إعلامي في مكتب المشهداني: مسؤولو الأمن في عطلة والقتل مستمر يوميا

خطف شقيقاه الخميس وتسلم جثتيهما أمس وعليهما آثار التعذيب

TT

لم تكن اللحظات التي مرت على مهند عبد الجبار مدير اعلام رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني بالهينة، وهو يتسلم جثتي شقيقيه المخطوفين منذ الخميس من دائرة الطب العدلي ببغداد، بعد ان قطعت اوصالهما وتعرضا لشتى انواع التعذيب، ليرميا على قارعة احد الطرق بمنطقة الغزالية ببغداد. قال انه ابلغ اجهزة الأمن، التي تعللت بانها في عطلة ايام الخميس والجمعة والسبت، ولن تفعل شيئا قبل الاحد، لكنه تسلم جثتيهما في ذلك اليوم.

يقول مهند بأسف بالغ، «لقد خطف (احمد وعاصم) يوم الخميس الثاني من الشهر الجاري في كراج البياع، وكانا قادمين من منطقة السيدية باتجاه المنصور، حيث موقع عملهما في محل للالمنيوم»، ويؤكد لـ«الشرق الاوسط»، ان الخاطفين اتصلوا بعائلته بعد ساعتين فقط واخبروهم ان احمد وعاصم في قبضتهما وانهما متأكدان انهما يعملان مع «الارهابيين»، وبعد ان اكدت العائلة للخاطفين الا علاقة لاحمد وعاصم بما يدعيانه، اصر الخاطفون على موقفهم وقالوا بالحرف الواحد، «ان خطة فرض القانون لن تنتهي الا بنهاية اخر سني في بغداد».

واشار مهند الى انه يتحدث لـ«الشرق الاوسط» بصفته مواطنا عراقيا وليس مديرا لاعلام المشهداني، وينقل ما عاناه وما سمعه من الخاطفين بهذه الصفة. واضاف عبد الجبار ان عملية الخطف، وحسب شهود عيان، «حصلت في كراج البياع على مرأى ومسمع من افراد دوريات الشرطة الموجودة في ذلك المكان، وكانت سيارة المسلحين من نوع (بطة) رصاصية اللون، اذ قامو بالهجوم على سيارة من نوع كيا كانت تقل عددا من الركاب وقاموا باختطافهم بعد ان تأكدوا من هوياتهم».

وقال مهند «لقد تحركت بكل الاتجاهات واتصلت باشخاص من التيار الصدري ومن المتنفذين لكي اجد مخرجا لشقيقيي وجاءتني ردود مع وعود بان يجدوا الحل للمشكلة. واضاف «كما اتصلت بشخص برتبة ملازم من الاشخاص المسؤولين في خطة «فرض القانون» وقال لي بالحرف الواحد ان «اليوم هو الخميس وغدا الجمعة وبعدها السبت وكلها عطل رسمية سنحاول ان نجد الحل يوم الاحد».

وهنا توقف عبد الجبار متسائلا بحزن «كيف يكون مسؤولا في خطة فرض القانون في عطلة ليومين او ثلاثة والتعذيب مستمر على المختطفين.. وربما سيلاقون حتفهم». واستطرد قائلا «ايقنت بعد المكالمة السادسة للخاطفين ان شقيقيي صارا في عداد الموتى عندما قال احدهم لنا لقد تأكدنا انهما من الصداميين والارهابيين وسيقام عليهما الحد والتعذيب.. واسمعونا اصواتهما وهما يصرخان من الالم». وقال «لقد ذهبت الى مستشفى اليرموك لاجد الجثث في الممرات وهناك ست ثلاجات ملأى بالجثث ايضا.. وفي آخر الممر كانت جثة احمد التي كتب عليها الغزالية، وكانت عيناه قد فقئتا ويداه مكسورتين واحرقت اماكن عديدة من جسده وقطعت اجزاء منه، والى جانبه وجدت جثة عاصم وكان قد تعرض للتعذيب الشديد وقطعت أجزاء من بطنه وقدمه وقد كتب عليها جسر البياع، أي ان الاول نقل من اطراف الغزالية والثاني من جسر البياع».