يدعو ناخبيه للامتناع عن التصويت

TT

فيما دعا مرشح اليمين المتطرف ورئيس الجبهة الوطنية جان ماري لوبن ناخبيه الى الامتناع عن التصويت الأحد القادم وعدم إعطاء أصواتهم لا للمرشح اليميني نيكولا ساركوزي ولا للمرشحة الاشتراكية سيغولين رويال، ردت الأخيرة على مهرجان ساركوزي الانتخابي بتجمع شعبي سياسي وفني امتد لأربع ساعات في مدرج شارلتى في باريس أرادته هي الأخرى بمثابة «عرض عضلات» هو الأكبر منذ انطلاق حملتها الانتخابية.

وبموازاة ذلك، يترقب الناخبون الفرنسيون مساء اليوم المناظرة التلفزيونية الوحيدة بين المرشحين التي ينتظر أن يتابعها ما لا يقل عن 20 مليون مشاهد. وفيما تستمر استطلاعات الرأي في توقع فوز المرشح اليميني بأكثرية مريحة، فإن المرشحة اليسارية تأمل في أن تدفع ساركوزي الى ارتكاب «خطأ ما» أو هفوة أو زلة لسان يمكن أن تدفع فئة من الناخبين خصوصا تلك التي لم تحسم أمرها بعد الى الابتعاد عنه أو الانتخاب لصالحها.

ويبدو أن رويال تستهدف بالدرجة الأولى المترددين من ناخبي مرشح الوسط فرنسوا بايرو. وتبلغ نسبة هؤلاء حوالي الثلث أي ما يعادل ستة ملايين ناخب. وواضح أن فوز رويال مرهون بقدرتها على «تحريك خطوط التماس» بينها وبين ساركوزي إذ أن بقاء ميزان القوى وتوزع الأصوات على حاله يعني فوز مرشح اليمين.

وجاءت دعوة لوبن أمس لمناصريه وناخبيه بالامتناع عن التصويت في الدورة الثانية لتخدم مصالح المرشحة الاشتراكية. فرئيس الجبهة الوطنية حصل في الدورة الأولى على 3.83 ملايين ناخب ما يمثل 10.44% من مجموع الناخبين. وحتى الآن، بينت كل استطلاعات الرأي أن الأكثرية الساحقة من هؤلاء تنوي التصويت لصالح ساركوزي. وبحسب آخر استطلاع أجرته مؤسسة «إيبسوس/دل» ونشرت نتائجه أمس، فإن 61 بالمائة من ناخبي لوبن تنوي التصويت لصالح ساركوزي فيما ينوي 15 بالمائة منهم على الاقتراع للمرشحة الاشتراكية. وينوي 24 بالمائة من ناخبي رئيس الجبهة الوطنية الامتناع عن التصويت. لكن السؤال المطروح هو: هل ستؤثر دعوة لوبن على تصرف ناخبيه أم أن هؤلاء سيقترعون وفق قناعاتهم الخاصة وبعيدا عن «توصية» رئيس الجبهة الوطنية الذي خاض على الأرجح آخر جولاته الرئاسية؟.

وشهدت باريس والمدن الفرنسية المسيرات النقابية التقليدية بمناسبة «عيد العمال». وارتدت المناسبة هذا العام لونا خاصا بسبب الانتخابات الرئاسية. ورغم أن المسيرات لم تحمل دعوات محددة للاقترع، فإن الجو العام الذي سيطر عليها كان معاديا للمرشح اليميني حيث حمل المئات في باريس ومرسيليا وغيرها ملصقات تقول: «ساركوزي مرشح أرباب العمل» و«ساركوزي: الحقد».

وقال برنار تيبو، رئيس الاتحاد العام للعمال، القريب من الحزب الشيوعي إن انتخاب ساركوزي يعني «تهديد الحريات النقابية» ويعني قيام حكومة «فظة التصرف». وهاجم تيبو خطة ساركوزي الهادفة الى الحد من حق الإضراب وفرض «الحد الأدنى من الخدمة» في المرافق العامة أيام الإضراب مثل النقل العام. وقال المسؤول النقابي: «إن انتخاب ساركوزي سيعني تهديدا للحريات النقابية. أقول ذلك وأؤكد عليه». أما النقابات الرئيسية الأخرى مثل القوة العمالية أو الفيدرالية العمالية فقد عمدت الى عدم إبراز لونها السياسي. غير أن الحدث الأبرز امس كان المهرجان الانتخابي الضخم لرويال قبل خمسة أيام من الاستحقاق الرئاسي الذي أريد منه أن يكون جهدا استثنائيا لتعبئة الرأي العام والناخبين لمصلحة المرشحة الاشتراكية التي تتوقع استطلاعات الرأي هزيمتها أمام المرشح اليميني. وأفاد استطلاع «إيبسوس/دل» بأن ساركوزي سيحصل الأحد القادم على 53 بالمائة من الأصوات بينما ستحصل رويال على 47 بالمائة منها. ورغم أن الأخيرة نجحت في اجتذاب نسبة 41 بالمائة من ناخبي الوسط (مقابل 32 بالمائة لساركوزي) فإنها لم تنجح بعد في سد الفارق الذي يفصلها عنه. ولذا فإن رويال وفريقها الانتخابي ومعه الحزب الاشتراكي ومجمل اليسار يبذلون «الجهود الأخيرة» لتعديل ميزان القوى وجعل اليسار الفرنسي في وضعية تمكنه من الفوز من خلال تعبئة المتغيبين وإقناع المترددين خصوصا من ناخبي الوسط الذين يشكلون ثلث ناخبي بيرو. وتراهن رويال على حدثين: المهرجان الانتخابي والشعبي الذي حصل أمس في باريس والمناظرة التلفزيونية هذه الليلة مع ساركوزي.

وأمس، بدأ باكرا التقاطر الى مدرج شارلتي الواقع على مدخل باريس الجنوبي للمشاركة في المهرجان ـ الاحتفال الذي بدأ في الرابعة بعد الظهر واستمر حتى الثامنة ليلا. وساهمت في إنجاح المهرجان مجموعة من الفنانين والمثقفين الذين وقفوا الى جانبها وساهموا في إحياء المهرجان. وأول من أمس، نشرت صحف اليسار دعوات عشرات المثقفين وأهل الرأي للانتخاب لصالح رويال. وأرادت رويال من المهرجان ـ الاحتفال الرد على مهرجان ساركوزي الناجح في قصر بيرسي الرياضي الأحد. وقال مسؤول في حملة رويال إن المرشحة الاشتراكية بحاجة الى اكتساب 500 ألف ناخب جديد (2 بالمائة من الناخبين) حتى تكون في وضعية تؤهلها للفوز الأحد القادم. ويقوم أنصار ساركوزي بحملة واسعة بالاعتماد على الإنترنت ورسائل الهواتف الجوالة للتأثير على الناخبين. وقال فرنسوا هولند السكرتير الأول للحزب الاشتراكي ورفيق درب رويال إنه يتعين على الأخيرة أن «تسجل أهدافا» في مبارزتها التلفزيونية مع ساركوزي الذي يريد «التعادل» و«مباراة بلا غالب أو مغلوب».