صحافي عراقي: كنت شاهدا لحادثة اختطاف امرأة في بغداد

قال إنه شعر بالذنب لأنه لم يستطع المساعدة

TT

بغداد ـ رويترز: قال صحافي عراقي انه اصيب «بالذهول والصدمة» عندما قادته الصدفة ليكون شاهد عيان لحادثة خطف وقعت في أحد أحياء غرب بغداد، وعلى بعد أمتار معدودة منه كانت الضحية فيها امرأة في منتصف الثلاثينات، وكان «بطل» الحادثة شابا لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، كان يحمل مسدسا وكانت لحيته تغطي وجهه.

قال الصحافي، الذي طلب عدم ذكر اسمه «خوفا من الملاحقة والانتقام» إن عمله الصحفي هو الذي فرض عليه ان يكون موجودا في منطقة حي الجامعة التي تقع غرب مدينة بغداد والتي شهدت الحادثة. وأضاف، أنه كان يمر بسيارته في الحي «قبيل ظهر اليوم (أمس) وفجأة ترجل شاب من سيارة اخرى نوع تويوتا كان لونها أخضر داكنا.. كان عمره في منتصف العشرينات وكان يحمل مسدسا بيدي... قطع الشاب الطريق على سيدة كانت تمر بالشارع الفرعي.. وبقوة أمسكها من يديها وأمرها بالصعود الى السيارة. وعندما رفضت اول الامر...سحبها بقوة بعد ان لوى ذراعها واضعا مسدسه في بطنها». «وبصوت عال صرخ الشاب بالفتاة.. اصعدي.. بعدها قام بفتح باب السيارة ودفعها بقوة على المقعد الخلفي.. على مرآى ومسمع من عدد غير قليل من الناس الذين وقفوا يتفرجون وهم لا حول ولا قوة أمام رجل كان يبدو أنه قاتل وخاطف محترف».

وقال الصحافي «حاولت الفتاة ان تقاومه في البداية.. وبدا الرعب على وجهها.. لكن يبدو انها أحست بمصيرها وانه لا مفر من فعل شيء.. فانقادت الى أوامره بشكل عجيب.. وبطاعة تامة دخلت الى السيارة».

وأضاف الصحفي ان «السيدة كانت ترتدي ملابس عادية جدا.. وكانت تحمل بيدها حقيبة نسائية... ولم يبد عليها ما يثير الانتباه مطلقا».

ويقع حي الجامعة غرب بغداد، وهو حي سني متاخم لحي المنصور. ويعتبر الحي واحدا من أحياء مدينة بغداد الراقية، وكان الحي وبالذات الشارع الرئيسي فيه مفعما بالحياة والحركة لوجود عدد كبير من المحلات التجارية التي تنتشر على جانبي الشارع الرئيسي، الذي يمر به والذي يسمى بشارع الربيع.

وانتشرت في مدينة بغداد خلال هذه الفترة عمليات الخطف والقتل بشكل كبير، وأصبح أمرا مألوفا في المدينة العثور يوميا على عشرات الجثث يحمل أغلبها آثار تعذيب وحشي.

ويعزو الكثير من العراقيين أسباب هذه العمليات الى الاحتقان الطائفي الذي كان من أسبابه انتشار فرق الموت والميليشيات بشكل كبير في جميع أحياء بغداد. وقال الصحافي «لم يكن الأمر مذهلا فقط، بل كان مؤلما.. ما زلت أشعر انني مذنب لأنني لم استطع أن أساعد السيدة». أضاف «لكن ما عساي ان افعل أمام شخص كان يبدو انه قاتل أو خاطف محترف وكان على استعداد لإطلاق النار على كل من يحاول أن يوقفه».

وقال ابو علي وهو متقاعد من اهالي حي الجامعة ما زال يعيش في المنطقة «ان الحي شأنه شأن العديد من أحياء مدينة بغداد، بات خاويا وعديم الحياة بعد ان هجرته العشرات من العوائل.. وهجر قسم منها قسريا بينما فضل عدد كبير آخر من العوائل السنية والشيعية الهجرة منه والبحث عن ملاذ آمن في مكان آخر داخل وخارج البلاد».

وأضاف ابو علي «ما يقارب اثني عشر عائلة من الفرع (الزقاق) الذي اعيش فيه هاجرت ولم تبق إلا عائلتان فقط».

ومضى يقول «حتى هاتان العائلتان هاجر العديد من أبنائها ولم يتبق إلا العجائز».

واشتكى عدد من اهالي المنطقة من الاجراءات الأمنية الحكومية التي تقف عاجزة عن تقديم شيء ملموس لأهالي المنطقة، على الرغم من الخطة الامنية التي تقوم بتنفيذها الحكومة ومنذ منتصف فبراير (شباط) الماضي.

وقال ابو علي ان «اهالي المنطقة بين المطرقة والسندان.. بين قتل وخطف المسلحين الذين ينتشرون في المنطقة، وبين الاعتقالات التي تنفذها قوات الجيش الحكومية والتي قامت قبل شهر باعتقال العشرات من ابناء المنطقة في حملة اعتقالات جماعية وعشوائية لم يسلم منها أحد».