غموض حول مصير زعيم القاعدة في العراق

بغداد تؤكد إن أبو أيوب المصري قتل في اشتباكات بين تنظيمات متطرفة شمال العاصمة.. وتحالف مرتبط بتنظيمهص ينفي

TT

نفى تنظيم مرتبط بالقاعدة في العراق مقتل زعيمها أبو أيوب المصري في قتال داخلي فيما لم يؤكد الجيش الاميركي تقارير بهذا الشأن.

وأعلن مدير مركز القيادة الوطنية في وزارة الداخلية العميد عبد الكريم خلف مقتل المصري في اشتباكات في منطقة التاجي (40 كلم شمال بغداد) بين «تنظيمات القاعدة بسبب وجود خلافات». واضاف، حسب وكالة الصحافة الفرنسية «تطور هذا الخلاف الى السلاح وتمت تصفية هذا المجرم اليوم من قبلهم نتيجة الصراع العسكري المسلح فيما بينهم». وأوضح خلف ان «المعلومات الاستخباراتية والمعلومات التي جاءت هذا اليوم (امس) هي معلومات قوية جدا». واضاف «لم يكن لنا دخل في مقتله». وكانت محطة التلفزيون العراقي الرسمي قد اعلنت في خبر عاجل مقتل المصري خلال اشتباكات وقعت في منطقة النباعي في التاجي.

إلا ان تحالفا لجماعات منضوية تحت القاعدة نفى مقتل المصري. وقال تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق» في بيان على الانترنت، امس، ان «الدولة الاسلامية تؤكد للعالم الاسلامي سلامة أبو حمزة المهاجر وانه ما زال يقاتل الاعداء». الى ذلك، قال السفير الاميركي لدى العراق رايان كروكر للصحافيين، انه لا يمكنه تأكيد مقتل المصري، واعتبر ان مقتله سيكون أمرا «إيجابيا». كما لم يؤكد متحدث باسم الجيش الاميركي هذا الخبر. وقال الناطق باسم الجيش الاميركي في العراق اللفتنانت كولونيل كريستوفر غارفر «ارجو ان يكون ذلك صحيحا لكننا نريد ان نتأكد تماما من صحة هذه المعلومات». واعلن موت ابو ايوب المصري، المعروف أيضا بأبو حمزة المهاجر، مرتين في السابق في اكتوبر (تشرين الاول) 2006 وفبراير (شباط) 2007 قبل ان ينفي الجيش الاميركي والسلطات العراقية ذلك. وكانت الولايات المتحدة قد اعلنت في مطلع يوليو (تموز) الماضي انها خصصت مكافأة بقيمة خمسة ملايين دولار مقابل اعتقال ابو ايوب المصري الذي اعلن الجيش الاميركي انه خلف ابو مصعب الزرقاوي في رئاسة تنظيم القاعدة في العراق. وبحسب وزارة الخارجية الاميركية فان «ابو ايوب المصري مواطن مصري ومسؤول كبير في القاعدة في العراق وكان مرتبطا مباشرة بابو مصعب الزرقاوي. وقد تدرب في افغانستان وباكستان، وهو خبير في المتفجرات». وقتل الزرقاوي في غارة جوية اميركية في العراق في السابع من يونيو (حزيران). ويأتي الاعلان عن مقتل ابو ايوب المصري بينما بلغت الازمة المستعصية بين ائتلاف يضم مجموعات سنية متطرفة منضوية تحت راية تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وفصائل «مقاومة» تحمل طابعا محليا، منعطفا خطرا. وكان ابو عمر البغدادي زعيم التحالف الذي يطلق على نفسه اسم «دولة العراق الاسلامية» قد دعا «جيش انصار السنة» و«جيش المجاهدين» و«الجيش الاسلامي» و«كتائب ثورة العشرين» الى عدم سفك الدماء. وحض على عدم الاقتتال في شريط صوتي بث في 17 ابريل (نيسان) على الانترنت. وجاءت هذه المناشدة في اعقاب مطالبة «الجيش الاسلامي» في السادس من الشهر الماضي اسامة بن لادن بالتدخل لوقف ممارسات تنظيم القاعدة المتهم باغتيال «اكثر من ثلاثين» من عناصره. وقد بدأت المواجهات بين «الدولة الاسلامية في العراق» وفصائل «الجيش الاسلامي» و«كتائب ثورة العشرين» في محافظة الانبار اواخر الصيف الماضي قبل ان تمتد الى المناطق المحيطة بالفلوجة (50 كلم غرب بغداد) قبل شهرين. كما ان الانقسامات تسود مواقف العشائر بين موالية لإمارة الانبار في «الدولة الاسلامية» ومعارضة لها. ويحارب تحالف يضم عددا من عشائر العرب السنة ويطلق على نفسه «مجلس انقاذ الانبار»، بدعم من الحكومة العراقية تنظيم القاعدة في المحافظة التي تعد من المعاقل الرئيسية للتنظيم.

ونسبت وكالة رويترز الى خلف ومصدر اخر بوزارة الداخلية ان السلطات العراقية لم تتسلم جثة المصري ولكن المصدر أضاف أن أفرادا من وزارة الداخلية شاهدوا الجثة. وقال برهم صالح، نائب رئيس الوزراء، انه علم بأن المصري قتل اول من أمس. وتابع «نحن أيضا لدينا تقارير أمنية واستخباراتية تفيد بأن أبو أيوب المصري قتل نتيجة اقتتال بين المسلحين والقاعدة أمس قرب التاجي». وقال المصدر الآخر بوزارة الداخلية ان المصري قتل فيما وصفها بتسوية حسابات على الارجح داخل تنظيم القاعدة.

ورغم تأكيد علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية في تعليق له على قناة «العربية» التلفزيونية الفضائية للحادث إلا أنه طالب بالتأني حول الاعلان الرسمي لمقتل المصري. وقال الدباغ «التقارير الاولية تشير الى مقتل أبو أيوب المصري». واضاف «لكن علينا الانتظار لحين اجراء فحوصات أخرى مثل تحليلات الحمض النووي وبعد ذلك سيكون هناك اعلان رسمي».